د. أنور الرجوي - أخصائي أورام الأطفال
ما هو فيروس الكورونا؟
“coronavirus” يُشتق اسم
من (اللاتينية: corona)،
كما تعني التاج أو الهالة.
يُشير الاسم إلى المظهر المميز للفيريونات (الشكل المُعدي للفيروس والذي يظهر عبر المجهر الإلكتروني، حيث تمتلك خُملًا من البروزات السطحية البصلية الكبيرة، ممَّا يُظهرها على شكل تاج الملك أو الهالة الشمسي، حيث فيروس الكورونا ينتمي إلى مجموعة كبيرة من الفيروسات المعروفة بتسببها بالأمراض لدى الحيوانات ومن الممكن أن تؤدي كذلك إلى الإصابة بالأمراض لدى البشر.
درجة الإصابة لدى البشر تختلف بين الفيروسات المختلفة من العائلة ومن الممكن أن تكون خفيفة مثل الزكام, ومن الممكن أن تصل لأمراض مع أعراض سريرية صعبة التي تُصيب الرئتين وتؤدي إلى قصور متعدد الأجهزة.
توجد أربعة مجموعات فرعية من الفيروسات التاجية(كورنا) و التي يمكن أن تسبب نزلات البرد الشائعة وهي ( ألفا، بيتا، جاما، دلتا).
وتوجد أنواع من فيروسات الكورونا المستجدة التي تسبّب المتلازمة النفسية الحادة الشديدة:
1- فيروس كورونا المُرتبط بمتلازمة سارس(SARS-CoV)
وقد نتذكر مرض سارس (المتلازمة التنفسية الحادة
الوخيمة) الذي انتشر في الفترة بين 2002-2003،
و الذي كان مثالاً على فيروس كورونا الذي انتقل من الحيوانات إلى البشر.
2- فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية – (MERS-CoV)
وقد ظهرت في الشرق الأوسط في عام 2012 حيث أنها انتقلت في البداية من جمل إلى إنسان .
3 – فيروس كورنا المستجد (كوفيد – 19)
Coronavirus (COVID-19)
مرض معد مُكتشف مؤخراً، ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس وهذا المرض المستجد قبل اندلاع الفاشية في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، ثم لاحقا انتشر هذا الفيروس إلى مقاطعات أخرى في الصين وأيضا حول العالم.
في تاريخ 11.03.2020 أعلنت وزارة الصحة العالمية أن انتشار COVID-19 هو وباء.
أعراض مرض فيروس كورنا المستجد ؟ وما مدى خطورته؟
نسبة كبيرة من المصابين بفيروس الكورونا لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، وتشبه علامات المرض أعراض الإنفلونزا، في الحقيقة ليس من الممكن عادةً التمييز بين عدوى فيروس الكورونا والعديد من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى دون الخضوع للفحص المخصص لذلك.
إن الأعراض الأكثر شيوعًا للمرض هي الحمى والتعب والسعال الجاف، والحالات الأكثر خطورة، يمكن أن يؤدي المرض إلى الالتهاب الرئوي الحاد ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة والفشل الكلوي وحتى الموت.
نتحدث اليوم عن فيروس كورونا والسرطان، وما يجب على مريض السرطان القيام به لمواجهة و مكافحة مرض فيروس كورونا.
هناك من الأساطير التي تدور حول فيروس كورونا هي أنه يؤثر بشكل خطير على كبار السن فقط، ولكن هذه ليست الحقيقة، فأي شخص يعاني من ضعف المناعة وأمراض مزمنة كأمراض القلب والسل والسكري وغيره معرض لخطر كوفيد-19 بدرحة أكبر، ومصابو السرطان من بين هؤلاء المرضى.
الجهاز المناعي وظيفته حماية الجسم ضد الأمراض والعدوى بشتى أنواعه ومن ضمنها الفيروسات مثل فيروس كورونا.
و حتى يستطيع أي فيروس أن يستقر ويسبب المرض، يجب أولًا أن يتغلب على دفاعات الجهاز المناعي. وينطبق ذلك على فيروس كورونا المستجد، والمعروف الآن باسم كوفيد-19.
