نشرت مجلة “ريدرز دايجست” الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن العادات اليومية التي قد تتغير إلى الأبد بعد ظهور فيروس كورونا.
التغييرات الثقافية المستقبلية
قالت المجلة، في تقريرها إننا بصدد رؤية التأثير الذي سيُحدثه انتشار فيروس كورونا على ممارساتنا الثقافية والاجتماعية والصحية. فقد ارتفع مستوى الوعي في صفوف أولئك الذين كانوا واعين للغاية، أو واعين بشكل معتدل، أو يجهلون طبيعة الجراثيم. ونتيجة لذلك، أصبحنا نشهد تفاعلا اجتماعيا أقل بكثير.
وعلى الرغم من صعوبة العثور على جانب مشرق لتفشي فيروس كورونا، إلا أن إحدى الإيجابيات تتمثّل في حقيقة أن هذه الفترة من الاضطراب العالمي قد تغير بعض عاداتنا للصحة العامة غير المرغوب فيها، وتحسن سلوكيات النظافة لدينا. كما يمكن أن تغير أيضا الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض، سواء في العمل أو المدرسة وما إلى ذلك.
سوف يتم التخلي عن عادة المصافحة
ذكرت المجلة أن أحد أكثر التغييرات وضوحا في المعايير الاجتماعية منذ تفشي فيروس كورونا تتلخّص في تجنب المصافحة. قد تستلزم التحية الاجتماعية في الوقت الراهن وضع اليد على القلب، أو إيماءة الرأس، أو أي إجراء يمكّن المرء من تجنب اللمس المباشر أو الاتصال.
سيكون هناك المزيد من مطهرات اليد المتاحة في الأماكن العامة
أوردت المجلة أنه في الأيام التي أعقبت تفشي فيروس كورونا، من المحتمل أن نرى المزيد من مطهرات اليد المتاحة في المكاتب والأماكن العامة والفعاليات الترفيهية. فعلى سبيل المثال، ستُوضع المطهرات في مكتب الاستقبال أو خارج غرف المقابلات؛ للتأكد من نظافة أيدي المرشحين. ومن خلال وضع مثل هذه المنتجات، فإن الجميع سيوجهون إشارة إلى الآخرين بأن أيديهم نظيفة.
سنكون أفضل في الاستجابة لاحتياجات الزبائن والعملاء
أفادت المجلة بأن تفشي فيروس كورونا قد أجبر الأشخاص على تشكيل فرق استجابة سريعة تتخطى الوظائف والأقدمية. ووفقا لجوانا كليفر، مؤلفة كتاب “الشبكية المهنية”، “سيكتشف الناس أن زملاءهم وموظفيهم لديهم مواهب فريدة للحفاظ على سير عمل الشركة. لذلك، على الشركات استخراج القيمة الاستراتيجية من كيفية تجاوز الناس لهذا الوضع”.
قد تتغير علاقاتنا مع المطاعم
ذكرت المجلة أن تناول الطعام في الخارج أصبح مختلفا تماما حاليا عما كان عليه قبل بضعة أسابيع. ووفقا لجوهان مونسينغ، الخبير في تمويل المطاعم ومؤسس منصة “إنكايند”، فإننا نشهد بالفعل تحولا كبيرا في كيفية تعامل المستهلكين مع المطاعم. وعلى الرغم من أنه من غير الواضح بالضبط كيف ستسير علاقتنا مع المطاعم بعد تفشي المرض، فمن المحتمل أن تكون هناك تغييرات. فعلى سبيل المثال، قد يتم توسيع خيارات التوصيل والتسليم.
المزيد من الناس سيستخدمون البيديه
نوّهت المجلة بأنه على الرغم من أن البيديهات التي يمكن ربطها بمرحاض المنزل أصبحت شائعة بشكل متزايد على مدى السنوات القليلة الماضية، إلا أن مبيعات هذه المنتجات وعمليات البحث عنها قد ارتفعت منذ تفشي فيروس كورونا. وبالنظر إلى أن البيديه يعدّ بديلا عن ورق المرحاض، فمن المنطقي أن يهتم بها المزيد من الناس في الوقت الراهن.
ستسمح المزيد من الشركات للموظفين بالعمل عن بعد
بينت المجلة أنه من المعتاد جدا التفاوض بشأن نوع من الترتيبات للعمل عن بُعد في الوقت الذي تبدأ فيه وظيفة جديدة، ولكن بعد تفشي فيروس كورونا، ستسمح المزيد من الشركات للموظفين بالقيام بذلك. من جهتها، قالت أنجيلا آش، مديرة تسويق المحتوى في موقع “أب فليب”، إنه “بمجرد أن ترى الشركات وموظفوها أن العمل من المنزل قد يكون أكثر إنتاجية، فقد يتسبب ذلك في تحول كبير في الثقافات المكتبية في جميع أنحاء العالم”.
