الدكتور طه الميموني: ثقة المرضى بطبيب القلب اليمني تتطور
mohammed alghobasi
-
الدكتور طه الميموني مدير مركز القلب في المستشفى العسكري لـ “المجلة الطبية”: مستوى طب القلب في اليمن يتطوَّر نحو الأفضل
لقاء/ غيداء العديني بحسابات الزمن، ماتزال بضع سنوات تفصله عن العقد الرابع من العمر، اما بحسابات الخبرة والانجاز والتمكن من المهنة فهناك كمٌّ رائع من تراكمات المعرفة اجتهد كثيرا من اجل اكتسابها لتصبح رأس ماله الثمين. وُلِدَ الدكتور طه الميموني في عام ١٩٨٢ في قرية بني ميمون بمحافظة عمران، ودرس المرحلة الابتدائية بمدرسة الفتح، والإعدادية في مدرسة الإيمان بسحب، والثانوية في مدرسة الشهيد الزبيري بعمران، ثم انتقل لدراسة البكالوريوس في جامعة صنعاء، وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في كلية طب القصر العيني جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية. يعمل حالياً مديراً لمركز القلب العسكري، وأستاذاً في كلية الطب بجامعة صنعاء، ومنسقاً لطلبة البورد اليمني لتخصص أمراض القلب والأوعية الدموية، كما عَمِل في السابق رئيساً لقسم القلب بالمستشفى السعودي الألماني.
“نحن راضون عمَّا نقدمه” استهل الدكتور الميموني حديثه مع المجلة الطبية حول مستوى الرضا عمَّا يتم تقديمه للمرضى بنبرة تفاؤلٍ واستبشار “المرضى راضون أيضا، لما لمسوه ويلمسونه وهذا بفضل الله وكرمه” تزداد الثقة بين الطبيب اليمني ومريضه يوماً بعد يوم، لقد اصبح العديد من المرضى يفضِّلون تلقي العلاج في اليمن مع أن لديهم القدرة على السفر، حد قول الدكتور طه ، وحين تصبح الثقة كبيرة بين الطبيب والمريض يكون الجراح قد قطع المسافة الاكبر في رحلة علاج الحالة التي يتعامل معها. هذه الثقة لا تولد فجاة ولا يمكن ايجادها إلا بالكثير من العمل المهني المخلص، بالكثير من قصص النجاح ، يقول الدكتور”عملنا خلال هذا العام بمركز القلب العسكري على أكثر من 1800 حالة ما بين قسطرة وعمليَّات، وجميعهم كانت ظروفهم صعبة.”
تطوُّر وإنجازات
“مستوى طب القلب في اليمن ينمو ويتطوَّر نحو الأفضل، وهناك تنسيق وتواصل بيننا كأطباء قلبٍ بشكلٍ جيّد، ونسعى للعمل كفريقٍ واحد، كما أنَّ لدينا تواصلا مستمرا مع الزملاء والأساتذة من دول صديقة لمواكبة كل ما هو جديد”، مشيراً إلى أن اللقاءات والمؤتمرات العلمية وورش العمل والتعليم الطبي المستمر هي أفضل الطرق لتنمية مهارات الأطباء وتوسيع معارفهم العلمية. “هنالك العديد من الإنجازات التي تحقَّقت بفضل الله، حيث أصبح مريض القلب اليمني بإمكانه إجراء القسطرة القلبية أو التدخُّل الجراحي كأيِّ مكانٍ في العالم، باستثناء بعض الحالات القليلة جداً التي لا يمكن القيام بها مثل كهرباء القلب أو زراعة الصمَّامات نتيجة لعدم توفُّر الأجهزة في الوقت الحالي، والتي نسعى لتوفيرها إن شاء الله في المستقبل القريب.”
الضغوطات النفسيَّة عامل رئيسي وعن تأثير الحرب في تزايد الحالات المصابة بأمراض القلب، ووقوف الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب كحجر عثرة أمام المرضى في الحصول على العلاج اللازم والعمليَّات الجراحية والأدوية يقول: “نعم للحرب تأثير مباشر وغير مباشر على مرضى القلب، فالضغوطات النفسية عامل رئيسي لأمراض القلب، وأيضاً الناحية الاقتصادية بسبب الحرب قد تعيق المريض عن القدرة على شراء العلاجات أو إجراء القسطرة أو الجراحة، ولا نستطيع تقدير النسبة فليس لدينا إحصائية دقيقة حتى الآن.”
أسباب مختلفة كثيرة هي الامراض المتعلقة بالقلب وتحتلف باختلاف أسبابها، يقول الدكتور طه الميموني “بالنسبة للأسباب العلمية للإصابة بأمراض القلب وأنواعها وحالاتها فهي كثيرة، وتختلف حسب مكان الإصابة، فمثلاً أسباب أمراض الشرايين التاجية تعود إلى التدخين ومرض داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وزيادة الدهون الضارَّة وعدم ممارسة الرياضة وزيادة الوزن وضغوطات الحياة النفسية”. وبحسب الميموني فان الامراض المتعلقة بالصمامات تعود إلى أسباب خَلقية ومكتسبة، منها الحمى الرثوية، وأمراض عضلة القلب تعود إلى عدة أسباب أهمها في اليمن تعاطي القات، ونسبة الشفاء تختلف من شخص لآخر حسب نوع الإصابة ومكانها وحِدَّتها وسرعة تلقي العلاج المناسب والانتظام عليه، فالبعض تكون نسبة شفائه كاملة، والبعض الآخر يأتي في مراحل متأخرة وتكون نسبة شفائه ضئيلة. مستوى الوعي (التشخيص نصف العلاج) هكذا قال احدهم او ربما كانت هذه حكمة صينية قديمة لكنها تحضر دائما حينما نتحدث الى الجراحين والأطباء والتشخيص يتضمن أيضا وعي المريض الذي قد يمثل أحد أهم الصعوبات التي تعيق سرعة الشفاء”الصعوبات التي يواجهها منتسبو هذا التخصص أولاً مستوى الوعي لدى المرضى وأطباء غير التخصص، فمثلاً عند إصابة المريض باحتشاء عضلة القلب أو الجلطة القلبية يجب أن يتم عمل القسطرة أو إعطاء المريض المذيب بصورة عاجلة جداً جداً، ولكن بسبب جهل المريض ورفضه أو عدم معرفة الطبيب يحصل التأخير، فتصبح الفائدة بعد ذلك شبه معدومة” ويضيف الدكتور الميموني “يظل المريض يعاني من ضعف عضلة القلب مدى الحياة ممَّا يؤدي إلى وفاة الكثير منهم، أيضاً الأطباء بحاجة إلى إقامة العديد من ورش العمل داخل وخارج اليمن لمواكبة العالم والحصول على كل ما هو جديد.”
رسالة أخيرة ينصح الدكتور الميموني المواطن وخصوصاً مرضى القلب بالالتزام بنصائح الطبيب والعلاج والمتابعة والكشف الدوري المستمر، كما ينصح الجانب الحكومي بدعم مرضى القلب خصوصاً في ما يتعلق بالسعي والعمل على توفير الدعَّامات والصمَّامات مجاناً أو بأسعارٍ رمزية حتى يسهل على المريض تلقي الخدمة، إلى جانب الاهتمام بتأهيل الأطباء.