المجلة الطبية

النفايات الطبية كارثة بيئية ووبائية

-
محمد الشامي

النفايات الطبية هي تلك النفايات الملوثة أو الخطرة للمنشآت الصحية والتي تتكون،كلها أو بعضها، من الأنسجة الآدمية (البشرية) أو الحيوانية ( مختبرات التجارب الطبية ومزارع البكتيريا)، أو الدم أو إفرازات وسوائل الجسم ونواتج الإخراج أو الأدوية والمنتجات والمستحضرات الصيدلانية أو بقايا أدوات المرضى أو ضمادات الجروح أو المحاقن والأدوات الحادة، إلى جانب كل المخلفات الأخرى، التي مـن المحتمل أن تسبب ضررا مباشرا للأفراد الذين يتـداولونها، أو تلك التي لا يجري تأمـينها بالتطهير والتعقيم، وبكلمة واحدة فالنفايات الطبية هي خليط من مخلفات ملوثة صلبة معدية تنتجها المنشآت الصحية، وتعد النفايات الطبية واحدة من أخطر المشكلات البيئية التي كانت سبباً في إصابة آلاف المواطنين بالأمراض الخطيرة
وبالنظر إلى الوضع الراهن لإدارة مخلفات المستشفيات والمرافق الصحية والتخلص منها في بلادنا فهي كارثة ، فتعتمد تلك المنشآت على التخلص من المخلفات إما بطريقة الحرق أو دفنها مما قد يؤدي إلى تلوث البيئة بشكل عام، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة مثل وباء الكوليرا . حيث لا يوجد نظام منفصل خاص بها يتضمن عمليات الفرز والفصل من المنبع والتجميع والنقل ثم المعالجة بالحرق والترميد ثم التخلص النهائي من نواتج المعالجة.
فهناك اللامبالاة في التعامل مع المخلفات الطبية لا تقتصر على ما يحدث داخل المستشفيات والمرافق الصحية، بل تتواصل حتى المرحلة الأخيرة من عملية التخلص منها. فقلابات القمامة التي تنقل مخلفات المنشآت الطبية إلى مقلب القمامة هي نفسها القلابات المكشوفة التي تنقل المخلفات العامة، بينما تقتضي مبادئ الصحة العامة أن تكون عربات نقل النفايات الطبية ذات مواصفات خاصة محكمة لا تسمح بتطاير محتوياتها.
فاليوم أصبحت المشاكل البيئية تعني كل مواطن يمني، في مختلف وجوه حياته اليومية، وحتى لقمة عيشه، والكوارث البيئية التي حلت ببلادنا على مدى السنوات الماضية كانت أكبر مما يتحمله الوطن، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا و استمرار العدوان السعودي الأميركي، وهذا ما انعكس بطبيعة الحال على حياتنا اليومية وخلق لدينا الكثير من المعاناة والأزمات .
إن التحدي الكبير الذي يواجهنا في بلادنا هو تعدد المشاكل البيئية، التي توجب على الحكومة ضرورة إنشاء قوانين تخص البيئة تدار بصورة واضحة وذلك بغية العمل على إبعاد شبح الموت والأمراض المسرطنة، ويتوجب على الحكومة الاستفادة من توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص إيجاد قوانين مباشرة تخص التعامل مع المخلفات الطبية, فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة إنشاء قوانين تخص المخلفات الطبية تدار بصورة واضحة. وتشمل الآتي:
• التعريف بالمخلفات الطبية، أنواعها ، أخطارها ، طرق تجميعها ، نقلها ، تخزينها وطرق المعالجة السليمة التي لا تضر بالبيئة.
• اختيار المواصفات المطلوبة لأدوات المعالجة.
• اختيار البديل المناسب لأي بيئة للمواد المستخدمة طبياً.
• الخطوات الأساسية للمخلفات الطبية هي إتباع نظام (الفرز، النقل ، التجميع ، التخزين، التخلص السليم) وكل خطوة من هذه الخطوات يجب أن توصف بشكل واضح ومتأصل . ويشمل حتى مواصفات لمركبات نقل المخلفات الطبية.
• المطالبة بالتدريب للعناصر التي لها احتكاك مباشر مع المخلفات الطبية.
• التنفيذ التدريجي للقانون الموصى به بدلا من محاولة تقديم كل الإجراءات في آن واحد. خصوصاً إذا كانت الممارسات الحالية غير كافية.

لذلك فالحل أن تكون هناك قوانين ولوائح خاصة بالمخلفات الطبية تعمل على تنظيمها من حيث الإدارة وفرزها وطرق المعالجة .وكذلك ضرورة وجود محارق للنفايات الطبية ذات جودة عالية وغير ضارة بالبيئة ، واختيار موقع تجميع النفايات يكون ذات مواصفات جيدة ، والإحاطة بكل ما يخص المخلفات الطبية.

#رئيس مركز وطن للدراسات والاستشارات والتطوير المؤسسي.

Exit mobile version