المجلة الطبية

توهم المرض.. الأعراض والأسباب والعلاج

-

توهم المرض.. الأعراض والأسباب والعلاج

المجلة الطبية:
الجميع يشعرون بالقلق على صحتهم، ولكن بعض الأشخاص يكون لديهم مخاوف قوية للغاية من المرض حتى لو كانوا في صحة جيدة، بحيث يجدون صعوبة في التعامل مع حياتهم اليومية، وهذه حالة تُسمى توهم المرض تابع هذا المقال لمعرفة أعراض وأسباب وعلاج تلك الحالة.

ما هو توهم المرض ؟
هي حالة يعيش فيها الشخص في خوف دائم أو اعتقاد بأنه يعاني من مرض طبي خطير وغير مُشَخَص، على الرغم من أن الفحوص الطبية لا تكتشف وجود أي شيء على الإطلاق. وهي حالة عقلية نفسية يشعر الشخص فيها بالقلق المفرط من كونه مريضًا، إلى الحد الذي يؤدي فيه القلق نفسه إلى الوهن والأعراض الجسدية، فالقلق بشأن الصحة يصبح مرضا، وتُعرف هذه الحالة أيضًا باسم اضطراب القلق المرضي illness anxiety disorder أو اضطراب الأعراض الجسدية Somatic symptom disorder. أهم أعراض توهم المرض هو القلق المفرط على الصحة، وهي حالة مزمنة، ويمكن أن تعتمد شدتها على العمر، وميل الشخص إلى القلق، ومدى الضغط الذي يواجهه.

ما أعراض توهم المرض ؟
1- الخوف من وظائف الجسم الطبيعية؛ قد تبدو وظائف الجسم الطبيعية مثل: دقات القلب، والتعرق، وحركات الأمعاء، بمثابة أعراض لمرض أو حالة خطيرة بالنسبة لمن يعاني من توهم المرض.
2- الخوف من الاضطرابات الطفيفة؛ مثل سيلان الأنف، وانتفاخ الغدد الليمفاوية قليلاً، أو قرحة صغيرة، حيث يمكن لمن يعاني من توهم المرض أن يشعر بأنها مشاكل خطيرة.

3– فحص الجسم بانتظام؛ يفحص من يعاني من توهم المرض الجسم بانتظام بحثًا عن علامات المرض.

4– عادة ما يُركز من يتوهم المرض على شئ معين كالتالي: قد يركز بعض الأشخاص انتباههم على عضو واحد معين مثل الرئتين. قد يركز بعض الأشخاص على مرض واحد مثل السرطان. أو قد يركزون على مرض مختلف كل فترة.
5- التحدث بانتظام عن المرض؛ اضطراب الأعراض الجسدية Somatic symptom يجعل المصاب به يتحدث بشكل مفرط عن صحته.
6- زيارات الطبيب؛ قد يقوم من يتوهم المرض بزيارات متكررة إلى الطبيب.

7- الهوس؛ يمكن أن يقضي من يعاني من توهم المرض الكثير من الوقت في البحث في الإنترنت عن أعراض الأمراض المحتملة.
8- عدم الاطمئنان لنتائج الفحوصات؛ إذا جائت نتيجة الفحوصات سلبية، فلا يشعر من يعاني من توهم المرض بأي ارتياح، في الواقع؛ يمكن أن تزيد الأمور سوءًا، وتزداد مخاوف المريض من أن لا أحد يصدقه، وأن المشكلة قد لا يتم تشخيصها وعلاجها بنجاح.
9- تجنُب الطبيب؛ يتجنب بعض الأفراد المصابين بتوهم المرض العناية الطبية للخوف من اكتشاف إصابتهم بمرض خطير.
10- يتجنب من يعاني من توهم المرض الأشخاص والأماكن والأنشطة التي يعتقد أنها قد تشكل خطراً على الصحة.
11- يمكن أن يكون الخوف الشديد من المرض الذي يستمر لأكثر من 6 أشهر علامة على اضطراب الأعراض الجسدية.

أسباب توهم المرض الأسباب الدقيقة غير معروفة، ولكن من المحتمل أن تكون هناك عوامل معينة وتشمل:
1- سوء فهم للأحاسيس الجسدية وكيفية عمل الجسم.
2- الأسرة؛ الأشخاص الذين لديهم صلة وثيقة مع شخص مصاب بتوهم المرض يكونون أكثر عرضة لللإصابة بتوهم المرض أيضًا.
3-التاريخ الشخصي؛ قد يكون الأشخاص الذين عانوا من تجارب صحية سيئة في الماضي أكثر عرضة لتطوير خوف زائد من الإصابة بالمرض مرة أخرى.
4- يرتبط توهم المرض بحالات أخرى؛ حيث بعاني معظم من يتوهمون المرض بالاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب الشديد أو اضطرابات الهلع، أو اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام.

متى يبدأ الشخص في المعاناة من توهم المرض؟
عادة ما يبدأ اضطراب الأعراض الجسدية في مرحلة البلوغ المبكر، وقد يظهر أثناء الشفاء من مرض خطير، أو بعد وفاة أحد الأصدقاء المقربين أو وفاته. يمكن أن تؤدي بعضا الحالات إلى توهم المرض فقد يعاني المريض المصاب بأمراض القلب من توقع الأسوأ في كل مرة يتعرض فيها لشيء يمكن أن يكون مرتبطًا بأمراض القلب.

تشمل العوامل الأخرى: زيادة الضغط، أو زيادة التعرض لمعلومات عن المرض في وسائل الإعلام. في بعض الأحيان؛ يبدأ الشخص بالقلق بشكل مفرط على صحته عند اقترابه من العمر الذي توفي فيه أحد والديه، خاصة إذا كانت الوفاة سابقة لأوانها. يلاحظ علماء النفس أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة غالبًا ما يكونون ناقدين للذات أو مثاليين أو كليهما. الأشخاص الذين يتوهمون المرض قد يكون لديهم تحمل منخفض للألم، وقد يلاحظون الأحاسيس الداخلية في وقت مبكر أكثر من غيرهم.

علاج توهم المرض العلاج السلوكي المعرفي (CBT) واستخدام مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل فلوكستين والباروكستين، يمكن أن تكون مفيدة في علاج توهم المرض. يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي المريض في ترشيد مخاوفه، ويمكن لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أن تقلل من مستوى القلق من خلال الدواء. هناك عدد من العلاجات البديلة التي قد تخفف الأعراض، ولكن هذه العلاجات لم تدعمها الأبحاث بعد، وهي تشمل: تجنب المنشطات مثل القهوة والكحول والتبغ، وممارسة التأمل والأكل الصحي. الأعشاب المزعومة للحد من القلق تشمل نبتة سانت جون، والكافا الكافا، وباكوبا، ولكن يجب على المرضى التحدث مع الطبيب قبل استخدام الأعشاب، لأن بعض العلاجات العشبية قد تتفاعل مع الأدوية أو يكون لها آثار جانبية أخرى.

Exit mobile version