المجلة الطبية

في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في اليمن 2019م

-
محمد عبد المؤمن الشامي

يحتفل العالم في الأسبوع الأول من شهر أغسطس من كل عام بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لتشجيع الرضاعة الطبيعية وتحسين صحة الرضّع في جميع أنحاء العالم، وتم اختيار هذا التاريخ للاحتفاء بهذه المناسبة؛ تخليدًا لذكرى إعلان إينوشينتي الذي وقّعه في أغسطس 1990م راسمو السياسات الحكوميون، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمات أخرى؛ من أجل تعزيز الرضاعة الطبيعية ودعمها، واحتُفل العالم لأول مرة عام 1992 من قبل التحالف العالمى من أجل الرضاعة الطبيعية “وابا”، تحت رعاية اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وشركائهم بما فى ذلك الأفراد والمنظمات والحكومات. وتوصى المنظمات ببدء الرضاعة الطبيعية فى غضون ساعة واحدة من الولادة وحتى يكمل الرضيع ستة أشهر من عمره، دون تدخل أى عنصر غذائى إضافى إليهم، لما فى وجبة لبن الرضاعة من عناصر متكاملة وهو ما يحتاج إليه الطفل فى هذه المرحلة من عمره وتؤكد أن الأطفال الذين يخضعون للرضاعة الطبيعية، يتمتعون بمقاومة أفضل ضد الإصابة بأمراض الطفولة بالإسهال والعدوى التنفسية والتهابات الأذن، كما تحميهم من الإصابة بالكثير من الأمراض مع التقدم فى العمر، كالسمنة وأمراض القلب والسكرى والجلطات الدموية وقد توصلا المنظمات إلى أن إرضاع المولود من الأم فور ولادته يمكن أن يمنع كثيراً من وفيات الأطفال حديثي الولادة في البلاد النامية.

ولكن ما يهمنىا هنا أن هذا الأسبوع يلفت انظار العالم عن أهمية تعزيز الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، هذا هو ما أكد عليه القرآن الكريم قبل ألف وأربعمائة وأربعون هجرية تقربيا لما لها من الفوائد الجمة على صحة الطفل وكذلك الأم وفي إشارة علمية دقيقة للقرآن الكريم في قوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) (البقرة /233)، كما جاء قوله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنـًا على وهن وفصاله في عامين)( 14 / لقمان )كما جاء قوله تعالى (حملته أمه كرهـًا ووضعته كرهـًا وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ( 15 / الأحقاق) في هذه الآيات القرانية في موضوع الرضاع الطبيعية وإحكامه دليل قاطع على أهمية الرضاعة الطبيعية، والحكمة الإلهية في ترسيخ المعاني الإنسانية والدلائل الشرعية الصحيحة لخدمة البشر، فهي حقا من الحقوق الأساسية للطفل التي لا جدال فيها لما لها من فوائد صحية هائلة، والحماية من الأمراض القاتلة التي قد تصيب الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم.

وفي الأخير لابد لنا أن نشير إلى أن على الجهات المعنية مثل وزارة الصحة العامة والسكان إتخاذ خطوات فعلية وحقيقية لتعريف المجتمع بمخاطر تغذية الرضع السيئة التي تؤثر تأثيراً سلبياً في نمو الطفل وصحته وتطوره وتعد سبباً رئيسياً لوفيات الرضع وصغار الأطفال وتوعية المؤسسات العامة والخاصة بالتشريعات والقوانين الخاصة بتشجيع الرضاعة الطبيعية لتعزيز وحماية الرضاعة الطبيعية تطبيقا لقرار مجلس الوزراء رقم ” 18 ” لسنة 2002م بشأن لائحة تشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية الذي يتماشى مع المدونة الدولية لتسويق بدائل حليب الأم وإلى توصيات اجتماعات منظمة الصحة العالمية، الوقوف أمام الانتهاكات الصارخة للتشريعات والقوانين المحلية والدولية من قبل العديد من الشركات والتجار والصيدليات من خلال الإعلانات الترويجية لمنتجات حليب الاطفال الصناعي وعرض تلك المنتجات على واجهة الصيدليات وعلى لوحات الصيدليات التعريفية و على موقع التواصل الاجتماعي كذلك الترويج في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة.

Exit mobile version