أثبتت نتائج بحث علمي وجود علاقة قوية بين الإصابة بالحروق والاضطرابات النفسية والاجتماعية عند المصاب بمستويات متباينة عند الجنسين.
واظهر البحث الذي نفذه 18 طالبا وطالبة (مشروع تخرج) مساعد طبيب من الكلية العالمية للعلوم الطبية والتقنية ان المرضى المصابين بحروق شديدة في الوجه يعانون من اضطرابات نفسية وجسدية واجتماعية كبيرة.
وأجري البحث على عينة من المصابين بالحروق مكونة من 114 مريضا (51% ذكور – 49% اناث) جميعهم يتلقون العلاج في مركز الحروق بالمستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء وتتراوح أعمارهم بين (26 -36 عاما) واشرف على البحث الدكتور صادق عثمان الحمادي.
و وفقا للبحث يعاني 66.5% من العينة من اضطراب نفسي، 27.2% منهم يعانون من اكتئاب، بينما يعاني اخرون من امراض أخرى مثل القلق والانعزال والاضطراب الاجتماعي والجسدي وذلك بنسب متفاوتة، ومعظمهم مايزالون يخضعون للعلاج في مركز الحروق.
جدول يوضع أثر الاضطرابات الجسدية الناتجة عن تشوهات الحروق في المستشفيات الحكومية
وكشف البحث الذي ناقشته لجنة التحكيم العلمية برئاسة الدكتور عبدالسلام دلاق والدكتورة ذكرى الفراص من كلية الطب بجامعة صنعاء بان أحد اهم أسباب الاضطرابات النفسية والاجتماعية عند المصابين بالحروق هي نتيجة الخوف من نظرة المجتمع لهم خاصة المصابين بالحروق في الوجه وما تركته من اثار على ملامحهم.
وفي هذا السياق أفادت هديل العزيزي ،عضوة في فريق البحث، بان اغلب المصابين بالحروق يحتاجون الى جلسات دعم نفسي بعد تلقيهم العلاج المناسب، وذلك لدعمهم في تجاوز الخوف من المجتمع وتعزيز ثقتهم بأنفسهم واستعادة حياتهم الطبيعية.
وقالت العزيزي في تصريح لـ المجلة الطبية “من المهم ان يحصل المصابون بالحروق على جلسات للدعم النفسي وإعادة تأهيلهم بشكل مناسب ، لان اثار الحروق على تقتصر على الجسد فقط ولكنها تترك اثرا كبيرا في النفس أيضا”.
وأشادت لجنة التحكيم بالجهود التي بذلها الباحثون ومنهجية البحث والنتائج الدقيقة، والتي يمكن البناء عليها مستقبلا لوضع معالجات مناسبة لهذه الفئة من المرضى.
