بعد انتهاء شهر الصیام یقبل بعضهم على تناول الطعام والشراب بشراهة مما یؤدي إلى حدوث بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، نتیجة القیام ببعض العادات الغذائیة الخاطئة، والإفراط في تناول الكعك والبسكویت والأسماك المملحة؛ والتي تعد من أهم مظاهر الاحتفال بعید الفطر.
إن سلامة الجهاز الهضمي إحدى علامات سلامة الجسد، فالمعدة بیت الداء، وبعد صیام شهر رمضان، واعتیاد الجهاز الهضمي على نسق معین من صیام یصل إلى 17 ساعة یومیاً، ثم تكدیس الطعام والشراب خلال 7 ساعات فقط، فإن التغییر المفاجئ أیام العید یصاحبه العدید من الاضطرابات وعسر الهضم.
ولضمان الهضم السلیم بعد رمضان علینا مداومة الاهتمام بالآتي:
– المضغ الجید وتناول قضمات صغیرة ثم البلع ببطء، فكما ذكرت قبلاً، المضغ لیس مسؤولًا عن تفتیت الطعام فقط، ولكنه أیضًا یعطي إشارات للجسم لكي یستعد لاستقبال هذا الطعام عن طریق إفراز العصارات الهضمیة. وإذا لم یتم مضغ الطعام جیداً، تبقى قطع الطعام كبیرة ولا تهضم تمامًا، والطعام المتبقي سیظل في القولون مسببًا غازات وأعراض سوء الهضم.
– عدم الشرب أثناء الأكل، ولیس فقط المیاه الغازیة، ولكن الشرب عمومًا إلا للضرورة، حیث أن السوائل أثناء الطعام تخفف من عمل عصارات الهضم وتعطلها، وتزید من الإصابة بارتجاع المريء، كما أن الشرب أثناء الأكل یسبب خللًا في زمن انتقال الأطعمة خلال الجهاز الهضمي. ولكننا یجب ألا نغفل أن السوائل هامة جدًا لسلامة الجهاز الهضمي، وتنقیته من الشوائب ومخلفات الهضم، وعدم الإصابة بالإمساك، ولكن شریطة أن تكون السوائل قبل الوجبات بساعة أو بعدها بساعتین.
– عدم الإكثار من تناول الحلویات، وخصوصًا كعك العید والغُرَیِّبة والبسكوت، وخصوصًا بعد الأكل مباشرة؛ لاحتوائها على الكثیر من الدسم والسكریات سریعة الامتصاص؛ مما یؤخر عملیة هضم باقي أنواع الأطعمة، ویصیب بالوخم والكسل والانتفاخ والغثیان. ویفضل الفصل بین هذه الحلویات وبین الوجبات العادیة بساعتین أو أكثر أو اعتبارها وجبة من الوجبات.
– عدم الإفراط في تناول الأسماك المملحة كالرنجة والفسیخ وخلافه، مع استخدام الكثیر من اللیمون والخل والخضراوات الورقیة لتفادي الآثار الضارة لهذه الأطعمة.