الدكتورة أروى الربيع: الولادة تحت إشراف رعاية طبية تجنب المرأة الإصابة بالناسور الولادي
mohammed alghobasi
-
الدكتورة أروى الربيع لـ “المجلة الطبية”:
الولادة تحت إشراف رعاية طبية تجنب المرأة الإصابة بالناسور الولادي
المجلة الطبية : أشجان عبد الجبار
يُعتبر الزواج المبكّر وغياب الرعاية الصحية المستمرة وضعف التغذية والنظافة من أهم مسببات الإصابة بمرض الناسور الولادي .
ويُعد الناسور الولادي مشكلة عالمية, إذ تصاب به سنوياً ما بين 50 إلى 100 ألف امرأة, وينتشر بشكل واسع في الدول الفقيرة ذات الخدمات الصحية المتواضعة وخاصة خدمات الطوارئ التوليدية.
وفي هذا السياق تؤكد الدكتورة أروى الربيع – استشارية نساء وتوليد رئيسة الجمعية اليمنية للمولدات والقابلات – أن التدخل الجراحي لعلاج المرض أصبح ممكنا في اليمن، مطالبة المرأة اليمنية في حديثها لـ “المجلة الطبية” عدم إخفاء المرض وسرعة التوجه إلى مقدمي الرعاية الصحية للحصول على التدخل اللازم.
*بمناسبة اليوم العالمي للناسور الولادي الذي يصادف الــ 23 من الشهر الحالي ما هو الناسور الولادي وانواعه ؟
الناسور الولادي هو حالة مرضية مرتبطة بالولادة, ويحدث نتيجة إهمال أو غياب رعاية صحية توليدية في الوقت المناسب, ما ينتج عنها ظهور فتحة تصل القناة التناسلية بالقناة البولية, أو القناة الهضمية.
وقد تحدث هذه الفتحة بين المثانة والمهبل وهي الأكثر شيوعاً , أو بين الاحليل والمهبل أو الحالب والمهبل أو الرحم، أو بين المثانة والرحم, أو تحدث أيضا في المساحة ما بين الشرج والمهبل.
ويعتبر الناسور الولادي مشكلة عالمية إذ تصاب به سنوياً ما بين 50 إلى 100 ألف امرأة, وينتشر بشكل واسع في الدول الفقيرة ذات الخدمات الصحية المتواضعة وخاصة خدمات الطوارئ التوليدية.
وترتفع معدلات الاصابة بالناسور الولادي في المناطق التي يشيع فيها الزواج المبكّر الذي يتبعه الحمل المبكّر, في ظل انعدام الثقافة الصحية وتفشي الفقر الغذائي.
*ما هي الأسباب التي تؤدي الى الاصابة بهذا المرض الذي بات يهدد صحة الأم؟
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأم بالناسور الولادي, الولادة المتعسرة الطويلة والتي يتم أثنائها الضغط على الأنسجة الطرية للمهبل والمثانة والشرج ما بين عظمة الحوض للأم ورأس الجنيين لفترة طويلة مما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية والتروية للأنسجة المضغوطة وبالتالي إصابتها بالنخر والعطب والتلف وموت الخلايا وحدوث تلك الفتحة.
* ما هي الأعراض المرضية التي يتسبب فيها الناسور الولادي للأمهات؟
يتسبب الناسور في إحداث تسريب مستمر للبول أو البراز من المهبل لا يمكن السيطرة عليه, وخروج غازات وسوائل ذات رائحة كريهة باستمرار من المهبل، بالإضافة إلى إصابة المرأة بالتهابات مستمرة في منطقة الفرج وفي الجهاز البولي والتناسلي بشكل عام .
الرعاية الصحية طريق النجاة من الناسور
*كيف يمكن للمرأة أن تتجنب الإصابة بالناسور الولادي ؟
معالجة العوامل الرئيسية المسببة للناسور الولادي, هي أهم ما في الأمر، سواء أثناء الحمل أو الولادة.. وضمان تحقيقها بحاجة لتكاتف مجتمعي وليس لجهد فردي، منها ، مثلا، منع الزواج المبكر قبل سن 18 عاما, والحصول على التغذية الجيدة والمتوازنة والنظافة الشخصية والرعاية الصحية المستمرة.
