المجلة الطبية

 احذروها ..  روشتات مشفرة بين أطباء وصيادلة قد تنهي حياتكم

-

تحتاج إلى معالجة عاجلة

 احذروها ..  روشتات مشفرة بين أطباء وصيادلة قد تنهي حياتكم 

الطبية – خاص:

كاد المواطن “سلطان أحمد” الذي يعمل مدرساً للغة الانجليزية في إحدى المناطق الريفية بمحافظة صنعاء أن يفقد حياة أبنه أمجد البالغ من العمر عامين ونصف، ليس لأنه وصل به متأخراً إلى عيادة احد أطباء الأطفال في أمانة العاصمة، وليس لأنه يحمل مرضاً خبيثاً يعجز الطب عن مداواته، بل يعود السبب للدواء الخاطئ الذي تناوله الطفل .

شفرة بين الطبيب والصيدلية الخاصة به

يقول سلطان احمد ان ابنه كان يعاني من اسهال شديد وحمى مرتفعة دفعنهم لإسعافه الى احد الأطباء، وبعد اجراء الفحوصات المطلوبة من قبل الطبيب المعالج حصلوا على الوصفة الطبية التي من شانها ان تخفف الالام الصغير لكن الطبيب الذي كتب الوصفة لم ينسى ان يذكر والد الطفل بضرورة شرى الادوية من الصيدلية التي تقع في اسفل المبنى .

كان سلطان قد دفع كل ما يمتلكه من المال في رسوم المعاينة ومقابل الفحوصات لذا قرر ان يخالف الوصية الأخيرة للطبيب ويشتري الادوية من صيدلية أخرى بالقرب من منزله.

لقد كانت الوصفة عبارة عن رموز يصعب فك شفراتها، هكذا قال والد الطفل الذي لم يلم الصيدلي الذي باعه الادوية الخطاء ، وأضاف” لقد حاول الصيدلي فك شفراتها واجتهد في فهم الأصناف المطلوبة لكنه في الأخير باعنا ادوية غير مطلوبة ما تسببت مضاعفات للطفل فتم إسعافه مرة أخرى إلى الطبيب في اليوم الثاني ليكتشف أن الدواء الذي أعطي للمريض الصغير لم يكن هو المقرر في الوصفة”.

أطباء خارج نطاق الإنسانية 

حكاية الطفل “أمجد” ذي العامين والنصف واحدة من القصص والروايات المأساوية التي نتعايش معها بشكل يومي ويتساءل المرضى عن سبب إصرار الكثير من الأطباء على التعامل مع كتابة الوصفة الطبية بشيء من اللا مسؤولية.

وما اذا كانت هذه الطريقة حيلة لإجبار المريض على شراء الادوية من صيدلية محددة يكون الطبيب قد ابرم معها اتفاقا معينا وهذا خروج عن مهنة الطب وقد تدخل في مربع خيانة الأمانة .

يقول الدكتور محمد الجراش – طبيب صيدلي بأحد الصيدليات الكائنة في حي شيراتون بالعاصمة صنعاء، إن الكثير من الوصفات الطبية التي تأتيهم من بعض الأطباء تعكس حقيقة مزاولتهم الطب بعيداً عن المهنية والإنسانية كون طريقة كتابة الوصفات الطبية غير واضحة اطلاقا وغير منطقية ما يعني انها نوع من الزام المريض على شراء الدواء من صيدلية  الطبيب نفسه حتى وإن لم يكن يمتلك المال الكافي لذلك.

وتحدث الدكتور الجراش في تصريح خاص لـ”المجلة الطبية” عن قصص عديدة تفيد بصرف أدوية بشكل خاطئ لبعض المرضى بسبب الروشتة غير المفهومة ، مبيناً أن كثيرا من الأوقات يتم تصوير تلك الوصفة عبر الجوال وإرسال إلى مجموعات عبر الواتس آب لأطباء صيدليين لفك طلاسمها ونادراً ما تنجح العملية وفي كثير من الأوقات يتم إرجاع الروشتة للمريض أو يتم صرفه عن طريق الاجتهاد والمحاولة، محملاً الأطباء المعالجين المسئولية الكاملة في الأخطاء الناجمة عن صرف الأدوية بشكل خاطئ للمريض من صيدليات أخرى غير صيدلياتهم، داعياً جميع أولئك الأطباء إلى مراعاة الوضع المعيشي للناس وظروفهم الصعبة، لا سيما وأن أغلبهم يتعاملون عن طريق “الآجل والسلف” مع كثير من الصيدليات حتى تنفرج أحوالهم.

مطالب عاجلة بتطبيق معايير وضوابط ملزمة

بدوره أكد الدكتور حمدون الوشاح- مندوب صيدلي في إحدى شركات الأدوية بالعاصمة، أن قضية الوصفات الطبية غير الواضحة مشكلة يعاني منها بشكل مستمر مع كثير من الأطباء الذين يلزمون المريض بشراء الادوية من صيدلياتهم الخاصة، الأمر الذي يتسبب في إغفال أصنافهم الموجودة لدى الصيدليات الأخرى رغم ما تدفعه شركات الأدوية من عمولات وامتيازات عينية ومالية للأطباء من أجل إشهار أصنافها وكتابته للمريض ضمن الوصفات الطبية في حال استدعت الحالة إلا أن ذلك لا يحقق أي مردود مالي للشركات بسبب احتكار الطبيب للروشتات وصرفها من صيدليته فقط.

ودعا الدكتور الوشاح في تصريح خاص لمجلة “الطبية” الجهات الحكومية ممثلة بوزارة الصحة ومكتب الصحة العامة بالمحافظات والمديريات العمل على وضع ضوابط ومعايير تلزم كآفة الأطباء التعامل بمهنية مع المرضى ومنحهم وصفات وروشتات طبية مفهومة يمكن استلام أصنافها من أي مكان في البلاد، واتخاذ الإجراءات القانونية والعقابية تجاه المخالفين لذلك كونها تعرض حياة البشر للمخاطر بسبب الحصول على أدوية خاطئة.

Exit mobile version