يعد مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعاً فى العالم كما تتزايد أعداد المرضى بشكل كبير ، طبقاً لاحصائيات منظمة الصحة فقد ارتفع عدد المصابين بداء السكري من 108 ملايين في عام 1980 إلى 422 مليوناً في عام 2014. وارتفع معدل انتشار مرض السكري على مستوى العالم بين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً من 4.7٪ في عام 1980 إلى 8.5٪ في عام 2014 . وارتفع معدل انتشار مرض السكري بسرعة أكبر في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل. وتسبب مضاعفات مرض السكر مشاكل صحية خطيرة ، حيث يعد مرض السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية بسبب القدم السكري. ولكن ما هي متلازمة القدم السكري ؟ يسمى وجود العديد من الأعراض المميزة مثل الالتهابات والعدوى الميكروبية وقرحة القدم السكرية واعتلال المفاصل والاعتلال العصبي باسم “متلازمة القدم السكرية”, والتي تنتج عن ضعف الأعصاب الطرفية المرتبطة بمرض السكري (اعتلال الأعصاب السكري) ، لذا يكون لدى المرضى قدرة منخفضة على الشعور بالألم. هذا يعني أن الإصابات الطفيفة قد تبقى غير مكتشفة لفترة طويلة ممايؤدى إلى الإصابة بقرحة القدم السكرية. وتشير الأبحاث إلى أن معدل الإصابة بقرح القدم داخل مجتمع السكري يبلغ حوالي 15٪ وقد يصل إلى 25٪. وبالرغم أن مشكلة القدم السكري تهدد بفقدان أحد الأطراف أو قد تؤدى للوفاة إلا أن هذه المشكلة لا تلقى الدعم اللازم للوقاية والعلاج لمثل المضاعفات الأخرى. وللسير فى الاتجاه الصحيح للتغلب على المشكلة يجب الاهتمام بدراسة عوامل الخطورة فى مرضى السكر لاتخاذ اجراءات أكثر صرامة للوقاية ، أوضحت الدراسات أن القدم السكري أكثر انتشاراً في الذكور عنها في الإناث ، وأكثر انتشاراً في مرضى السكري من النوع 2 مقارنةً بمرضى السكري من النوع 1. كما أوضحت أن المرضى الذين يعانون من القدم السكرية أكبر سناً ، وأن مؤشر كتلة الجسم أقل ، ومدة الاصابة بالسكري أطول ، كما وجد أن ارتفاع ضغط الدم واعتلال الشبكية السكري أكثر انتشاراً بين المصابين بالقدم السكري، كما وجد أن التدخين أكثر شيوعاً فى الذين يعانون من القدم السكري. كما يجب دراسة الواقع الحالي في معظم أنظمة الرعاية الصحية الذى لا يزال يتسم بالعديد من التحديات المهمة. منها أن مقدمي الرعاية الأولية لا يقومون بإجراء اختبارات كاملة للقدمين بشكل منتظم وقد يفتقرون إلى الوقت أو التدريب لتثقيف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري. كما أن الإحالة إلى الرعاية المتخصصة قد تكون متأخرة ، وبالنسبة للمعتقدات المتعلقة بفائدة وفعالية جهود الحفاظ على الأطراف تتسم بالتشاؤم وعدم الجدوى. وفي إطار وضع قواعد ومعايير للوقاية والعلاج من مشاكل القدم السكري أصدر المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية بالمملكة المتحدة الدليل الارشادي للوقاية والعلاج من مشاكل القدم فى عام 2015، ويهدف إلى وضع معايير للممارسة الطبية في هذا الشأن. هذا الدليل صُمم للمتخصصيين في الرعاية الصحية الذين يعتنون بمرضى السكري، ومقدمي خدمات رعاية القدم، ويستفيد منه أيضاً مرضى السكري وأسرهم ومقدمو الرعاية لهم. يتناول الدليل اجراءات الرعاية العاجلة (خلال 24 ساعة) من دخول مريض يعاني من مشاكل في القدم السكري إلى المستشفى، ويوجب أن يكون لكل مستشفى مسار رعاية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل القدم السكري. مع تحديد استشاري يكون مسؤولاً عن الرعاية الشاملة للشخص، وعن ضمان تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب. كما أوجب الدليل إحالة المريض إلى الفريق متعدد التخصصات لعلاج القدم السكري والذي يتكون من أخصائيين في المجالات التالية: أخصائي مرض السكري، أخصائي تمريض السكري، أخصائى الخدمات النفسية والخدمات الغذائية ، جراحة الأوعية الدموية ، جراحة وتقويم العظام و متخصص الأشعة التداخلية والميكروبولوجيا. كما يجب أن يكون لدى خدمة العناية بالقدم متعددة التخصصات إمكانية الوصول إلى إعادة تأهيل مشاكل القدم السكرية. ما أحوجنا في بلادنا إلى التعرف على كل جديد لعلاج مرض السكري والاستفادة من تجارب الآخرين ومواكبة النظم الصحية التي تهيئ للمريض الرعاية المتكاملة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة .
*أستاذ الصحة العامة -كلية الطب -جامعة القاهرة *مدير المركز العربي للتوعية الصحية “وعي”