لم اتفاجأ في حياتي كلها كما تفاجأت في الأسبوع الأخير، وذهلت وصدمت عند ظهور حقائق كثيرة للأسف كنا نعرفها ونشعر بها ولكننا لم نتوقع أن تكون بهذه الفظاعة.
اولاً :هناك قصور علمي كبير وتدهور اخلاقي وفكري فظيع وشنيع في عدن.
ثانياً: هناك قصور فظيع في الخدمات الصحية وتدهور ممنهج ومدبّر طيلة السنوات العشرين الماضية.
ثالثاً: هناك انتشار فظيع للمتطفلين والدخلاء والمتطاولين على المهن المختلفة وبين نفس المهن.
على سبيل المثال فلان المقوت قرر بأن حالات الإصابات الأخيرة في عدن هي مكرفس ولا غير في حين أطلق الأطباء والمتخصصون في ذلك الشأن تحذيرات واسعة أنها حالات قريبة جدا من حالات الكورونا .
لكن لا حياة لمن تنادي.. هناك من يسمع كلام المقوت فلان ويشجعه للتطاول على أهل العلم وبالعكس يشتمهم وينعتهم بأقبح الصفات.
ونجد أيضا من نفس الفئة العلمية-
طبيب أسنان أو طبيبا خارج تخصص أمراض الباطنية أو الأمراض المعدية يدلي بتصريحات خاطئة ويتوّه الناس ويوّلد الشك والريبة في عقول الناس مما يجعل الشخص العادي مشوشا عندما يرى هذه التناقضات في التصريحات بين الاطباء انفسهم.
رابعاً: هناك من الواضح حملة مدبّرة لخلط الأوراق وأبعادها سياسية واضحة من أجل تشويش الناس وإثارة الفتن وإثارة غضب الشارع.
خامساً :هناك حقيقة واضحة وضوح الشمس أن هناك حالات كورونا منتشرة ولا داعٍ لمغالطة أنفسنا ونرمي سيل الاتهامات على الآخرين وتغيير الواقع.
هناك استماتة وتصميم وإصرار على إنكار وجود كورونا كأنه عار وكأن الذي يُصاب به مجرم.
وهناك من الاشخاص الذين يبثون الأكاذيب والإشاعات لإثبات عكس ذلك بسبب وجود خلل في نفسياتهم أو مصالح شخصية تطغى عليها الأنانية والحقد والشرور.
و نقول لهم كورونا دخل مكة والمدينة, واجتاح العالم فلماذا لن يدخل عدن أو اليمن.
سادساً : هناك ايضاً حالات مرضية أخرى كالملاريا وحمى الضنك والشكنغونيا( المكرفس) منتشرة في مجتمعنا بسبب البعوض والمياه الراكدة وأمراض أخرى أيضا نتوقعها بسبب مياه المجاري كالكوليرا والتيفود …الخ.
ويجب أيضا الحذر منها وعمل كل الاحتياطات لتجنبها كرش المبيدات وردم المستنقعات وسد المجاري وتنظيف الشوارع من الزبالات.
سابعاً :الحذر الحذر الحذر من الاستهزاء والاستهتار بالحقائق والواقع الملموس على الأرض ليس الكورونا بل كل الأمراض قريبة من الكل والموت قريب من الكل
ولا يفتكر نفسه الذي يكتب ويتعمد نشر الاشاعات والهلع والخوف بين الناس انه بعيد عن كل هذا .
الموت ملاقيكم حتى لو كنتم في بروج مشيدة وحينها سوف تُحاسب عن كل كلمة قلتها وكل تزوير وفتنة زرعتها وساعدت في نشرها وحينها لن ينفع الندم .
أخيرا وليس آخر : هناك جنود مجهولون يقومون بواجبهم على أكمل وجه فمن الواجب ان ندعمهم وندعو لهم ومن حقهم ان يوفروا لأنفسهم أبسط مقومات الحماية والوقاية لأنهم في وجه المدفع ادعموهم ساعدوهم وادعوا لهم.
ولكي يكون مقالي فيه ايضا من التطمين يجب ان يعرف الكل ان كورونا وباء فيروسي كأي مرض آخر ومعظم المصابين به يعانون من أعراض خفيفة شبيهة بالأنفلونزا العادية ونزلات البرد وهناك ايضا بعض الأشخاص لا تظهر عندهم الأعراض وهؤلاء من الممكن ان ينقلوا العدوى للآخرين لهذا وجب التباعد والاختلاط.
المقلق فقط انه عند بعض الناس وخاصة كبار السن والاشخاص الذين يعانون من امراض مزمنة مما تجعل مناعتهم ضعيفة وايضا بعض الاشخاص لأسباب مجهولة ممكن يتضاعف عنده المرض لأسباب كثيرة اخرى بعضها مجهولة .
هؤلاء الاشخاص نخاف عليهم وكل تركيزنا عليهم كي لا يصلهم المرض بسبب ارتفاع نسبة الوفيات في هذه الفئة من الناس.
وبالرغم من ذلك فنسبة الوفيات هي 5% في معظم البلدان وقد تقل أو تزيد على حسب ظروف كل بلد لسنا بصدد ذكرها الآن.
فلا داعي للهلع والقلق المبالغ فيه إنما الحذر واجب .. فيجب الالتزام بكل احتياطات الوقاية والسلامة كما ذكرتها وكررتها الجهات الرسمية والمنظمات الصحية.
واجعلوا تفكيركم ايجابيا ولا تفتحوا آذانكم للاشاعات وعلينا التفكير بكل بساطة كالتالي :
احتمال الوفاة من كورونا هي 5%
لكن احتمال وفاة الانسان وأي مخلوق في هذا الكوكب في أي لحظة ( حادث، جلطة قلبية، نزيف دماغي .. الخ) هي 100%
فلماذا نخاف من 5% ونعمل لها ألف حساب ولا نخاف من احتمالية الموت في أي لحظة وعن أي سبب والتي احتمالها بنسبة 100%
في الأخير أقولها ربنا يحفظ عدن واليمن وسائر بلدان العالم من هذه الجائحة وندعو الله العافية وسرعة الخلاص منها والفرج قريبا. وهذا وتقبلوا تحياتي وكلمة أخيرة أقولها دعوا العلم لأهل العلم.
واعتذر عن كلمة فلان المقوت لأني قلتها بدون عمد فقط لإعطاء مثال