fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

هكذا تربع النهدي على عرش السوق الدوائية اليمنية!

mohammed alghobasi
2020-01-06T20:43:00+03:00
ضيف الاسبوعفلك الطبية
4 يناير 2020آخر تحديث : الإثنين 6 يناير 2020 - 8:43 مساءً
Ad Space
هكذا تربع النهدي على عرش السوق الدوائية اليمنية!
Ad Space
  • مقومات النجاح لديه « المغامرة والأعداء » وأربعة أمور أخرى

  • كيف وصل صالح النهدي إلى رأس هرم السوق الدوائية اليمنية ؟

المجلة الطبية / وائل شرحة

«المغامرة إحدى المقومات الرئيسية للنجاح».. قالها ونهض من كرسي مكتبه لينتقل إلى الكرسي المقابل.. متابعاً « النجاح لا يأتي لجالس ، يجب أن تستيقظ أولاً من الأحلام التي تصيبك بشلل القعود لتمضي قدماً نحو الإنجاز بعد رسم أهدافك وخططك» .. وأضاف بحزم «يجب أن تلازم شجاعتك في الإقدام الأمانة والصدق وحب ما تعمله وما تريد أن تصل إليه».
هكذا يلخص الأستاذ صالح خميس يمين النهدي (41 عاما ) رئيس مجلس إدارة شركة النهدي الطبية من أبناء منطقة الهجرين التابعة لمديرية دوعن بمحافظة حضرموت، أهم العوامل الرئيسة التي ساهمت في مسيرته ليصبح من أهم رجال الأعمال في السوق الدوائية.
في وادي دوعن، دون معين له بعد الله سوى والده وأسرته.. قرر قبل 21 عاما الاغتراب في السعودية ليعمل من عام 98 إلى 2000م عاملا في أحد محلات بيع قطاع غيار السيارات .. أحب ذلك الوقت التجارة لكنه لم يفضل البقاء في شباك الغربة، ليعود منها بعد عامين إلى وادي حضرموت.

ليست هناك فرص عمل شاغرة.. وليس لديه ميول للعمل في القطاع الحكومي، لذا رسم أهدافه وخطَّط لتحقيقها مسبقاً، يومها أخذ من والده مليونا ريال يمني وقرر فتح محل لبيع الأدوية بالجملة بمحافظة حضرموت وبمشاركة صديقين له كل منهما ساهم بمليوني ريال، ورغم أن الشراكة لم تستمر لستة أشهر لكن صالح النهدي استمر في العمل على تحقيق أهداف خطَّط لها بعناية.
وبينما منافسوه في بيع الأدوية كانوا ينتظرون وصول العميل إليهم، رسم هو قاعدة مختلفة، يقولها بعد أن ارتشف من كوبه النسكافي « قررت أن أذهب أنا إلى العميل فاشتريت دراجتين ناريتين لإيصال طلباتهم حتى وإن كانت صنفا واحدا وعملت على توفير كل الأصناف كي أوفر للعميل عناء البحث وكي لا يغادر زائر المحل دون شراء، حتى أصبحت رقم واحد في المبيعات بعد ثلاث سنوات من العمل وذلك في 2003م من بين 15 محلا منافسا».
أسرتان من أثرياء حضرموت تأثرت بنجاح الشاب العشريني في ثلاث سنوات فأرسلتا اثنين من أبنائهما ليمارسا الحياة العملية تحت إشراف صالح النهدي وبدون أي مقابل .

