أكد الدكتور طه المتوكل – وزير الصحة العامة والسكان، أن منتجات الصناعة الدوائية اليمنية استطاعت أن تنافس كبريات الشركات العالمية من خلال الالتزام بالجودة وفاعلية الدواء والأمان، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع منظمة الصحة العالمية على تشكيل فريق مشترك للوصول إلى مصانع الإنتاج الدوائي باليمن وتقييمها للوصول إلى مستوى التصنيع الجيد والآمن “جي أم بي”، على أن تقوم الصحة العالمية بتسويق المنتجات الدوائية اليمنية.
ولفت الدكتور المتوكل خلال مشاركته في الاحتفال الذي نظمته كلية الصيدلة بجامعة صنعاء أمس الاربعاء بالتعاون مع الهيئة العليا للأدوية، والاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية، بمناسبة اليوم العالمي للصيدلة، إلى أنه سيتم خلال الشهرين القادمين استكمال النزول إلى كافة المصانع الوطنية لتقييمها والمساهمة في فتح سوق كبيرة للمنتجات الدوائية اليمنية التي لا تقل في جودتها عن بقية المصانع الإقليمية والعربية والعالمية لتمكينها من المنافسة داخليا وخارجيا، مشدداً على ضرورة الوقوف مع الصيادلة في يومهم العالمي وحثهم على مزيد من التدريب والتأهيل في شركات ومصانع الأدوية المحلية لتمكينهم من القدرة على إنتاج وصناعة الدواء المحلي للمساهمة في بناء ونهضة الوطن.
وثمن وزير الصحة الجهود المبذولة في الارتقاء بالتصنيع الدوائي باليمن رغم العدوان والحصار، مشدداً على أهمية تطوير المعايير المتعلقة بالتصنيع الدوائي في اليمن للانطلاق نحو التصنيع الجيد للدواء والوصول إلى الاكتفاء، كاشفاً عن اعتزام الوزارة إنشاء الصيدلية الوطنية لبيع الدواء بسعر التكلفة بما يضمن الحفاظ على جودة المنتج والفاعلية في الأداء.
من جانبه أشاد عبدالوهاب الدرة – وزير الصناعة والتجارة، بجهود منتجي ومصنعي الأدوية واتحاد منتجي الأدوية في تطوير وتوسيع الصناعات الدوائية.
وأضاف: خلال زيارتي لمصانع الأدوية وجدت طلاب كليات الصيدلة في المصانع ومراكز البحث يتدربون على آلية الإنتاج في المصانع الوطنية التي تلتزم بالمعايير العالمية، مشيرا إلى أنه تم إنشاء مصانع جديدة للصناعات الدوائية في مختلف المحافظات رغم العدوان والحصار، داعياً المبدعين من مختلف المحافظات إلى المشاركة بالمسابقة الوطنية للابتكارات في نسختها الثانية.
إلى ذلك أكد الدكتور علي يحيى شرف الدين – نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على أهمية دور الصيادلة في تحقيق الأمن الدوائي الوطني، موضحاً أنه تم تشكيل لجنة إشرافية عليا لتحديث وتطوير المناهج الجامعية وفقا لمتطلبات السوق والمتغيرات العالمية، مبيناً أنه تم انجاز المعايير الوطنية لكليات الصيدلة والكليات الطبية والهندسية في الجامعات الحكومية.
ودعا شرف الدين الأطباء الصيادلة والباحثين إلى الاستفادة من الأعشاب والأزهار والنباتات النادرة التي تزخر بها اليمن وتحويلها إلى عقاقير طبية وفقا لمعايير علمية في طريق دعم وتشجيع المنتج المحلي، مشدداً على ضرورة تعزيز الشراكة بين الجامعات الحكومية والأهلية لإنشاء مركز للتدريب في مجال الصيدلة والأمن الدوائي الوطني وتعزيز مفاهيم الأمن الدوائي والمساهمة في تأهيل وتدريب طلاب الصيادلة لتمكينهم من إنتاج وصناعة الدواء.
وفي السياق اعتبر الدكتور محمد المداني – رئيس الهيئة العليا للأدوية، صناعة الأدوية والمستحضرات الصيدلانية أحد القطاعات الصناعية التحويلية المهمة التي يحتاج اليمن إلى التوسع فيها خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن الصناعة الدوائية الوطنية يجب أن تكون دعامة أساسية في تكوين البُعد الاقتصادي الإستراتيجي لليمن وذلك لارتباطها المباشر بتأمين صحة المواطن، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية وارتباطها الوثيق بالقطاع الصحي، لافتاً إلى تبني الدولة إستراتيجية وطنية لتشجيع وتطوير الصناعة الدوائية المحلية والمضي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي تصريح خاص لـ “المجلة الطبية” أكد الأستاذ أحمد الشهاري – نائب رئيس الاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية في اليمن، على أهمية القطاع الصناعي الدوائي الوطني ودوره في تحسين وضع منظومة الصحة العامة وذلك من خلال إسهامه في الارتقاء بالخدمة الدوائية بصورة عامة وتحقيق الأمن الدوائي بصورة خاصة.
وقال الدكتور الشهاري أن الأصناف الدوائية المنتجة محلياً وفقا لمعايير عالمية باتت قادرة على المنافسة في السوق العربية والإقليمية وأصبحت ذات جودة عالية تفوق نظيراتها في الأسواق الأخرى وأصبحت قادرة على تلبية احتياج السوق المحلي، مشدداً على أهمية تفعيل الشراكة في مجال الصناعات الدوائية وفتح تعاون حقيقي بين وزارة الصحة ممثلة بالهيئة العليا للأدوية من جهة وبين اتحاد منتجي الأدوية من جهة أخرى لما من شأنه تقديم خدمات دوائية راقية لمختلف شرائح المجتمع اليمني.
وحول تدشين تحديث معايير التصنيع الجيد في المصانع المحلية الدوائية نوه الشهاري بأنه يأتي ضمن أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعات الدوائية. لافتا إلى أن ذلك سيحقق تطويرا لمستوى جودة التصنيع لجميع المصانع المحلية عبر مواكبة أحدث التطورات والدراسات في الجانب الصناعي.
وفي ختام الفعالية التي حضرها عدد من وكلاء الوزارات ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية ومصنعي ومنتجي الأدوية وجمع من الصيادلة اليمنيين، تم افتتاح معرض منتجات الأدوية المحلية، وتكريم المشاركين بالدروع التذكارية تقديراً للجهود التي بذلوها في دعم وتشجيع الصناعات الدوائية الوطنية بشكل خاص والقطاع الدوائي والصحي بشكل عام.
وكان أبرز المكرمين وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل ووزير الصناعة والتجارة اللواء عبدالوهاب يحيى الدرة ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. علي شرف الدين, ورئيس جامعة صنعاء أ.د. القاسم محمد عباس ورئيس الهيئة العليا للأدوية د. محمد المداني ونائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار م. خالد شرف الدين.