المجلة الطبية

أخبروا المنظمات .. سننجو

-
معين النجري

لا أدري وأنتم تقرأون هذا المقال ،إذا قُدِّرَ له النشر، ما إذا كانت بلادنا لا سمح الله ما تزال خالية من أي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا أم لا.

لكنها حتى الآن والحمد لله ما تزال الدولة الوحيدة (في المنطقة) الخالية تماما من فيروس كورونا الذي أرعب العالم ويهدد بإسقاط الحضارة البشرية.

على كل حال عندي يقين بأننا سننجو .. سننجو رغم ان جهات عديدة لا تريد ، رغم أن هناك جهات داخلية وخارجية ومنظمات دولية يفترض أن تستنفر الآن بكل إمكانياتها للحيلولة دون وصول الفيروس إلى البلد الوحيد الذي ما يزال خاليا منه.

هذه المنظمات تدرك أكثر من غيرها مستوى هشاشة النظام الصحي اليمني بعد أكثر من خمس سنوات حرب دمرت البنية الأساسية للوضع الصحي اليمني الضعيف أصلا في حالات السلم، حتى قبل اندلاع الحرب.

المنظمات التي تحصل على تمويل عالمي بمليارات الدولارات كل عام بهدف دعم الوضع الصحي في بلادنا، وفي حال لو قارنّا ما تحصل عليه سنويا من أموال بنوعية وكم المشاريع ذات الجدوى التي تنفذها في البلد لوجدنا فجوة كبيرة تلتهم ملايين الدولارات دون أن يدري المواطن مصيرها.

وخلال خمس سنوات من الحرب لم نتحدث كثيرا عن مستوى ونوعية الخدمات التي تقدمها المنظمات الصحية الدولية العاملة هنا، لكن الوضع الآن مختلف .. ثمة تهديد وجودي حقيقي أسقط أنظمة صحية كانت الأقوى في العالم.. هناك جائحة مرعبة لم تسلم منها دولة في العالم أو على الأقل في المنطقة باستثناء اليمن .

هذه الجائحة يمكن تلافي اكتساحها لليمن في حال عملت المنظمات الدولية المختصة بصدق مع القوى التي تسيطر على اليمن سواء في الشمال أو في الجنوب.

وفي حال ،لا قدر الله، نجح الفيروس في اختراق الحدود وهذا وارد وبقوة، يفترض أن تكون هذه المنظمات والأنظمة قد استعدت لمحاصرته والحد من انتشاره ومن ثم إنهاء تواجده.

يفترض أن يكون هناك خطط وليس خطة واحدة لمواجهة أي انتشار للوباء ، بل يفترض أن تكون المنظمات قد شرعت من الآن في تنفيذ خططها ، على الأقل في المجال التوعوي؛ في تعريف الناس كيف تتصرف مع جميع المواقف المحتمل حدوثها.

لا نطالبها بالمستحيل ولا بالكثير من الابتكار والإبداع في مواجهة الوباء العالمي، لكن أمامنا تجارب كثيرة ومختلفة تحدث الآن في جميع دول العالم الغنية والفقيرة ويجب أن تكون المنظمات قد وضعت احتمالات مهاجمة الوباء لليمن و وضعت خططا وإجراءات للتعامل مع هذا الهجوم.

كثيرة هي المخاوف والملاحظات والهواجس التي نعيشها اليوم وحيدين في ظل انشغال العالم بمواجهة كورونا، حتى أن بعض الدول والأنظمة التي كنا نعتقدها راقية وتلتزم بأعلى معايير احترام الحقوق والتعامل الإنساني تخلت عن الكثير من المبادئ التي طالما روجت لها ، كل دولة تقول نفسي نفسي, وكأننا في يوم الحشر، ومع هذا أنا متفائل بأن اليمن سيكون أقل الدول تضررا من جائحة كورونا.

*رئيس تحرير المجلة الطبية

Exit mobile version