المجلة الطبية

العلاح العاطفي

-
د. عبدالحميد الصهيبي

حروف حيوية !!

نزولاً عند دعوة العزيز الأستاذ وائل شرحة  كانت موافقتي على تحمل مسؤولية الكتابة لعمود شهري في مجلة متميزة تخاطب جمهورها المتميز!!

وتساءلت قليلا ..ما الإضافة التي ستضيفها حروفي إلى صفحات المجلة التي تزخر أعدادها بالمفيد والنافع والممتع والرائع في علوم الطب ومشتقاته..وما يستجد من أبحاثه.. ودراساته..اجهزته وتقنياته .

ووجدت نفسي وبصورة لا إرادية اتجه صوب واحدة من الجزئيات التي كانت ولا تزال محورا لاهتمامي وأتساءل دوما عن الأسباب التي جعلت منها في أدنى سُلّم الاهتمام في أوساط الأغلبية العظمى من جنود الصحة؟!

انها الأسلحة التي نمتلكها ولا نستخدمها حتى أصابها الصمت وربما الصدأ..إنها الحروف!!

حروفنا الحيوية هي الأفضل في القضاء على وهم المرض وهي الدواء المعزز للأدوية والعقاقير وبدونها يفقد الدواء تاثيره حيث لا يجد مكانه في قلب وعقل المريض ولا تؤمن وتعتقد بفعاليته وجدواه جوارح المريض، خلاياه، انسجته، وأعضاؤه .

حروف حيوية سيركز على الجانب التثقيفي والإرشادي التوعوي سواء للغرض الوقائي او للاسناد والدعم العلاجي.

 العلاج العاطفي

طالما والإنسان بفطرته يخاف فإنه في أمسِّ الحاجة للتطمين..للدعم كلما واجهته مشاعر الخوف .

ولا اعتقد أن هناك ما يضاهي مشاعر الخوف من المرض …مشاعر القلق من آثاره كالإعاقة والموت .

ومالم يتم تبديد تلك المخاوف او التخفيف من آثارها من خلال إيضاح حقيقتها فضلاً عن النصائح بالاسلوب الأمثل للتعامل معها وإدارتها فإنها تتحول إلى أكبر وأخطر وأشد وسائل الهدم والتدمير للإنسان وصحته .

العلاج العاطفي، الإرشاد النفسي ، الدعم والمساندة، وغيرها أسماء ومصطلحات تتمحور أهميتها في التركيز على العامل النفسي في تحسين قدرة الجسم على الاستجابة للعلاج مما يزيد من معدلات الشفاء ويقلل من الأعباء الوخيمة للمرض.

لاتقتصر ويجب أن لا تقتصر مسائل الإرشاد والدعم على أمراض بعينها، كالتركيز على أمراض السرطان والإيدز وغيرها بل هي ضرورية لكل الأمراض، لأن التماثل الكامل للشفاء من المرض لا يتحقق ما لم ترافقه اساليب التوعية والتثقيف المناسبة، وهو السبيل لمنع تطور مثل تلك الأمراض البسيطة إلى أمراض أكثر فتكا وخطورة على الفرد والمجتمع .

العلاج العاطفي سيبقى محور الكتابة في الأعداد القادمة، والمزيد من الأمثلة والقصص والتجارب سيتم عرضها، ويمكن للقراء الكرام التفاعل والمشاركة لتجارب وقصص عايشوها في حياتهم او وصلت إليهم من الأهل والاصدقاء ..وقد يكون لها الأثر الكبير في إيصال الرسالة بشكل أكثر وضوحا واقناعا .

وبكم ومعكم يتجدد اللقاء ..فإلى اللقاء

لفتة:

خارج النص “تحذير “

نتجاوز في هذا التحذير مسألة التنبيه إلى مرض يصيب أحد اعضاء الإنسان، ويؤثر على حياته وربما يخيم بظلاله على عدد من أفراد أسرته واصدقائه إلى التحذير من حالة طفولية مرضية تصر على استغلال التعاطف الذي يبديه المجتمع في الاحتيال والخداع، فتصيب المجتمع وتقتل الأمل الذي نعيش به ويحلم به الجميع من أجل مستقبل أفضل .

إنه مرض خبيث ينتقل به أحد الأطفال في شوارع أمانة العاصمة، فيقذف بعدد من البيض في الشارع ،ثم يضع يده على خده ودموع عينيه الكاذبة على ما انكسر من البيض،  فتجد التعاطف من كثير من المواطنين، ويتكرر المشهد في يوم جديد وفي مكان آخر.

قد يكون الطفل محتاجا، فقيرا، يتيما، وينبغي علينا ان نمد إليه يد العون والمساعدة، والمساعدة الأهم هي ان نمنعه من الاستمرار في مثل هذا السلوك المرضي الخبيث الذي يفقد معه هذا الطفل وغيره من الأطفال براءتهم ويتسبب في فقدان الناس للمصداقية فيتم الإهمال لحالات احتياج فعلية، معاناتها حقيقية وأساليبها بسيطة لا تكسب تعاطفا فتضيع المروءة وينتهي المعروف بين الناس!!

    والله المستعان،،

Exit mobile version