الوصمة المجتمعية تحرم مرضى الزهايمر في اليمن من العلاج
mohammed alghobasi
-
الوصمة المجتمعية تحرم مرضى الزهايمر في اليمن من العلاج
الطبية_خاص| يحتفل العالم في الـ 21 من سبتمبر كل عام باليوم العالمي لمرض “الزهايمر”، المسبب الأكبر للخَرَف، ويتمثل في الانخفاض المستمر في القدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية.
عدد المصابين أكثر من 55 مليون شخص في العالم يعانون الخرف، الذي يشكل الزهايمر أكثر أشكاله شيوعاً. إذ أن 60 إلى 70% من المصابين بالخرف يعانون الزهايمر.. أي أكثر من 30 مليون مريض، وفقاً لأحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية التي توقعت أن يرتفع عدد المصابين ثلاث مرات بحلول سنة 2050.. بسبب ارتفاع عدد الحالات في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد حالات مرض الخرف في اليمن إضافة إلى أن الجهل بطبيعة المرض وانعدام التوعية يؤديان إلى إخفاء الكثير من المرضى بسبب وصمة العار والتمييز ضد المرض.. بحسب ما أفادت رئيسة جمعية (يمن ضد مرض الزهايمر والخرف) في تصريح سابق لـ “الطبية نت”.
كيفية التعامل مع مرضى الزهايمر؟
أكدت رئيسة جمعية (يمن ضد مرض الزهايمر والخرف) أمل سيف أن التعامل مع مريض الزهايمر يتم عبر ثلاثة محاور “الروح والعقل والجسد”.. وللجسد لابد من العناية بالغذاء المقدم للمريض بحيث يحتوي على العناصر الغذائية التي تعزز من القدرات الإدراكية مثل الخضار.. كالافوكادو والسبانخ والأسماك التي تحتوي على الأوميجا ٣ أيضا المكسرات.. وشرب الكثير من الماء للوقاية من الجفاف والفواكه ذات الخاصية المضادة للأكسدة مثل الفراولة والتين.
والعناية الروحية تشمل إحاطة الشخص المصاب بالزهايمر بالعطف والحنان والإنصات الجيد وإثراء الروح بالزيارات واللقاءات مع الأصحاب والأهل المقربين من الشخص المصاب بالزهايمر.
أما العناية بالعقل فتشمل شغل يومه بنشاطات ذي معنى وقيمة ومعاملته باحترام وتقدير مثلما كان يعامل قبل المرض.
ولفتت أمل سيف إلى أن عائلة المريض تواجه تحديات عديدة منها كيفية التعامل مع التغييرات السلوكية التي تحدث لمريض الزهايمر خلال مراحل المرض المختلفة، وبالتوعية يستطيع أفراد العائلة إبقاء المريض تحت السيطرة ومساعدة الشخص المصاب بالزهايمر على حياة ذات جودة.
وهناك طرق وإجراءات يجب اتباعها للتعامل مع مريض الزهايمر وفقاً لمؤسسة “مايو كلينك” الصحية التي أكدت إمكانية جعل الحياة أسهل بكثير على الشخص المصاب بداء الزهايمر عن طريق إيجاد عادات يومية إيجابية وتعزيزها وتقليل المهام التي تعتمد على الذاكرة إلى الحد الأدنى.
ويمكن اتباع هذه الخطوات لدعم ثقة مريض الزهايمر في نفسه، واستمرار قدرته على أداء المهام المختلفة، ومن أبرزها :
– وضع المفاتيح والمحافِظ، والهواتف المحمولة، والمتعلقات الأخرى دائمًا في مكان واحد بالمنزل حتى لا يفقدها. _ الاحتفاظ بالأدوية في مكان آمن. _ استخدام قائمة تفقديّة يومية لتتبُّع جرعات العلاج. _ اتخاذ الترتيبات اللازمة لاستخدام الأموال عن طريق الدفع والإيداع الآلي. _ تخصيص هاتف محمول مزوَّد بخدمة تحديد الموقع للشخص المصاب بالزهايمر؛ بحيث يتمكَّن من تتبُّع موقعه. _ تسجيل الأرقام المهمة على هاتف المريض. _ تركيب مستشعرات إنذار على الأبواب والنوافذ. _ جعل المواعيد الطبية المنتظمة كلها في اليوم نفسه، وفي أوقات متتالية بقدر المستطاع. _ استخدام التقويم أو لوحة بيضاء في المنزل لتتبُّع المواعيد اليومية.
