المجلة الطبية

“قَلْبُ الهنديّة ِأحَنّ” قصة تكشف أساليب مستشفى العلوم والتكنولوجيا في سلب اموال المرضى

-

“قَلْبُ الهنديّة ِأحَنّ” قصة واقعية  تكشف الوجة الخفي لمستشفى العلوم والتكنولوجيا 

قَلْبُ الهنديّة ِأحَنّ

المجلة الطبية/ معين النجري

كان طوارئ مستشفى العلوم والتكنولوجيا مزدحما بالمرضى لحظة وصول المواطن سمير القدح يحمل ابنه بين ذراعيه فاقدا للوعي تماما، شعر المرضى في قسم الطوارئ بصعوبة وضع الطفل لؤي القدح 6 أعوام فتنازلوا عن احتياجهم للاسعافات الطارئة حتى يتفرغ الأطباء لإنقاذ حياة الطفل.

يقول والد الطفل :كانت زوجتي في حالة يرثى لها بينما أحاول ان أكون اكثر تماسكا، ويضيف لـ”المجلة الطبية” :كنت اعرف ان ابني يعاني من شحنة في رأسه وتلك ليست المرة الأولى التي تهاجمه حالة غيبوبة وتشنج ،ولكنها الأطول .. اجتمع الأطباء ومن بينهم ممرضة هندية لها خبرة طويلة في طب الطوارئ، وقدموا الإسعافات الأولية التي يحتاجها لؤي، كانت اعراض الشحنة الدماغية واضحة، من السهل اكتشاف ذلك، يقول الدكتور عبدالعزيز عمر: يمكن لطبيب عام عادي تشخيص الحالة التي تسببها الشحنة الكهربائية من اول نظرة، الأمر لا يحتاج الى خبرة طويلة.

لكن الأطباء في قسم الطوارئ بمستشفى العلوم اخبروا والد الطفل بضرورة إدخاله غرفة العناية المركزة، يقول القدح: لم اكن امتلك نقود كافية، لقد طلبوا 250 ألف كتأمين مبدئي، وبدأت افكر في المصادر التي قد استدين منها “لقد بعت كل ما املك في هذه الأزمة حتى مجوهرات زوجتي”.

كان سمير يغرق في بحر من القلق والخوف والحيرة .. من سيقرضه هذا المبلغ في ظل ظروف أدخلت معظم الأصدقاء والزملاء في مربع الحاجة، كان عقله الباطن يقوم بعصف ذهني وجرد لقائمة الأصدقاء … يبدو ان لا احد يمكن التعويل عليه.
وبينما تشتد الدوامة التي وجد سمير نفسه فجأة في قلبها، كانت حالة لؤي تتحسن وبدأ يستعيد وعيه، وتتجاوب اطرافه للحركة واللين، كانت والدة الطفل مستمرة في تدليك يديه بحنان لا يمتلكه أي كائن في الأرض إلا الأم ، لسانها لم يتوقف من الدعاء وعينيها تحولت الى نبعين دافئين.

الأطباء يستعجلون في نقل لؤي الى غرفة العناية المركزة فيتضاعف الضغط على سمير القدح وتتسارع حركة الدوامة .. وعلى مقربة كانت الممرضة الهندية تراقب بصمت ولسان حالها يقول ما كل هذا البشع في قلوب ملائكة الرحمة .. لقد تحولوا الى تجار جشعين بالفعل.

كان معيار الإنسانية في قلب وروح الممرضة الهندية يرتفع كلما انخفض معيار الأخلاق عند أطباء الطوارئ وحين سمعت الطبيب يقول للأب قبل ان يخرج من الطوارئ “ابنك سيموت اذا لم تدخله العناية خلال ساعة من الآن” قررت الاكتفاء بذلك المقدار من الوقوف في رصيف المتفرج المحايد.

استغلت خروج سمير من صالة الطوارئ لإجراء مكالمة .. امسكت بيده وطلبت منه أن يلحقها الى غرفة بالجوار لم يكن بها أحد، كان سمير يشعر بأنها ستساعده لكنه لا يعرف نوع المساعدة، لحقها دون أن يترك لنفسه المزيد من الهواجس.
أغلقت الممرضة باب الغرفة :انت تعلم ان ابنك يعاني من شحنة . رد سمير :نعم .

قالت الممرضة بحزم : حسنا لقد حصل في الطوارئ على الدعم الكافي لتجاوز النوبة العصبية وسيتماثل للشفاء خلال ساعات او يوم او يوم ونصف بالكثير، هذه الحالات تتكرر باستمرار .. ثم أضافت :خذ طفلك الى منزلك، لا يحتاج الى عناية مركزة.
ستدفع الكثير من الأموال الى الصندوق دون مقابل حقيقي، انا لست مستفيدة من أن تعود به الى المنزل، لكن ضميري الإنساني يجبرني على إخبارك بما أعرفه، هؤلاء يريدون سلب مالك فقط ويبدو انك لا تمتلك الكثير منه او ربما القليل، لا تستدين أي مبلغ سوى قيمة ما كتبه الطبيب من أدوية أما ابنك فلم يعد بحاجة الى عناية مركزة.

ثم قالت له : الآن ارجوك اترك هذه الغرفة ولا تخبر أحدا ما قلته لك، فقد أخسر عملي وانا أعيل أسرة كبيرة في الهند.
يقول سمير لا ادري لماذا شعرت بيقين وصدق ما قالته، كأن برميل من الطمأنينة انسكب في روحي، خرجت من الغرفة اتفقد لؤي وقد كان يتحسن بسرعة لابأس بها، وعندها اخبرت الطبيب المناوب بأنني سأصطحب ابني الى البيت، فحملني مسؤولية حياة ابني، وقال بأنني سأساهم في قتله.

اخبرت زوجتي بالقصة ولم تكن مقتنعة في بداية الأمر لكنني اقنعتها، عدنا بلؤي الى منزلنا، وكان الوقت يمر ولؤي يتحسن حتى استعاد عافيته تماما قبل ان تمر 24 ساعة على خروجنا من المستشفى.

لقد انتصرت إنسانية الممرضة الهندية على جشع الأطباء اليمنيين، مثل هذه القصة تتكرر باستمرار لكن لا يكون هناك بالجوار ممرضة هندية بقلب حنون.
القصة حقيقية وقد تجنبنا ذكر اسم الممرضة والأسماء الحقيقية حفاظا على مصلحتها كما طلب صاحب القصة

Exit mobile version