د. الشلالي: هذه التدخلات مهمة لإنزال الخصية المعلقة وصحة الطفل
الطبية-خاص|
تتكون الخصية خلال الحياة الجنينية في المنطقة بين الظهر وخلف تجويف البطن، وخلال نمو الجنين تهجر الخصية مكان تكونها وتنزل باتجاه كيس الصفن حيث تصل في نهاية الشهر السابع من الحمل كيس الصفن، وفقاً لاستشاري جراحة المناظير والكلى والمسالك البولية الدكتور محمد فارع الشلالي.
وأشار الدكتور الشلالي في حديثه مع ” المجلة الطبية” إلى أن “الخصية قد تتأخر في الوصول إلى مسكنها النهائي في بعض الأحيان أو قد يتوقف نزولها في خط رحلتها إلى كيس الصفن وتتوضع في أسفل البطن أو الحوض أو المنطقة الاربية وتدعى الخصية غير النازلة (الخصية المعلقة) أو قد تتحرك إلى خارج خط سيرها وتستقر في منطقة المغبن أو العجان أو أعلى الفخذ وتدعى الخصية الهاجرة”.
قد يهمك .. النزاعات تعيق جهود مكافحة السل في العالم
وقال ” بشكل عام يطلق على الخصية التي لا توجد في كيس الصفن بعد الولادة الخصية المختفية، وهنا تستوجب التشخيص المبكر ويجب أن يكون الوالدان على وعي بذلك والأهم أن يكون طبيب الرعاية الأولية للوليد على وعي بذلك لأن تأخر التشخيص يكون غالبا بسبب ضعف الوعي من قبل الأهل أو حتى من أطباء الرعاية الأولية للوليد للأسف الشديد في بعض الأحيان”.
نصائح غير علمية!
وانتقد الدكتور الشلالي، النصائح التي يقدمها بعض الأطباء ممن وصفهم بـ”غير متخصصي المسالك البولية” بتأخير التدخل الجراحي حتى عمر الرابعة أو الثامنة، معتبراً ذلك “تصرف غير علمي وله نتائج سيئة على مستقبل الخصية”، مؤكداً أن “على الطبيب المسؤول عن رعاية الوليد القيام بفحص الوليد فحصا شاملا للبحث عن أي تشوه أو عيب خلقي بشكل عام وعن عيوب وتشوهات الأعضاء التناسلية بشكل خاص ومنها الخصية المختفية أو الأحليل التحتاني وتشوهات العضو الذكري”، مضيفاً “كما أن على أهل الطفل -وخاصة الأم- التأكد من وجود الخصيتين في موضعهما في كيس الصفن أو العودة إلى الطبيب المختص عند الشك بالأمر”.
وأوضح أن “التشخيص يعتمد أساسا على الفحص السريري من قبل طبيب المسالك البولية حيث يلاحظ أن كيس الصفن في جهة أو جهتين غير متكون بشكل طبيعي وغياب الخصية من كيس الصفن ومن ثم جس المنطقة الاربية مع الضغط على أسفل البطن للبحث عن الخصية وأيضا البحث في منطقة المغبن أو منطقة العجان أسفل كيس الصفن أو أعلى المنطقة الداخلية من الفخذ أو أعلى عظم العانة للبحث عن الخصية الهاجرة”.
وتابع “وقد لا يجد الخصية في كل هذا الأماكن، عندها يستعين بالتصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) أو التصوير بالرنين المغناطيسي وفي حالات نادرة بعمل منظار لتجويف البطن للبحث عن الخصية، وقد تكون الخصية غير متكونة في الأساس أو ضامرة وهذا تثبته الإجراءات المذكورة”.
ولفت إلى أن “هناك حالة خاصة تدعى الخصية المطاطة retractile testes ،وهنا يلاحظ أن كيس الصفن طبيعي والخصية تستقر فيه أحيانا وأغلب الأوقات تكون إما في عنق الكيس أو المنطقة الاربية، وهي خصية طبيعية ولكن بسب زيادة نشاط منعكس عضلات الحبل المنوي فهي تتحرك جيئة وذهابا بين كيس الصفن والمنطقة الاربية، والطبيب الحاذق يكتشف هذه الحالة بسهولة في الفحص السريري”.