كذلك بإمكاننا أن نجنب المرأة الإصابة بالناسور الولادي من خلال رعاية الحامل بصورة منتظمة وتلقي التثقيف, والتوعية عبر وسائل الإعلام بالتنسيق مع الجهات الرسمية مثل وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني ذات الاختصاص بمخاطر الزواج المبكّر وبالتالي الحمل المبكّر عند الصغيرات.
كما يجب تنفيذ التوجيهات والإرشادات المقدمة من قبل مقدمي خدمات الرعاية أثناء الحمل فيما يتعلق بالولادة والتخطيط لذلك والاستفادة من مراكز خدمات الطوارئ التوليدية ذات الكفاءة للتغلب على مشاكل الولادة المتعسرة في الوقت المناسب.
* بعض أنواع البواسير الشرجية لا تكون ظاهِرة على سطح الجلد، كيف يتم تشخيصها ؟
يتم ذلك بمعرفة التاريخ المرضي والفحص السريري باستخدام مناظير شرجية خاصة عبر الشرج والجزء السفلي من القناة الهضمية أو باستخدام أشعة خاصة وصبغات تحدد مكان الناسور.
* يحتاج علاج بعض أنواع الناسور إلى عملية جراحية، كيف يمكن للأم متابعة صحتها بعد العملية؟
يجب أن تظل الأم بعد العملية في المستشفى لمدة عشرة أيام على الأقل تحت العناية المباشرة ليتم التأكد من أنها تأخذ كمية سوائل كافية من 3-4 لترات في اليوم ، وأن يكون هناك تفريغا مستمرا للبول بواسطة القسطرة البولية التي يجب أن تظل لمدة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى الحرص على أن تتم الإجراءات الوقاية من تلوث الجرح بعد العملية على أكمل وجه كالتطهير الموضعي وحصول الأم على المضادات الحيوية المناسبة وذلك لضمان نجاح العملية, ومن ثم على الأم الالتزام خلال فترة النقاهة التي تصل إلى 3 أشهر بالتغذية الجيدة وعدم ممارسة العلاقة الجنسية مع الزوج والنظافة الشخصية حتى نضمن شفاء الجرح.
وكذلك استعمال وسائل تنظيم الأسرة لتأخير الحمل.. وينصح بالنسبة للولادات القادمة للمرأة التي خضعت لعملية جراحية لمعالجة الناسور ان تتم الولادة بعملية قيصرية تجنبا لتكرار إصابتها بالناسور.
*تلجأ نساء مصابات بالناسور الشرجي إلى الأعشاب والطب البديل هل يستجيب الجسم لهذه الطريقة العلاجية ؟
الطريقة الأساسية والأكيدة هي عبر الجراحة إلا في حالات قليلة، مثلا عندما تكون النواسير صغيرة وتم اكتشافها في وقت مبكر من الولادة، حيث يمكن محاولة المعالجة وضمان تصريف البول باستخدام قسطرة بولية لفترة طويلة قد تمتد إلى أربعة أسابيع مع استخدام المضادات الحيوية لمنع التلوث وتزويد الجسم بكميات كافية من الماء 3-4 لترات يوميا والامتناع عن رفع الأشياء الثقيلة.
*ما هي العواقب البدنية والاجتماعية للمرأة المصابة بالناسور؟
هناك آثار صحية جسدية واجتماعية، فالمرأة المصابة بالناسور الولادي تعاني نفسيا من الاكتئاب، وتنعزل اجتماعيا، وقد يتطور الوضع إلى حد الانفصال عن الزوج والطلاق، وإذا كانت امرأة عاملة قد تفقد وظيفتها وهذا ينعكس على حياتها اقتصاديا.
أما بالنسبة للأضرار الصحية الجسدية فغالبا ما تعاني المرأة من التهابات مستمرة في منطقة الفرج والحوض قد تؤدي إلى العقم ، وأيضا يتسبب في التهابات مستمرة في المجاري البولية قد تؤثر على وظائف الكلى ، بالإضافة إلى إمكانية حدوث تضييق في المهبل وعسر وألم أثناء الجماع، وأحيانا قد تتأثر أعصاب الحوض والأعصاب المغذية للساقين ما يعيق حركة المرأة.
*هل يمثل الناسور الولادي أي خطر على صحة المولود؟
بالطبع .. من مضاعفات الولادة المتعسرة والنواسير أنها تمثل خطرا على الطفل المولود وقد تؤدي إلى وفاته.