مع دخول فصل الصيف، يبدو من المهم تنبيه الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وفي مقدمتهم كبار السن، من خطورة الحر الشديد عليهم.. فكلما تقدم سن المريض وتفاقمت شدة المرض المزمن وطالت مدة معاناة المريض منه، وكان علاجه أقل كفاءة ومضاعفاته أكثر حضوراً وخطورة.
وإذا أردنا تلخيص أضرار تعرض أصحاب الأمراض المزمنة للحرارة الشديدة في كلمة واحدة، ستكون هي الجفاف. إذ يحاول الجسم تبريد نفسه عند التعرض للحر من خلال زيادة العرق الذي يرطب سطح الجسم، لكن التعرق الشديد، لفتراتٍ طويلة من النهار، قد يسبب فقدان جانب هام من سوائل الجسم، والذي ما لم يتزامن معه التعويض الجيد بشرب السوائل، فإنه يصيب الجسم بالجفاف الشديد، ومن أمثلة ذلك.
1. الإصابة بالفشل الكلوي المزمن والحاد، والذي تمثل الكثير من الأمراض المزمنة – كالضغط والسكر – في ذاتها، عوامل خطر، تزيد فرص وقوعه.
2. زيادة فرص حدوث الجلطات داخل الأوعية الدموية، في أيّ منطقةٍ بالجسم، سواءً جلطات الأوردة، مثل جلطات الأوردة العميقة بالساق، وجلطات الشريان الرئوي، وكذلك جلطات الشرايين، كجلطات شرايين المخ، أو الشرايين التاجية للقلب. والسبب هو أن الجفاف يسبب زيادة لزوجة الدم، نتيجة فقدانه لجزءٍ من مكونه السائل، مما يبطئ سريان الدم، ويزيد فرص تجلطه. و يزداد احتمال حدوث الجلطات لدى أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة السكر والضغط والقلب، والفشل الكلوي المزمن.
3. انخفاض ضغط الدم بشدة عند القيام المفاجئ، وما يصاحب ذلك من شعور بالغثيان، قد يتطور إلى فقدان مؤقتٍ للوعي، والسقوط أرضًا، والتعرض لإصاباتٍ خطيرة كالكسور، والنزيف.
وقد يسبب التعرض لأشعة الشمس المباشر، ضررًا مباشرًا للجسم، فيما يعرف ب ضربة الشمس ، والتي تزداد فرص حدوثها، وتفاقم مضاعفاتها لدى أصحاب الأمراض المزمنة، وقد تسبب الوفاة – خاصة لكبار السن – خلال ساعاتٍ قليلة، وأعراضها حروقٌ بالجلد، والإصابة بالجفاف الشديد، والفشل الكلوي، واضطراب وظائف المخ.
أساليب الوقاية
• قضاء النهار في مكان بارد
على أصحاب الأمراض المزمنة تجنب التعرض للحر الشديد وأشعة الشمس المباشرة، وقضاء النهار بقدر الإمكان في مكان بارد، وفي حالة اضطراهم للخروج نهاراً يجب عليهم تعويض ما يُفقَد بالعرق، بالشرب الجيد للسوائل، ومحاولة المشي في حماية الظلال، وترطيب سطح الجسم بالمياه ما أمكن، واستخدام كريمات الحماية.
• السوائل والتغذية الجيدة
أفضل الأطعمة في الصيف هي الغنية بالسوائلكالبطيخ، الخوخ، الخيار، الطماطم، الخس، الكرفس ، ويجب أن تحضر في الغذاء اليومي لأصحاب الأمراض المزمنة، مع تنويع مصادر السوائل بين شرب اللبن قليل الدسم، وشرب الماء مباشرة، وأنواعٍ مختلفة من الحساء والعصائر الطازجة الباردة.
ويجب التقليل من تناول الاطعمة خارج المنزل تجنباً لحالات التسمم الغذائي التي تضعف أجهزة المناعة لدى أصحاب الأمراض المزمنة،وتجنب الوجبات الثقيلة التي قد تتسبب بحرمان الاعضاء الحيوية من التغذية الدموية الكافية حيث يسحب الطعام الثقيل جانباً كبيراً من الدورة الدموية إلى الجهاز الهضمي.
للرياضة المعتدلة المنتظمةكالسباحة المعتدلة خاصة في المساء ، دورٌ حيوي في تجنب الإصابة ببعض أهم الأمراض المزمنة، وعلى رأسها السكر والضغط وأمراض شرايين القلب.
• السيطرة على المرض
كلما كانت الحالة المزمنة تحت السيطرة، عن طريق نمط الحياة الصحي، والعلاج الدوائي المنتظم تحت إشراف الطبيب المختص، كلما قلت فرص حدوث المضاعفات عمومًا، ومن بينها مضاعفات التعرض للحر الشديد بالطبع.
فمثلاً، الانتظام الجيد في علاج السكر يجنب المريض الإصابة بغيبوبة ارتفاع السكر، والتي إن حدثت، تسبب جفافًا شديدًا، قد يصبح مع التعرض للحر الشديد خطيراً .