الدكتور محمد جحاف – مدير مستشفى الشرطة النموذجي في تصريح لـ” لمجلة الطبية”:
17 عملية جراحية تُجرى يومياً منها زراعة المفاصل والتجميل رغم الصعوبات والعوائق
المستشفى الذي تجاهله الجميع
المجلة الطبية: هاني أحمد علي:
“نعمل بإمكانيات بسيطة ومتواضعة جداً وفي ظروف صعبة ومعقدة يشهدها البلد بشكل عام والمستشفى الذي يستقبل يومياً عشرات الحالات بشكل خاص وبالرغم من أننا أصبحنا نجري ما يقارب 17 عملية جراحية مختلفة بشكل يومي، إلا أننا نفتقر إلى أبسط مقومات الاستمرار والبقاء من أجهزة ومعدات ضرورية، لا سيما المناظير التشخيصية التي نقوم باستعارتها من المستشفى السعودي الألماني عند القيام بإجراء عمليات جراحية كبرى، ناهيك عن رفض المنظمات الدولية تقديم أي شكل من أشكال التعاون معنا من أجل تقديم خدماتنا الطبية والصحية للمواطنين ومرتادي المستشفى من جميع المحافظات”.
كلمات بسيطة أوجز من خلالها الدكتور محمد جحاف – مدير عام مستشفى الشرطة النموذجي بالعاصمة صنعاء، الوضع القائم داخل أحد أكبر المستشفيات الحكومية في اليمن والذي يقع مباشرة تحت إشراف وزارة الداخلية، فإلى جانب تقديم خدماته لمنتسبي رجال الأمن، فإن العشرات من المرضى المدنيين رجالا ونساء وأطفالا يتوافدون إليه يومياً.
مساعٍ حثيثة لتخطي الصعاب والعوائق
وفي هذا الإطار قال الدكتور جحاف – في تصريح خاص لـ “لمجلة الطبية” ، أن مستشفى الشرطة النموذجي يعمل بجد في سبيل تخطي كل الصعاب والعوائق التي تعتري عملهم وأداءهم، بدءاً من شحة الموارد والإمكانيات مروراً بنفور الكثير من العاملين والأطباء نتيجة انقطاع المرتبات منذ ما يقارب 3 أعوام وتوجههم إلى مستشفيات خاصة للعمل فيها وانتهاء بانعدام الأجهزة والمعدات الطبية الضرورية.
وأشار مدير مستشفى الشرطة وأحد الأطباء المتخصصين في مجال طب العظام، إلى الانجازات الطبية التي حققها المستشفى خلال فترة قال انها قياسية، موضحاً أن المستشفى تمكن خلال الشهرين الماضيين من إجراء أكثر من 170 عملية جراحية في تركيب وزراعة المفاصل، وكذا العمليات التجميلية الكبرى لحالات مشوهة كانت تستدعي حالاتهم العلاج في الخارج كونها صعبة ومعقدة جداً، وقد شارك المستشفى في إجراء تلك العمليات الجراحية.
خدمات حاضرة ومساعدات غائبة
وأضاف الدكتور جحاف أن المستشفى يقوم بإجراء عمليات جراحية مختلفة بشكل يومي تصل إلى أكثر من 17 عملية رغم الإمكانيات البسيطة التي يمتلكها وعدم توفر كثير من الأجهزة والمعدات الطبية التي يتم الاستعانة بها من بعض المستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى الاستعانة بكبار الأطباء والاستشاريين من خارج المستشفى لإجراء بعض العمليات المعقدة التي تستمر لساعات ، مبيناً أن مستشفى الشرطة لا يتلقى أي دعم أو مساعدات من قبل المنظمات الدولية المعنية بالصحة أسوة ببقية المستشفيات الحكومية الأخرى، رغم تقديم المستشفى خدماته للمواطنين بأسعار رمزية جداً، مؤكداً أن رسوم إجراء عملية زراعة المفصل داخل المستشفى لا تتعدى 200 ألف ريال فقط، بينما تصل رسوم العملية نفسها بأي مستشفى آخر إلى أكثر من مليون ريال ، وهذا ما يعزز ثقة الناس بالمستشفى، لا سيما في الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعيشونها حالياً جراء الحرب.
ولفت مدير مستشفى الشرطة في حديثه لـ”لمجلة الطبية”، إلى التجهيزات التي تتم الآن هي من أجل التوسع في استقبال المزيد من الحالات المرضية والرقود، والحرص على راحة المرضى النزلاء في جميع الجوانب مثل الملبس والأكل والشرب والمتابعة المستمرة في عملية المجارحة والتطبيب من قبل الممرضين، منوهاً بأن المستشفى يعمل وبصورة دائمة على تدريب المئات من الطلاب الخريجين من الجامعات والمعاهد الصحية بمختلف تخصصاتهم، داعياً الجهات الحكومية والمنظمات الدولية الإنسانية إلى سرعة توفير الكثير من الأجهزة والمعدات الطبيبة الضرورية التي يفتقر اليها المستشفى كالمناظير التشخيصية وغيرها من أجل الاستمرار في أداء واجبه على أكمل وجه، خصوصاً وأن كثيراً من الحالات الصعبة والمعقدة أصبحت تصل إلى مستشفى الشرطة يتم إرسالها من مستشفيات أخرى والتي تحتاج إلى زراعة مفاصل وعمليات تجميلية كبرى بعد النجاحات التي تحققت في هذا المجال.
وعبر الدكتور جحاف عن شكره وتقديره للدور الكبير الذي تلعبه (المجلة الطبية) في مجال التوعية والتثقيف الصحي، وأهتمامها بالقضايا العامة التي تلامس هموم وتطلعات المجتمع، متمنياً لها ولأسرة تحريرها والعاملين فيها الاستمرار في العطاء والمزيد من النجاحات في أداء رسالتها الإعلامية الهامة.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=3115