عملية إنزال وتثبيت الخصية
أما عن الموعد المناسب لإجراء عملية إنزال وتثبيت الخصية في كيس الصفن، وما مخاطر تأخير أو عدم إجراء هذه العملية، فيقول استشاري جراحة المناظير والكلى والمسالك البولية “بحسب آخر الأبحاث العلمية يجب أن تجرى العملية في السنة الأولى من العمر، ويفضل بين عمر ٩ أشهر وسنة حيث تقل مخاطر التخدير إذا ما قورنت في الشهور الأولى من العمر”.
وأفاد بأنه “وفي حال تم اكتشاف الخصية الغير نازلة في الشهور الأولى يتم أولا إعطاء الطفل حقن خاصة تدعى منميات القند (المناسل) الإنسانية، وهي تساعد في بعض الحالات في إنزال الخصية وتجنب العملية وقد تساعد في تطويل الحبل المنوي وتسهل العملية وتزيد من فرص نجاحها”.
مبيناً أنه “في حال تأخر إنزال الخصية بعد السنة الأولى من العمر تبدأ حدوث تغيرات تدريجية سلبية على أنسجة الخصية، فالله سبحانه جعل الخصية تستقر في كيس الصفن وتقطع تلك الرحلة ما بين تجويف البطن والظهر حتى تتجنب حرارة الجسم، واستقرار الخصية في كيس الصفن يجعلها في جو أو بيئة حرارتها أخفض على الأقل بدرجتين مئويتين عن حرارة الجسم المركزية، وهذه هي البيئة التي تناسب عملية تشكل الحيوانات المنوية في الخصية”.
إقرأ أيضاً .. الصحة تتلف 60 طناً من الأدوية المهربة وغير المطابقة للمواصفات
وأضاف “وإذا ظلت الخصية مرتفعة غير نازلة تحدث تغيرات غير قابلة للرجوع في نسيج الخصية، وتزداد هذه التغيرات بزيادة فترة بقاء الخصية مرتفعة، وكلما كانت الخصية مرتفعة أكثر كلما زادت التغيرات التحللية في أنسجة الخصية حتى تصل إلى ضمور الخصية التام، وبالتالي فقدان وظيفة الخصية الإنجابية أولا ثم في مرحلة متأخرة فقدان إنتاج الهرمونات الجنسية ثانيا والكارثة الكبرى عندما يكون عدم نزول الخصية في الجانبين”.
وتابع محذراً “الأخطر من ذلك أن الخصية غير النازلة تحدث بها تغيرات سرطانية حيث تكون عرضة لتشكل أورام الخصية الخبيثة أكثر بعشر إلى ثلاثين مرة من تشكل تلك الأورام في الخصية الطبيعية، وعادة تكشف أورام الخصية غير النازلة في مراحل متأخرة، لأن الورم يكبر ويستفحل بعيدا عن متناول الفحص اليدوي بعكس أورام الخصية الطبيعية حيث يكتشف في مرحلة مبكرة بسبب سهولة اكتشافه باليد بملاحظة كبر حجم الخصية”.
توجيه خاطئ
وقال الدكتور الشلالي إن “أغلب الحالات التي نقابلها في ممارستنا في اليمن تأتي بعد عمر السنة للأسف، وذلك بسبب قلة الوعي من الأهل أو بسبب توجيه خاطئ من قبل بعض الأطباء من خارج اختصاص المسالك البولية، بل بعض حالات (الخصية ضامرة) ، اكتشفناها في عمر الشباب وفي حالات نادرة اكتشفنا الحالات وقد تشكلت أورام سرطانية كبيرة ومنتشرة في الحوض والبطن”.
وبحسب استشاري جراحة المناظير والكلى والمسالك البولية “يجب إنزال الخصية بعمر اقل من سنة ويفضل بين 9 أشهر و12 شهرا، لأن تأخر إنزالها له نتائج وخيمة على القدرة الإنجابية (قلة الخصوبة أو العقم عندما تكون الخصيتين معا غير نازلتين) وأيضا التأخر يؤدي إلى تغيرات سرطانية وتشكل الأورام الخبيثة في فترة عمرية لاحقة (سن الشباب عادة) في بعض الحالات”.
وشدد على” ضرورة الوعي بخطورة بقاء الخصية من غير تدخل دوائي أو جراحي لإنزالها”، منوهاً بأنه وبعد “إنزال الخصية يجب أن يتابع الطفل بشكل دوري وعندما يصبح في عمر المراهقة يجب تعليمه كيف يفحص خصيته بيده ليكتشف تغيرا أو زيادة في حجمها ومن ثم مراجعة الطبيب في مرحلة مبكرة”.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=21860