سنجد طريقة أخرى للضغط على الأزرار
حتى قبل أن يصبح فيروس كورونا مشكلة، كان معظمنا على دراية بالأماكن المحمّلة بالجراثيم. تشمل هذه الأماكن الأزرار الموجودة على أجهزة الصراف الآلي، وأجهزة مسح بطاقة الائتمان في متجر البقالة، والأزرار في المصعد. ومن جانبه، أوضح نيكولا جورجيفيتش، العضو المنتدب لشركة هيلث كارييرز، أن الضغط على الأزرار في الأماكن العامة أمر يمكن أن يتغير.
قد تكون نهاية الأطعمة المشتركة
أوردت المجلة أن الطعام المجاني أمر رائع، ولكن أوعية الفشار والمكسرات في العلب تعتبر أرضا خصبة للجراثيم. بعبارة أخرى، كم عدد الأشخاص الذين يستخدمون الحمام ولا يغسلون أيديهم، ثم يشاركونك تناول الوجبات الخفيفة بأيديهم القذرة؟ ولكن تفشي الفيروس سيجعل المزيد من الناس يعيدون التفكير في مشاركة الطعام مع الآخرين.
سوف يتعامل الناس مع مساحاتهم الشخصية بجدية أكبر
أشارت المجلة إلى أن التباعد الاجتماعي يعتبر من أكثر السياسات وضوحا في عصر فيروس كورونا. ووفقا لمنظمة طب جامعة جونز هوبكنز، “سيبدأ الناس في إيلاء المزيد من الاهتمام للأشخاص الذين سيسمحون لهم بالاقتراب من مساحاتهم الشخصية، وبالتالي ستتغير المسافة الشخصية المقبولة اجتماعيا في معظم الثقافات”.
سنغسل أيدينا بشكل أفضل
من الناحية المثالية، بمجرد احتواء تفشي فيروس كورونا، فإننا سنستمر في اتباع العادات الجيدة لغسل اليدين. وفي حال أنتجت هذه الأزمة أمورا جيدة، فسيكون هناك المزيد من الناس الذين سيدركون أهمية غسل أيديهم وجعلها عادة يومية.
قد نتوقف عن دخول الأماكن المزدحمة
أكدت المجلة أن ذلك يحدث دائما عندما تتأخر، حيث قد تضطر إلى ركوب القطار المزدحم بشكل لا يصدق، أو أن تصعد في نهاية المطاف على مصعد مليء بالناس. ولكن منذ أن بدأت الولايات المتحدة بالفعل في أخذ فيروس كورونا على محمل الجد، أصدرت بعض المدن، بما في ذلك نيويورك، إرشادات ضد الدخول إلى الأماكن المزدحمة. ونتيجة لذلك، قد يعيد الناس النظر في إقحام أنفسهم في قطار الأنفاق المزدحم.
قد يصبح لدينا فهم أفضل لأخلاقيات الصحة العامة
لا يكمن الهدف من العزلة الذاتية والتباعد الاجتماعي في حماية نفسك فحسب، بل التأكد من أنك لا تنقل العدوى إلى أشخاص آخرين. وحتى إذا كنت لا تشعر بالمرض، فقد تكون حاملا للعدوى عديمة الأعراض وتصيب أشخاصا آخرين. وقد مثل تفشي هذا الفيروس درسا من عقيدة أخلاقيات الصحة العامة التي تضع المصلحة العامة قبل استقلاليتك الخاصة. وبمجرد أن نخرج من هذه الأزمة، نأمل أن نفعل ذلك بفهم أفضل للصحة العامة، وسنستمر في ممارسة العادات التي تعلمناها.
ستكون المدارس والجامعات أكثر استعدادا للتعلم عن بعد
خلصت المجلة إلى أن أحد أكثر التأثيرات وضوحا التي غير بها تفشي الفيروس حياتنا اليومية شملت التعليم. في الواقع، أغلقت العديد من المؤسسات التعليمية في المدن الكبرى أبوابها، وأُرسل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إلى منازلهم من أجل تقديم الفصول الدراسية عبر الإنترنت. وقد يؤدي ذلك إلى إحداث بعض التغييرات في المستقبل. وفي حين أن بعض المدارس مجهزة بشكل جيد للتعامل مع عمليات الإغلاق، فمن المرجح أن نشهد استثمار معظم المدارس في المزيد من المعدات والموارد اللازمة لنقل التعليم إلى المنزل.