صالح خميس النهدي

Ad Space

ثمرة الأعداء
يؤمن صالح النهدي بأن استقامة وصلاح الإنسان لهما أثرهما حتى بعد حين وهما من أهم أسرار النجاح، وأن عصيان الرب بما مدك به من نعمة هي بداية الغباء وأثرها السلبي قادم دون محالة.
يبتسم النهدي وهو يتحدث عن دور الأعداء في صناعة النجاح.. «إن وجود الأعداء أو الخصوم في حياة الشخص من أهم عوامل النجاح، الخصم يترقب فشلك بينما أنت تبذل كل طاقتك للإنجاز وتحقيق ما لا يتخيله الخصم أو من حولك».
مطلع العام 2006م قرر صالح النهدي الانتقال من حضرموت إلى عاصمة اليمن صنعاء والبدء في تأسيس شركة النهدي الطبية التي تعتبر حالياً من أهم الشركات في السوق الدوائية والتي تقوم بتوفير أدوية الأمراض المزمنة مثل ( الالبومين والميفانز وكونفريل وكنتاب والفركس وألتروكس وتيمدرا). وغيرها من الأصناف الدوائية.
وهو الآن وكيل لـ32 شركة دوائية عالمية منها نوبل التركية و(LFB)الفرنسية و(سبيسفار اس أي) اليونانية و(جالينيكا) المغربية وشركة (سن رايز) الباكستانية، و(فيزيو) الإيطالية و(بولسكي ليك) البولندية و(جلوبال فارما) الامارتية و(سيمبكس) الهندية و(هوبي ديوري) الصينية وغيرها من الشركات العالمية ذات الجودة والفعالية العالية.
كل علم بارز في الحياة لا ينكر الأيادي التي ساعدته في النجاح، وهكذا صالح النهدي يعترف بالدور الكبير لأبيه في ما حققه إذ يقول « كان والدي يحترم القرار الذي اتخذه وكل ما يقوله لي :أنت قادر على انجاز ذلك وأنت وحدك من تتحمل نتائجه السلبية والايجابية».

عرفان وجميل
«وراء كل رجل عظيم امرأة» يقولها النهدي بعد أن أخذ نفس عميق واستراح بظهره على الكرسي ليتابع « زوجتي لها دور بارز أيضاَ في حياتي فلم تكن تشغلني بتفاصيل البيت والأسرة وإنما كانت لأبنائي أُماً وأباً، فالزوجة الصالحة تساهم في بناء زوجها وأسرتها مهما كانت الظروف حولها».
تقطع موظفة السكرتارية الحديث .. تطرق الباب بأدب كما نشاهد في الأفلام لتضع مجموعة أوراق على صالح النهدي توقيعها،، نستأنف الحديث بعد الانتهاء من الورقة الأخيرة ومغادرة السكرتيرة.
فبالرغم من مشاغل الحياة والمسؤولية الملقاة على عاتقه لكنه يتفرغ يوماً كل أسبوعين للجلوس مع أبنائه الخمسة وابنتيه .. يناقشهم ويطّلع على سير دراستهم وأمور حياتهم ويساعدهم في تذليل أي صعوبات يواجهونها ويتعامل معهم كأصدقاء و يبادلهم الشعور بالأمان عندما يجتمعون.