تميل هذه الدفاعات إلى أن تكون أضعف في حالة الأشخاص المصابين بالسرطان(مريض السرطان قد يعاني من سرطان يضعف الجهاز المناعي كسرطان الدم والغدد الليمفاوية أو عن طريق العلاج الكيميائية التي قد توقف نخاع العظم من صنع الكريات الدم البيضاء وبالتالي تضعف المناعة لمواجهة الفيروس، وكذلك من يخضعون للعلاجات المناعية أو الأدوية الفموية الموجهة أو العلاج الشعاعي أو من يخضعون لزراعة نخاع العظم) والأمراض المزمنة الأخرى، إلى جانب الذين يتلقون علاجات تثبط مناعتهم.
ولهذا مرضى السرطان إذا أصابهم الفيروس، فقد يكونوا أكثر عرضة للمعاناة من هجوم أشد ضراوة ينتج عنه أعراضًا أكثر حدة.
كيفية حماية مرضى السرطان من هذا الوباء؟
ليس هناك فارق في التدابير الوقائية
وفي الأساس، يتعين على مرضى السرطان أن يتّبعوا نفس الإرشادات التي يتّبعها الجميع، ولكن بطريقة أكثر صرامة، وأفضل طريقة لحماية أنفسهم هي:
1-تجنب الاتصال الاجتماعي لأقصى درجة ممكنة، فالعزلة من الوسائل المثالية للوقاية من العدوى.
2- المحافظة على النظافة الشخصية بشكل جيد جدا، مثل غسل اليدين بالماء الفاتر والصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل، والتأكيد على التنظيف الشديد لرؤوس الأصابع، حيث إن لمس الوجه والعينين يتم من خلال رؤوس الأصابع.
3- مسح الأيدي باستخدام المعقمات الكحولية عدة مرات في اليوم.
4- تغطية الفم أثناء العطاس حيث ينتشر الرذاذ.
5- تجنّب المصافحة أو لمس أجسام الآخرين.
6- تجنّب الاجتماعات المكتظّة والأماكن العامة المزدحمة.
7- إبقاء مسافة أمان بين الأشخاص.
8- تجنّب أي شخص عنده ارتفاع حرارة أو أعراض تنفسية.
كورنا واليمن:
هناك تصريحات من المتحدث الرسمي لوزارة الصحة بعدن تأكيد حالات مصابة بالفيروس كوفيد 19 في عدن ومسبقا بمدينة الشحر، وما يخص صنعاء هناك جهود مبذولة واضحة من قبل وزير الصحة الدكتور طه المتوكل واللجنة الفنية والأمنية من تجهيزات فرق طبية ومستلزماتها لمواجهة وباء فيروس الكورونا المستجد وحجر صحي ومنع تهريب الحالات القادمة من دول تفشّي الوباء.
وننوّه إلى ضرورة رفع جاهزية مراكز علاج السرطان بالوطن لوضع لجنة طوارئ ووضع معايير أساسية في عملية الرعاية الطبية التي تقدم لمرضى السرطان، ومن أهمها كيفية التعامل مع المرضى وكيفية تناول العلاج المرضى، حتى يتم حماية الكادر الطبي والمرضى من الإصابة.
حيث تمّ مؤحرًا إغلاق مستشفى المعهد القومي للأورام في جمهورية مصر العربية بعد ظهور إصابة بعض الكادر الطبي، وغير ذلك من إصابات الجيش الأبيض في غالب مستشفيات العالم المعلن بها إصابات فيروس الكورونا.
كما نعلم مريض السرطان يجب أن يستمر بتناول العلاج، لأن توقف الخدمة الطبية للمريض يؤدي إلى إصابة بمضاعفات المرض، ومصارعة الموت لهذا يجب رفع الجاهزية لمواجهة هذه التجربة الجديدة والاستفادة من تجارب الآخرين لعدم وجود لقاح للفيروس فالعالم يواجه خطر يواجه المجهول.
ومن خلال مجلتكم الطبية الرائعة نوجه تحية لجميع منتسبي الجيش الأبيض في جميع أنحاء العالم على مواجهتهم لهذا الوباء بكل جهد وإخلاص والرحمة على من وافتهم المنية.
نسأل الله أن يرفع الله البلاء عن العالم ويحصن اليمن من وباء فيروس كورونا.