تقرير/هاني المحويتي:
لم يعد فصل الصيف مرحباً به لدى أبناء اليمن كما كانوا في السابق لارتباط هذا الفصل بالإجازات والعطلات الصيفية والرحلات الترفيهية العائلية بعد الانتهاء من عام دراسي كامل، حيث كان الكثير من اليمنيين يشدون رحالهم في هذا الفصل صوب الريف الذي تكسوه الخضرة والجمال الطبيعي لا سيما في هذا التوقيت المتزامن مع هطول الأمطار.
لقد تحول الصيف منذ بدء الحرب والحصار على اليمن إلى كابوس مرعب ومفزع يقض مضاجع المواطنين، وتحديداً منذ العام 2016 عندما اصبح موسما لتفشي وباء الكوليرا الذي حصد أرواح الآلاف أغلبهم من الأطفال ولا تزال أرقام الضحايا في تزايد كل يوم، في ظل الإمكانيات المحدودة والضعيفة لوزارة الصحة بسبب استهداف المنظومة الصحية بشكل مباشر من قبل طيران التحالف السعودي على مدى أربع سنوات، وتجاهل دولي وصمت أممي للمعاناة الصحية المتفاقمة التي يواجهها اليمنيون.
الطوارئ في مواجهة الكوليرا
أكثر من 327 حالة وفاة وما يقارب من (163) ألف حالة إصابة واشتباه .. هي الحصيلة الجديدة لوباء الكوليرا في اليمن منذ شهر (فبراير – إبريل )2019 .. وهي الموجة الثالثة على التوالي التي تضرب المحافظات اليمنية، أي بزيادة عن العام الماضي بنسبة 25٪، حيث أن الأطفال ما دون الخامسة كانوا الأكثر عرضة للإصابة بالوباء، بينما تقول الأرقام إن الإحصائيات التراكمية تشير إلى أن عدد حالات الإصابة والاشتباه بلغت أكثرَ من مليون وسبعمائة ألف وَعدد الوفيات 3900 حالة منذ إبريل 2016م وحتى الآن.
وأمام هذه الأرقام المرعبة لم يكن أمام قيادة وزارة الصحة إلا إعلان حالة الطوارئ في فعالية رسمية تزامناً مع احتفال اليمن بيوم الصحة العالمي 7 إبريل تحت شعار «الصحة للجميع» ،وهو اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم الصحة العالمي لأهداف العناية بالصحة وتعزيز الثقافة الصحية في العالم.
وقد تحركت وزارة الصحة ووحداتها لمواجهة تفشي الكوليرا في اليمن منذ عام 2016 ، في ظل استمرار العدوان السعودي الذي دمر البنية التحتية بما فيها مضخات المياه ومحطات الصرف الصحي ما تسبب بكارثة بيئة، في ظل تجاهل أممي ودولي مريب ومخجل للكارثة التي تهدد حياة الملايين من سكان اليمن، حيث استحوذت العاصمة صنعاء على النصيب الأكبر من إصابات الكوليرا بلغت ما يقارب 34.6 بالمئة من الحالات ، انتشار الوباء دفع منظمات أممية إلى وصفه بـ» أسوأ كارثة إنسانية في العالم من صنع البشر».
ارقام مرعبة لأعداد الضحايا
ووفقاً لمصادر رسمية بوزارة الصحة، فقد شهدت محافظات صنعاء ،صعدة ،تعز ،ريمة ،المحويت وإب ارتفاعاً مخيفاً في عدد الضحايا المصابين بهذه الجائحة خلال العام الجاري 2019 وسط تخاذل المنظمات الدولية المعنية التي لم تقم بواجبها الإنساني المناط بها كما يبدو، وتجاهلت صرخات الاستغاثة من سكان هذا البلد المنكوب بالعدوان والحصار والمرض للمطالبة بوضع حــد لهذا الوباء القاتل.
وأشارت المصادر إلى أن عدد حالات الوفاة في محافظة تعز تجاوزت 25 حالة بينما، كانت عدد حالات الاشتباه قرابة ستة آلاف حالة بحسب مكتب الصحة في تعز، أما في محافظة المحويت فقد بلغت الوفيات 18 حالة بينما حالات الاشتباه والإصابة المسجلة لدى مكتب الصحة 7105 حالات ، بينهم 1552 طفلاً، كما يذكر أن معظم الإصابات في المحافظة بمديرية ملحان.
أما محافظة ريمة فقد أكد مركز الترصد الوبائي في المحافظة أن إجمالي عدد حالات الإصابة والاشتباه بلغت 2414 حالة وعدد الوفيات 30 حالة، بينما كان لأمانة العاصمة النصيب الأوفر من هذا الوباء المتفشي، حيث وصل عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا والإسهالات المائية إلى أكثر من 28 ألف حالة من بينها أكثر من 30 حالة وفاة، فيما بلغت في الحديدة 18 ألف حالة كان عدد الوفيات 4 حالات.
وفي محافظة إب بلغ عدد الحالات المشتبه بها أكثر من 15 ألفاً، منها 49 حالة وفاة، وتجاوز الرقم 13 ألف حالة في ذمار وعدد الحالات التي ماتت 32 حالة، أما في عمران فقدت اقترب عدد الحالات من 15 ألف حالة والوفيات 25 حالة، بالإضافة إلى تسجيل عشرات الحالات بشكل يومي في محافظتي صعدة وحجة.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=197