كثيرة هي الثقافات والحضارات البشرية التي استخدمت الصوم منذ القدم، ليس كطقس ديني وحسب وإنما أيضاً كعلاج وكمحفز لروافد الجمال والنضارة.
وتجمع البحوث والدراسات على الفوائد الصحية الكبيرة التي تنتج عن الصوم، والآثار الإيجابية التي تترتب عليه، خصوصاً في التخلص من بعض الأمراض والعوارض، أو على الأقل التقليل منها ومن آثارها السلبية على الصحة والحياة عموماً.
ومثلما هو الصوم مفيد لمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة والاختلال الغذائي، يكشف المتخصصون المعنيون بصحة الجلد والتجميل أن للصيام أيضاً فوائد كبيرة على البشرة والجمال ويسهم في معالجة بعض الأمراض الجلدية.. ومن آثاره الإيجابية في هذا السياق:
1- تخفيض حدة الالتهابات:
تشارك البشرة في الاستجابة المناعية كأي جزء آخر في الجسم، وغالبًا ما تظهر هذه الاستجابة على شكل التهاب البشرة، وقد يساهم الصيام في إزالة أو تخفيف أعراض هذا الالتهاب، ويساهم الصيام في تثبيط جزء من جهاز المناعة، وهو الجزء المسؤول عن بعض الاضطرابات الالتهابية، وهذا قد يحسن من جمال البشرة.
2- المساهمة الفاعلة في إنقاص الوزن:
شهدت الحميات الغذائية المعتمدة على الصيام انتشارًا واسعًا في الآونة الأخيرة، وذلك لفاعليتها في إنقاص الوزن، إذ إنها تقوم بذلك وفقًا للأسباب الآتية:
– يخفض الصيام من السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، وذلك عند التوقف عن تناول الطعام والشراب لفترة قصيرة خلال اليوم.
– يساعد الصيام في تعزيز عملية الأيض، وذلك من خلال رفع مستويات الناقل العصبي نورإبينفرين.
– يساهم الصيام بإنقاص الوزن من خلال خفض السعرات الحرارية وزيادة كفاءة عملية الأيض، وهذا يمنح جمالًا وإشراقًا للجسم.
3- التقليل من علامات الشيخوخة:
شغلت مرحلة الشيخوخة وكيفية التخلص من علاماتها حيزًا طبيًا في الآونة الأخيرة، ويرى المتخصصون إن أهم جزء في الشيخوخة يعدّ الجزء المتعلّق بشيخوخة الأوعية الدموية، فعند التقدم في العمر تصبح الأوعية أكثر عرضةً للتلفِ..
وبما أن الصيام يؤدي إلى خفض السعرات الحرارية، فإنه يساهم في إنتاج كيتون بيتا هيدروكسي بوتيرات، وهذا المركب يسهم بدوره في زيادة انقسام خلايا الأوعية الدموية وتجددها.. بالتالي هذا الانقسام يحمي خلايا الأوعية الدموية من تبعات مرحلة الشيخوخة، ما يقلل من ظهور علامات الشيخوخةِ ضمن أعضاء الجسم.
4- مؤثر إيجابي في الصحة النفسية:
يساهم الصيام في توليد الشعور بالسلام الداخلي والراحة النفسية، وهذا يرفع قابلية الشعور بالجمال الذاتيّ، وقد نشرت دراسة عام 2016 م في لندن، وتمت على يد مختصين بهدفِ بحث تأثير الصيام على النساء، فكانت مجريات التجربة كالآتي:
– أجريت الدراسة على 52 امرأة، متوسط العمر لديهن 25 عامًا.. وقد تم فحص الاستجابة العاطفية للنساء المشاركاتِ بعد صيام 18 ساعة.. ووجدت الدراسة، أن الصيام قصير الأمد قد عزز من القدرات الذهنية لدى النساء المشاركات، ما أسهم في منحِ شعورٍ بالراحة النفسية والفخر، بالإضافةِ للإنجاز والتقدير الذاتي“، وهذه العوامل مجتمعة تشكل مسبباتٍ للإحساس بالجمال الذاتي.
