الطبية_خاص| ما إن تصل حرارة الصيف إلى ذروتها حتى يكون اليمنيون على موعد مع ظاهرة بحرية تمنحهم فرصة للهروب من الحر والاستمتاع ببرودة مياه البحر في شواطئ المكلا ،شرق اليمن.
تعرف هذه الظاهرة السنوية بـ “موسم البلدة” وتحدث إثر التيارات المائية القادمة من القطب الجنوبي التي تخفض حرارة مياه البحر إلى 13 درجة مئوية.. ويستقبلها الآلاف بالاحتفالات الشعبية على ضفاف بحر العرب في “المكلا، شحير، والشحر” بمحافظة حضرموت.. كما يعتبرونها موسما سنويا نادرا للسياحة والعلاج الطبيعي.
ويعتقد الكثير من المواطنين أن “موسم البلدة” فرصة صحية من أبرز فوائدها تفتيح نظارة البشرة وتخفيض الشعور بالقلق والتوتر.. وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي للوقاية من الأمراض، فضلا عن خفض ضغط الدم المرتفع، وعلاج مشاكل الظهر والعمود الفقري.
ومن وجهة نظر صحية أكد أخصائي أمراض الجلد الدكتور أديب بجاش أن هذه الأنواع من المياه لها فوائد كثيرة.. مضيفاً “لقد لاحظنا تغيرات على بعض مرضى الجلد، وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث؛ لفهم تأثير الماء البارد على جهاز المناعة.. ولمعرفة هل هذه النتائج بسبب البرودة في الماء أم بسبب التركيبات في الأملاح”.
وبالرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى أنّ المياه الباردة تعمل على تغيير في درجة حرارة الطبقة الأولى للجلد ما يغير من تكوين بعض الأمراض.. وأن التغير في درجة الحرارة يؤدي إلى تغيير تركيب المرض”،. إلا أن الدكتور بجاش استدرك قائلاً “لا تزال الأسباب التي تجعل من الاغتسال في الماء البارد خلال موسم البلدة في المكلا وسيلة تعالج الأشخاص من الإصابة ببعض الأمراض غير واضحة لنا كأطباء”.
طفل مصاب بمرض الجداعة يغتسل بماء البحر في ساحل فوه بالمكلا، 13 يوليو 2022 “ساوت 24”
وبحسب ما نقل موقع “ساوث24″.. فقد أوضح بجاش أنَّ بعض الأمراض تحتاج إلى درجة حرارة معينة على الجلد لتبقى نشطة، وانخفاض البرودة عند التعرض إلى مياه باردة لا يناسب الفيروس.. وبالتالي تعمل على قتله. لذلك يتم استخدام البرودة للقضاء على بعض الأمراض”.
والمياه بمختلف أنواعها لها مضاعفات خطيرة على بعض الأمراض ذات الجروح المفتوحة، مثل “الجداعة، والجروح المفتوحة”.. حيث من الممكن أن يزيد من مضاعفاتها وفقاً للدكتور خالد بلخشر الذي أكد أن المسألة “نفسية”.. فالذهاب إلى البحر نشاطاً عاماً، والإنسان يخرج مبكراً ويستنشق هواءً نقياً ويمارس المشي، وهذا سلوك إيجابي في حد ذاته، يُعزز الصحة الجسدية لدى الإنسان، ويحسن من حالته النفسية.
إضافة إلى أنّ الانتعاش الذي يُشعر به الشخص عند الاغتسال والتمتع ببرودة البحر، هو بحد ذاته شفاء نفسي.. والشعور بالراحة يعطي لحظات المتعة، ويشعِر الانسان انه في أتم الصحة وعافية.
جدير بالذكر أن موسم البلدة يبدأ من يوم 15 يوليو من كل عام ويستمر حتى أوائل سبتمبر. ويتميز نجم البلدة عن غيره من النجوم الفلكية عند المناطق الساحلية في محافظة حضرموت بوصول البحر في أشد درجات البرودة تدفع الناس للخروج للاغتسال في البحر البارد، للانتعاش والمتعة، وللفائدة الصحية، حيث يتداول أهل ساحل حضرموت المثل الشعبي “غسله في البحر في نجم البلدة ,تغنيك عن حجامة سنة”.
