تقرير / هاني أحمد علي
« إنها المرة الثالثة « إجابة مختصرة قالها -فارس محمد الجبري- وهو يحمل طفله كمال 6سنوات في باحة مستشفى السبعين ردا على سؤال احدهم ما اذا كان طفله مصابا بالكوليرا.
أصيب كمال بالكوليرا بداية أكتوبر ٢٠١٨م ليتلقى العلاج في المستشفى على مدى يومين، وبحسب والده أصيب يوم عشرين نوفمبر ٢٠١٨م وعاد به الى مستشفى السبعين وهذه هي الإصابة الثالثة أبريل الجاري ، ورغم هذا ما يزال فارس يجهل مصدر الإصابة.
عشرات الأطفال يصابون بالكوليرا ويتم اسعافهم بشكل يومي الى مستشفى السبعين وهذه صورة من صور المعاناة التي يعيشها الأطفال هنا منذ اكثر من أربعة أعوام حيث الانتشار المتسارع للكثير من الأمراض والأوبئة المنقرضة والتي عاودت الظهور مرة أخرى في اليمن كالحصبة والجدري والكوليرا والسل، وذلك بسبب العديد من العوامل ابرزها العامل الاقتصادي والفقر.
وفي هذا الصدد التقت « المجلة الطبية» عدداً من أطباء الأطفال في المراكز الصحية بأمانة العاصمة للحديث عن ظاهرة انتشار الأمراض والأوبئة بشكل مخيف في أوساط الأطفال، حيث أكد الدكتور محمد شجاع الدين – طبيب الأطفال في مركز العلفي الطبي بمديرية التحرير أن الحالات المرضية في أوساط الأطفال تزداد يوماً بعد يوم منها ما يكون خطيراً ومنها ما يكون عادياً.
وأوضح أن عيادته تستقبل يومياً ما يقارب 50 – 60 حالة مرضية للأطفال ، واصفا هذا الرقم بانه «كبير جداً لم يسبق له مثيل» مبيناً أن استمرار الحرب والحصار على اليمن فاقم معاناة الوضع الصحي وجعل المواطنين جميعاً لا سيما الأطفال عرضة للأمراض والأوبئة الفتاكة.
ولم يستبعد أن يكون السبب في انتشار الأمراض بشكل مخيف لدى الأطفال هو كمية الأسلحة التي صبها تحالف العدوان على هذا البلد منذ اربع سنوات وأثرت سلباً على صحة الناس، بالإضافة إلى الوضع المعيشي المتدهور والمتدني للأسرة اليمنية بعد أن فقدت مصادر دخلها .
عوامل عديدة ساعدت في انتشار الأمراض والأوبئة
في ذات السياق يشير الدكتور سعيد القرشي – طبيب الأطفال بمجمع معين الطبي في مديرية معين بالعاصمة صنعاء، الى أن هناك حالات وفاة كثيرة في صفوف الأطفال نظراً لوصول تلك الحالات إلى المراكز الصحية في حالات خطيرة ومتقدمة وكذا تساهل الأهالي في البداية، مبيناً أن المركز يستقبل يومياً حالات جديدة لأمراض الكوليرا التي يشهد انتشارا كبيرا في العاصمة صنعاء.
ولفت الدكتور القرشي إلى أن مركز معين الصحي الحكومي يستقبل يومياً العشرات من الأطفال المرضى وهذا رقم كبير مقارنة بالسابق، مؤكداً أن تحالف الحرب على اليمن يتحمل المسئولية الكاملة لانتشار هذه الأمراض والأوبئة التي عادت مرة أخرى للظهور بعد أن كانت منقرضة جراء استمرار القصف وتدمير البنية التحتية والمستشفيات والمراكز الصحية وتشديد الحصار على كل المنافذ البرية والبحرية والجوية ومنع دخول الأدوية الضرورية إلى اليمن.
ودعا طبيب الأطفال في مركز معين الطبي المنظمات الدولية العاملة في مجال الصحة لا سيما منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود ،إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل إنقاذ حياة الأطفال، وتزويد جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية بالأدوية الضرورية والهامة للأطفال، كون الكثير من العائلات اليمنية باتت عاجزة عن شراء الأدوية لإنقاذ حياة أطفالها بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التي وصل اليها الشعب اليمني.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=200