المجلة الطبية

دراسة تكشف أسباب تفشي أكبر وباء للكوليرا في اليمن

-

دراسة تكشف أسباب تفشي أكبر وباء للكوليرا في اليمن

الطبية_خاص|
كشفت دراسة علمية حديثة عن أسباب تفشي وباء الكوليرا في اليمن خلال الفترة من 2016 الى 2019.

وكشفت الدراسة التي نفذها فريق علماء دولي من اليمن وأوروبا بقيادة البروفيسور نيكولاس طومسون من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، أن سلالة البكتيريا المقاومة للأدوية الناتجة عن استخدام أدوية “الماكرولايد ” هي من تسببت بأكبر وباء للكوليرا في تاريخ اليمن.

قد يهمك..الوصمة تضاعف عدد مرضى الاضطرابات وتغلق تخصصات الصحة النفسية في اليمن

الدراسة التي نشرتها مجلة “Nature Microbiology” الخميس، أكدت أن موجة الكوليرا التي بلغت ذروتها في يوليو 2017 وسبتمبر 2018، جاءت بعد الاستخدام الواسع النطاق للأزيثروميسين ومضادات حيوية أخرى من نوع ماكرولايد.

وأظهرت نتائج الدراسة _التي قامت بتحليل الجينوم لـ 260 عينة من العامل المسبب للكوليرا، وهو Vibrio cholerae، وتم جمع العينات في عامي 2018-2019_ أن السلالات “المحصنة” من ضمة الكوليرا لم يتم نقلها إلى اليمن من الخارج. فقد ظهرت فيه نهاية عام 2018 نتيجة الاتصال الطويل الأمد لأسلافها بالمضادات الحيوية من فئة الماكرولايد. وأدى ذلك إلى ظهور أنواع أقل عدوى من البكتيريا التي تحمل جينات مقاومة للمضادات الحيوية، وتنقل هذه “القوة العظمى” إلى السلالة المعدية VcH.9.g، مما يجعلها محصنة ضد معظم الأدوية.

وبدأت سلالة VcH.9.g في الانتشار بسرعة كبيرة في جميع أنحاء اليمن عام 2019 لتحل محل جميع سلالات ضمة الكوليرا الأخرى، مما أدى إلى تفشي مرض الكوليرا الموسمي الشديد بشكل غير عادي وطويل الأمد في صيف عام 2019.

وأرجعت الدراسة أسباب انخفاض معدل الإصابة بالكوليرا المُبلغ عنها في عام 2018 إلى حملة التطعيم الجماعية التي قادتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة. لافتة إلى أنه ورغم حملة التطعيم الجماعية تم تسجيل حالات الكوليرا على مستوى البلاد في عام 2019، وبلغت ذروتها بأكثر من 30.000 حالة أسبوعياً.

وبحلول نوفمبر 2021 تجاوز عدد المصابين 2.5 مليون شخص، وتوفي أكثر من 4 آلاف يمني بسبب المرض. وفقا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، ولا يزال تسجيل حالات الإصابة بالكوليرا مستمر في جميع أنحاء البلاد.

وقالت الدراسة التي اطلعت عليها “المجلة الطبية”، أنه ومنذ 2016، شهد اليمن أكبر وباء للكوليرا تم تسجيله على الإطلاق إثر حرب أهلية تحولت إلى صراع دولي ومجاعة، حيث سجل النظام الإلكتروني للإنذار المبكر بالأمراض “برنامج مراقبة تنسقه وزارة الصحة في صنعاء” ما يقرب من 2.4 مليون حالة مشتبه إصابتها بالكوليرا حتى أغسطس 2019.

اقرأ أيضاً..صنعاء.. صدور الحكم النهائي في قضية “أطفال اللوكيميا”

وأشار الباحثون إلى أن سيناريو ظهور الكوليرا “المحصنة” في اليمن يسلط الضوء على الحاجة إلى المراقبة الجينية أثناء الأوبئة للسيطرة على ظهور مسببات الأمراض المقاومة للأدوية.

شارك في الدراسة باحثون من معهد ويلكوم سانجر وكلية تشرشل كامبريدج وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي من المملكة المتحدة، وكلية العلوم بجامعة صنعاء، ومكتب الصحة العالمية في اليمن، والمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة بصنعاء، ووحدة مكافحة العدوى بوزارة الصحة بصنعاء، وقسم الطب المخبري والبيولوجيا المرضية، جامعة تورنتو بكندا، ومعهد باستور، جامعة باريس سيتي في فرنسا.

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version