الطبية| يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الرابعة في قائمة أكثر السرطانات شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم، وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ويوضح استشاري جراحة الأورام النسائية في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة الدكتور أوين هيث، أن السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم يكمن في العدوى بالأنواع عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري، مؤكداً أن احتمالات علاجه عالية للغاية وخاصة عند تشخيصه في مراحل مبكرة.
ويشير هيث إلى أنه مع توافر التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري والقدرة على استئصال الخلايا غير الطبيعية قبل تطور الآفات السرطانية، فإن سرطان عنق الرحم قد يصبح مرضا من الماضي بالنسبة لأجيال المستقبل.
ويشدد الدكتور هيث على أهمية الجمع بين التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وإجراء الفحوصات الدورية بهدف القضاء على سرطان عنق الرحم.
ووفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن هيث، يعد الفحص الدوري حيويا لدى الأفراد الذين قد يختارون عدم الحصول على التطعيم، أو في حالة الدول التي لا يغطي فيها التطعيم جميع الأنواع عالية الخطورة من الفيروس. بالإضافة إلى أن سرطان عنق الرحم قد يتطور في بعض الحالات النادرة جدا دون أن يكون مرتبطا بصورة مباشرة بفيروس الورم الحليمي البشري، كما يقول هيث.
وتابع الدكتور هيث أن الفحص الدوري الشائع في الوقت الحالي يشمل إجراء اختبار للكشف عن الورم الحليمي البشري ومسحة لعنق الرحم، حيث يتم تحليل عينة من عنق الرحم للكشف عن وجود أي أنواع فرعية عالية الخطورة من هذا الفيروس، وفي حال اكتشاف نوع عالي الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري لدى المرأة، فيتوجب عليها مراقبة حالتها بعناية، وذلك من خلال إجراء فحوصات سنوية.
وقال “عادة ما يتمكن جهاز المناعة في الجسم من التخلص من العدوى في معظم الحالات، ولكن في حال استمرارها فإنها قد تتسبب في تشوهات في خلايا عنق الرحم، والتي قد تتطور في حال تركها دون علاج إلى سرطان عنق الرحم”.
وأوضح الدكتور هيث أنه في حال تشخيص الإصابة بسرطان عنق الرحم، فإن الاستئصال الجراحي للخلايا السرطانية يعد ناجحا جدا إذا تم اكتشاف السرطان في مراحل مبكرة.
وأكد إمكانية تطبيق إجراءات حفظ عوامل الخصوبة في هذه المرحلة مثل استئصال عنق الرحم مع الإبقاء على الرحم، أما المراحل المتقدمة من السرطان فيتم علاجها بمزيج من العلاج الإشعاعي والكيميائي.