تحت عنوان -السلام تحية – اكتب السطور أدناه محاولا تسليط الضوء على طرق الوقاية من كورونا فضلا عن مرض تنفسي آخر يحتفل العالم بذكرى يومه العالمي الذي يصادف الرابع والعشرون من شهر مارس من كل عام أنه مرض السل .
وجدير بالذكر أن اجتناب المخالطة لحالات الإصابات النشطة وبالذات في الأماكن المزدحمة والتزام السلوك الصحي بتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال وعدم التشارك بالمستلزمات الشخصية هي نقطة التحول الأولى نحو السيطرة على انتشار فيروس الكورونا أو عصيات السل .
والبداية مع قصة تتحدث عن السل لتفتح لنا مجالات وفنون الأدب الأخرى التوعية بحروف حيوية شعرا وإنشادا …زاملا أو أغنيه .
كم كانت عصيات السل عصية وهي تقاوم الدواء المتوفر حينها فلم يُجدِ نفعا في معالجة ابنتاي ففارقتا الحياة .. بهكذا عبارة أطلق أحد مرضى السل المقاوم تنهيدته متبوعة بلحظة صمت .
وقف لحظتها متألما ,متسائلا , أما من سبيل للقضاء على هذا المرض؟ .. أما من دواء ينقذ حياتي قبل أن أصير إلى نفس المصير المكتوب على مرضى السل المقاوم ؟
وإلى تلك الغرفة المظلمة المعزولة تسللت أشعة شمس يوم من أيام العام 2014 حاملة في أطيافها خبرا سعيدا؛
دواء السل الجديد وصل , إنه دواء فعّال ضد عصيات السل المقاوم للأدوية , وكأنه إيذان بكتابة عمر جديد للمريض المتألم ,فارتسمت على محياه ابتسامة خفيفة وغمرتها سريعا لحظة حزن شديد !!
فرحته بنجاح المعالجة من داء السل لم تمنعه من العودة بالذكريات إلى معاناة ابنتيه, وإلى لحظة الوداع لهما والتي عاشها وهو يشعر بالعجز فلم يستطيع انقاذهما من الموت .
لم يتردد في بدء المعالجة رغم المخاوف ,رغم التشكيك ,مخاوف كونه الأول استقبالا للجديدة وشكوك تحوم حول فاعلية الدواء ,تاثيره ,أعراضه الجانبية !!
وسريعا مرت الأعوام على الأب وقد عادت إليه حياته بعد أن تحقق له الشفاء بفعل الدواء وعادت إليه طاقته وحيويته ورغبته للعمل في مزرعته هناك في مسقط رأسه إحدى قرى مدينة الجوف .
يقول مبتسما ليس هناك أغلى من تاج الصحة وليس هناك أجمل من عمر كنت تظن أنه قد وصل إلى لحظة الفناء …فكتب عليه تم تجديد باقة العمر لأعوام عديدة مليئة بالصحة والحياة السعيدة !! وليس أهم من أن نتذكر دوما بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج , ومع الشعر نبدأ حديثنا عن السل .فلنردد :
تأبى العصي إذا ارتفعن تأثرا وإذا انخفضن تأثرت أعدادا !!
مع بعض التحوير غير المخل لفظا أو معنى نعود بأنفسنا إلى أيام العرب وبيانهم وكلماتهم المعبرة عن الحال فنعيش معها الخيال وتطابق المثال والتشبيه بما وجدنا عليه احد الأمراض ومدى استعصائه ومقاومته للأدوية والعقاقير.
إنه السل, أو الدرن او التي بي, وكلها أسماء شائعة الاستعمال من قبل جميع أفراد المجتمع وحذار من محاولة اللجوء إلى كلمة – تي بي – ظنا أن طبقات المجتمع الضعيفة ومن يعانون من الجهل والأمية لن يفهموها وأنت تتحدث بها أمام احد المرضى أو أقربائه مع ظن الإخفاء وعدم الكشف عن المرض .
هذا المرض الذي تمر ذكرى الاحتفال العالمي بيوم التوعية به والذي يصادف الرابع والعشرين من مارس كما ذكرنا لتدق ناقوس الخطر بهذا المرض الذي يحلو لي بوصفه السهل الممتنع .
وبالفعل يبدو جليا أن هذا المرض من الأمراض التي يسهل السيطرة والقضاء عليها من خلال تبني الاستراتيجيات الملائمة للوقاية والرعاية والعلاج فيما يتحول إلى احد الأمراض الممانعة ,العصية, التي تتصدى لكل محاولات التخلص منها طالما وان العشوائية والإهمال هي التي تسود في أوساط جنود الصحة الذين يقفون في مواجهة هذا الداء والحد من انتشاره.
وهنا أترك السل لأعود بحديثي إلى الكورونا, وتبقى الرسالة الأولى – السلام تحية .
لأول مره أقف مفضلا ومشجعا التواصل عبر برامج التواصل الاجتماعي واجتناب الزيارات واللقاءات المباشرة “مجبرٌ أخاك لا بطل” كما يقال من أجل مواجهة انتشار الفيروس الأشد فتكا وانتشارا – كورونا -.
لا مجال اليوم لمهاجمة حالة التواصل عبر الشبكات وفي أحضان الأجهزة والموبايلات, فاليوم نحن أمام تحول نتمنى أن يكون مؤقتا ولأقصر فترة ممكنة.
لا داعي للإكثار من الزيارات, وحبذا التخفيف من اللقاءات والاجتماعات ، كلما كان ذلك ممكنا فلنتعلم من البيت, فلنعمل من البيت, فلنتسوق من البيت , لا داعي للسفر, لا داعي لتلبية الدعوات لحضور الأفراح أو الأتراح .
وعلى لحن الأغنية الشهيرة لسميرة توفيق غنوا لأجل الوقاية من انتشار الفيروس :
شيلوا القهوة وشيلوا الشاي…. …أهلي ما زارونا
وان شفناهم..قالوا . هاي … نخشى من كورونا..
شيلوا القهوه وشيلوا الشاي. … أهلي ما زارونا
دونبي ليزي دونبي لاي .. بي اوت اوف كورونا
دونت ترافيل دونت فلاي. بي ساف اوف كورونا !!
شيلوا القهوة وشيلوا الشاي. …أهلي ما زارونا
ولمن يحب فن الزامل نضع هذه الأبيات ليتم ترديدها والتغني بها للتذكير بأزمة العالم في مواجهة هذا الخطر ونحن أولى أن نتكاتف وتتوحد في مواجهته :