_ التخلص من الأثاث الزائد والفوضى وقِطع السجاد. _ تثبيت درابزين الحمامات لسهولة الاتكاء عليه. _ التأكد من أن الأحذية والنعال مريحة وتوفِّر ثباتًا جيدًا. _ تقليل عدد المرايا في المنزل؛ حيث قد تتسبَّب الصور المنعكسة في المرايا في شعور مريض داء الزهايمر بالارتباك أو الخوف. _ التاكد من أن مريض الزهايمر يحمل بطاقة تعريفية أو يرتدي سوار تنبيه طبيًا. _ وضع الصور والأشياء المميَّزة في أرجاء المنزل.
فوائد العلاج بالفن لمريض الزهايمر
يمكن تنشيط ذاكرة مريض الزهايمر وتحسين مزاجه عبر العلاج بالفن على غرار العلاج بالموسيقى والعلاجات الأخرى المرتبطة بتحسين الأداء الوظيفي للمخ دون الاستغناء عن الأدوية، وفقاً لأخصائية طب الشيخوخة المتخصصة في مرض الزهايمر، عفاف الهمامي التي أشارت إلى أن الأبحاث العالمية أثبتت أن الاستماع إلى الأغاني أو الغناء يُمكن أن يمنح الأشخاص المصابين بداء الزهايمر وغيره من أنواع الخَرَف فوائد عاطفية وسلوكية كما يُساهم الاستماع للموسيقى في تخفيف الضغط النفسي وتقليل القلق والاكتئاب والحد من الغضب.
كما أن تنظيم ورشات الرجوع إلى الماضي والعلاج بالفن بالمراكز المختصة لفائدة مريض الزهايمر يساهم في تحسين سلوكه مع المحيطين به ويجعله أقل عنفا، بحسب ما أفادت الأخصائية التونسية.
درع الوقاية من الزهايمر
أكدت مؤسسة الدماغ الألمانية أن أسلوب الحياة الصحي يعد بمثابة درع الوقاية من الزهايمر الذي يعتبر أكثر أنواع الخرف شيوعا.
وأوضحت المؤسسة أن أسلوب الحياة الصحي يرتكز على التغذية الصحية، أي تناول الخضروات والفواكه الطازجة ومنتجات الحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات وزيت الزيتون، وهو ما يعرف بمطبخ البحر الأبيض المتوسط.
وتعد ممارسة الرياضة أيضا من ركائز أسلوب الحياة الصحي؛ حيث ينبغي ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا.
وينبغي أيضا العمل على خفض ضغط الدم المرتفع، الذي يعتبر واحدا من أبرز عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بالزهايمر، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين والتمتع بوزن طبيعي.
وبحسب المؤسسة الألمانية فمن المهم الحرص على إقامة علاقات اجتماعية وطيدة من أجل الحفاظ على صحة الدماغ واللياقة الذهنية.. مشيرة إلى أن أوسع دراسة حتى الآن أظهرت أن الوقاية من مرض الزهايمر ممكنة باتباع نمط حياة صحي حتى لو كان لدى الشخص استعداد للإصابة بهذا المرض العصبي التنكسي. إضافة إلى أن التمارين البدنية ومراقبة ضغط الدم والتقليل من ساعات الجلوس أمام شاشة التلفزيون هي العوامل الثلاثة الأساسية التي تساعد في بناء قوة الدماغ وإبعاد المرض.