الطبية_متابعات
كشف اخصائيون يمنيون أن الكثير من النساء اليمنيات يعشن حالة خوف من الحمل والولادة قد تحرم البعض من الحق في الامومة، وذلك لعدة أسباب.
تُعرّف الأخصائية النفسية، رقية الذبحاني، الخوف من الحمل والولادة، او ما يسمى علميا “التوكوفوبيا” بأنها حالة نفسية تتسم بالخوف الشديد من الحمل أو الولادة، وغالبًا ما يكون هذا الخوف لدى المرأة التي لم يسبق لها تجربة الحمل والولادة من قبل.
وبحسب حديث الذبحاني، في تقرير أعدته الزميلة نورا فهد، هناك عدة أسباب لإصابة المرأة بحالة الخوف من الولادة، أهمها سماع المرأة لتجارب ولادة سابقة سيئة ممن حولها، وقلة وعيها فيما يخص الحمل والولادة.
من جهتها ترى أخصائية الإرشاد الأسري، عفاف الصلاحي، في ذات التقرير الذي نشرت تحت عنوان ” الأمومة.. شوقٌ يتحوّل إلى خوف”، أن من أسباب إصابة المرأة بالخوف من الولادة هو الخوف المتعلق بالرعاية الصحيّة، مثل انعدام الثقة في الطاقم الطبي، أو احتمالية الموت عند الولادة، أو التعرّض لآلام المخاض الشديدة.
وقد تستمر الآثار الصحية الناتجة عن هذه الحالة لوقت طويل، وفقا لأخصائية أمراض وجراحة النساء، سحر القاضي، التي أوضحت بأن الآثار الصحية الناتجة عن خوف الأم من الحمل والولادة قد تمتد إلى وقت ولادتها وان كانت بعد سنوات طويلة.
وقالت في حديثها لصالح التقرير الذي نُشر في موقع يمن فيوتشر، “أن المرأة تتعب أثناء الولادة نتيجة شعورها الزائد بالقلق، ما يقلل من استجابتها لتعليمات المولدة بشكل صحيح، ويؤثر سلبًا على صحتها وصحة الجنين.”
وفي هذا السياق تقول الأخصائية النفسية، رقية الذبحاني، أن حالة الخوف التي تعاني منها المرأة تؤدي إلى شعورها بقلق مزمن واكتئاب وحالة من الانعزال الاجتماعي تجنبًا لما قد تلقاه من تساؤلات، عن سبب تأخرها في الانجاب أو الخوف من اقدام زوجها على الزواج بإمراه أخرى، فتلجأ للانعزال وقطع العلاقات كخيار أفضل.
وتضيف الذبحاني أن الآثار السلبية للخوف من الولادة تطال العلاقة الزوجية، حيث تتأثر علاقة المرأة بزوجها الذي يريد أن يصبح أبًا، وتبدأ بينهم المشاكل، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى إنهاء العلاقة، وكل ذلك يزيد من الضغوط النفسية التي تمر بها المرأة ويجعل من تجربة الحمل والولادة أكثر صعوبة لديها.
وبحسب الذبحاني، يمكن التغلب على الخوف من الولادة، بتواصل المرأة بأطباء مختصين بجانب الحمل والولادة لتوضيح مخاوفها، ولتحصل على الحلول الطبية الممكن عملها في حال كانت تعاني من مشاكل جسدية، بالإضافة إلى الدعم النفسي من خلال طمأنتها.
وتضيف الذبحاني أن للمرأة دور كبير في التخلص من خوفها من خلال سماع تجارب ولادة إيجابية ممن حولها، وقراءتها المكثفة عن الحمل والولادة، موضحةً أنه كلما زاد الوعي لديها قل شعور الرهبة والخوف، مشيرة إلى أنه في حال عدم استطاعة المرأة التغلب على خوفها، يمكنها اللجوء للأخصائيين النفسيين.