حين ينتظرك القدر
ومن منطلق «من خفف حمل وهم الناس خفف الله عليه همه وحمله».. غادر صالح النهدي في إحدى ليالي شتاء عام 2008م مطار صنعاء الدولي باتجاه العاصمة الفرنسية باريس لزيارة شركة LFB الفرنسية دون موعد مسبق بهدف أن يكون وكيلاً لها في اليمن كون الفرنسية واحدة من أبرز 100 شركة متصدرة عالميا في تصنيع الأدوية.
يقول النهدي « نجحت ذلك الوقت في مقابلة المدير التنفيذي للشركة لكني لم استطع إقناعه بأن أكون وكيلاً لها بعد أن ألغت الشركة الوكالة على اليمن لكلفتها الباهظة وشروطها الصارمة في التصدير والتخزين».
وبينما صالح النهدي يتناول وجبة الغداء في مطعم نور اللبناني بباريس بنفس مكسورة ووجه بدا عليه شدة الإرهاق والتعب وإصرار لم يمت بعد في السعي للحصول على الوكالة نظراً لحاجة المرضى اليمنيين لها آنذاك ، وضع القدر في الكرسي المقابل له على طاولة المطعم مفتاح الفرج.
ليغادر المطعم إلى الفندق .. حزم حقائبه باتجاه العاصمة الألمانية برلين.. ذلك بعد تبادل الحديث مع أحد المرتادين للمطعم أتى دون موعد أو معرفة مسبقة لينهي الحديث ببداية جديدة ستقوده للحصول على الوكالة الفرنسية.. إذ كانت سيدة تعمل بمكتب خدمات بين الشركات وقد التزمت بالتنسيق بين النهدي والشركة الفرنسية من أجل توقيع الوكالة وبالفعل زفَّت الخبر للنهدي بعد شهر ونصف من ذلك اليوم.
نهض من الكرسي ليقف على شباك مكتبه المطل على العاصمة صنعاء ،.. متابعاً «كنت أعلم صعوبة بيع وإقناع المستشفيات والمرضى بالألبومين الفرنسي بسبب سعره المرتفع وبيع المنافسين بنصف الثمن.. لكن جودته وفعاليته كانت دافعي للاستيراد حيث أن الشركة المصنعة لديها خمسة فلاتر تنظيمية للألبومين وتعتبر الأولى عالمياً في انتاج الألبومين».
لم تنتهِ المغامرة هنا .. لقد بدأت مرحلة التحدي الحقيقية… إنها المرحلة الأهم المتمثلة في إقناع السوق بالألبومين الفرنسي.
يقول النهدي « أرسلنا للمستشفيات عينات للتجربة.. فكانوا يجربون عينة واحدة من صنفنا وخمس من شركات أخرى.. وبعد أن ظهرت النتائج لهم تعاقدوا معنا كون فعالية الحبة الواحدة تساوي أربع إلى خمس حبات من شركات أخرى «.
يكشف لنا صالح النهدي عن أكثر الشخصيات التي وقفت إلى جانبه بالإضافة إلى والده وزوجته إنه أخوه علي خميس النهدي والاستاذ محمد الفران المدير التنفيذي لشركة النهدي والذي يصفه الأستاذ صالح بالأخ الذي لم تلده أمه.
يكره النهدي الكذب والخديعة التي يمارسها البعض تحت مسميات أخرى كـ»رجولة وشطارة» لكنها في الواقع فشل يعجِّل من سقوط صاحبه.

قرار مصيري
يذكر النهدي أهم قرارات اتخذها في حياته أولها قرار العودة إلى اليمن وترك العمل في السعودية والعمل في السوق الدوائية والانتقال من حضرموت إلى صنعاء.

لا يتعامل النهدي مع كادر الشركة كموظفين ولا ينصح أصحاب الشركات والمؤسسات بذلك، إنما يعاملهم كزملاء في فريق واحد ، لقد آمن أن نجاح أي عمل لن يكون إلا بالعمل الجماعي عندما يقوم كل فرد بعمله بإتقان كل حسب تخصصه.
ومن شروط النهدي في انضمام أي فرد إلى فريق شركته أن يكون من حاملي الأمانة وأن يتحدث عن الإنجاز وكيفية العمل ونجاحه قبل أن يسأل عن الراتب الذي سيتقاضاه.
يؤمن أيضاً بأهمية الاستمرار في تدريب كوادر العمل وإطلاعهم على حديث وجديد العمل عبر الأنظمة الآلية التي تساهم في الارتقاء بالشركة مؤكداً بأن شركته تعمل بالأنظمة منذ عام2006م ويعتبرها أولى الشركات التي اعتمدت في عملها على الأنظمة.

الحلقة الأخيرة
لا توجد في قاموس صالح النهدي حلقة أخيرة ، وكلما اكتملت دائرة نجاح فتح مع فريقه دائرة أخرى أكثر اتساعا يحقق من خلالها أكبر قدر من الطموح المتوالد ويفتح آفاقاً جديدة تمكِّنه من الانطلاق بروح إيجابية إلى ما وراء النجاح .

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space