كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية لدى الصحفيين؟
المجلة الطبية_ترجمة خاصة:
الوجود الاجتماعي لم يعد هواية ، بل أصبح مهارة صحفية، لذلك إذا كان إلغاء جميع حساباتك في مواقع التواصل الإجتماعي ليس خيارً ، فما الذي يمكنك فعله أيضًا للبقاء آمنًا وعاقلًا عبر الإنترنت؟
معظم الصحفيين مدمنون على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ اللحظة التي يطفئون فيها جرس المنبه في الصباح وحتى آخر نظرة على حساباتهم قبل النوم ، يحدث جزء مهم من عملنا – والحياة – على Twitter و Instagram و Facebook.
كيف تؤثر عادة وسائل التواصل الاجتماعي على صحتنا العقلية؟
مصممة للإدمان
يقول فيليب إيل ، الصحافي المستقل من رود آيلاند ، “إنها مجرد مجموعة من الأشياء المحبطة” ، مضيفًا أن الشبكات الاجتماعية مصممة لتكون مسببة للإدمان وتزيد من الحاجة إلى طلب التفاعل من الآخرين ، مما يجعلها مضرة بالصحة العقلية افتراضيًا.
ويضيف “لقد وقعت في الغضب أو الشعور بالمرارة أو حتى الشعور بالضيق مع الناس على تويتر بطرق كثيرة، أشعر بالأسف الآن لأني ربما لم أفعلها شخصيًا”!.
لقد تعامل إيل مع قضايا الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب لمعظم حياته ، ويكتب الآن عن تجاربه لرفع الوعي.
تحت الضغط
لطالما كانت وسائل التواصل الاجتماعي بؤرًا للتضليل والمضايقة المستهدفة للصحفيين ، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى التعب وحتى الإرهاق .
من بين التحديات الرئيسية ، الضغط على أداء العمل ، والحفاظ على التوازن بين العمل والحياة اليومية العادية ، والضغط من أجل الوصول إلى وسائل الإعلام الاجتماعية غير المتحيزة ، وتجنب التعليقات من المتصيدون ، والمخاوف القانونية ، والضغط للحصول على اعتبارات شخصية.
كل هذا يمكن أن يؤثر على صحة العقل، وفقا لعالمة النفس يلينا كيكمانوفيتش التي بحثت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية.
“نواجه جميعًا منافسة وضغطًا للتميز في العمل. ومع ذلك ، يتلقى الصحفيون تعليقات مباشرة وثابتة تقريبًا حول كيفية قيامهم بالعمل بناءً على عدد النقرات التي تتلقاها منشوراتهم وعدد المتابعين لهم”.
“ترتبط مقارناتهم الاجتماعية ارتباطًا مباشرًا بوظائفهم أو بالنجاح الوظيفي أو بسبل عيشهم. وبالتالي ، فإن كل الآثار السلبية النفسية لوسائل الإعلام الاجتماعية مثل الحسد أو الاكتئاب أو القلق أو تدني احترام الذات من المحتمل أن تكون أعلى بالنسبة للصحفيين”.
التنفس
قال الصحفي والمحرر جون كراولي إن المكان الجيد لبدء علاقة صحية مع البرامج الاجتماعية هو تحسين الوعي والاعتراف بأن “التمرير الشراعي” ضار بالصحفيين.
“يتعرض الصحفيون للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب قيامهم بوظائفهم، كما يُطلب منهم القيام بمزيد من العمل بسبب مشكلات الموارد،و مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي هي لوحة أخرى تدور حيث يُطلب من الصحافيين إعادة ترتيب المحاور وإنتاج المزيد من العمل مقابل مبالغ مالية أقل “.
وردد رئيس تحرير جريدة ” جازيتا ويبورزا” ، زوزانا زيوميكا ، هذه الآراء التي رددها ، والتي تدعو إلى إيجاد طرق أكثر فعالية لمعالجة المتصيدون وتعليقات الكارهين على وسائل التواصل الاجتماعي.
“نحن بحاجة إلى برامج من شأنها أن تعلم الصحفيين والمحررين كيفية التمييز بين التعليقات السلبية التي تتطلب استجابة وبين التعليقات التي يجب حذفها.
وأضاف زيوميكا “نحتاج إلى مساعدة في تقييم التهديدات التي يجب الإبلاغ عنها ومتى يجب الإبلاغ ، كما نحتاج إلى مساعدة في بناء عقلية مرنة للتعامل مع التداعيات العاطفية من قراءة آراء سيئة عن أنفسنا”.
هذا يتطلب أخذ القضية على رأسك من خلال نمذجة القيادة للسلوك الصحي والتواصل الواضح للتوقعات. وقال زيوميكا ، عندما يرى الصحفيون أن بذل قصارى جهدهم في العمل يختلف عن كونهم في وضع العمل طوال الوقت ، فمن الأسهل بالنسبة لهم تنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الصحي بشكل ذاتي.
وجاءت نصيحة أخرى من Eil ، الذي قال إن الصحفيين بحاجة لوضع حدود معينة مثل حذف Twitter أو Facebook من هاتفك واستخدامها فقط على سطح المكتب.
واقترح أيضًا تنمية حياة وسائل الإعلام غير الاجتماعية والاستمتاع بالأنشطة غير المتصلة بالشبكة لبناء المرونة وشبكة الدعم التي يمكن أن يعتمد عليها الصحفيون عندما تصبح خلاصاتهم سيئة.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=1960
