عقد بصنعاء مؤخرا فعاليات المؤتمر الثالث لطب الأطفال والذي تنظمه المنظمة اليمنية للرعاية الطفل والأم.
وهدف المؤتمر الذي يشارك فيه 500 مشاركا من الأطباء من مختلف المحافظات، إلى إثراء محاور المؤتمر بمعلومات طبية حول آخر ما استجد في البحث العلمي بشأن طب الأطفال وتبادل الخبرات في ما بينهم.
وناقش المؤتمر في يومين 23 ورقة عمل تتمحور حول الأوضاع الصحية للطفل بصورة عامة، خاصة ما يتعلق بطوارئ الأطفال وسوء التغذية وأهمية الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأنشطة والبحوث والدراسات العلمية المتعلقة بطب الأطفال.
واعتبر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، انعقاد المؤتمر فرصة لمناقشة طب الأطفال واحتياجاتهم من الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار وتداعياتهما على الطفل صحيا وتعليميا.
وتطرق إلى ما تعانيه الطفولة في اليمن من نقص في الخدمات الصحية وشحتها والتي زادت تفاقما جراء استهداف طيران العدوان المباشر للمرافق الصحية بما في ذلك المرافق الخاصة بالأطفال والتي لم يسلم منها حتى الأطفال الخدج.
ولفت الدكتور المتوكل إلى أن تداعيات العدوان على المرافق الصحية لم تقتصر على الاستهداف المباشر وتعطيل الخدمات في العديد منها بل من خلال الاستهداف غير المباشر للطفولة بمنع دخول الأدوية والمستحضرات الطبية الخاصة بأمراض الطفولة، ما نتج عن ذلك ظهور عدد من الأمراض التي فتكت بحياة الأطفال نتيجة سوء التغذية.
وأكد وزير الصحة أهمية الرضاعة الطبيعية من منظور ديني وعلمي وهو ما أكدته الأبحاث العلمية على أهمية الرضاعة الطبيعية بما فيه فائدة للطفل والأم.
ولفت إلى أن الوزارة بصدد فتح مساقات جديدة للتخصصات الطبية الدقيقة، خاصة ما يتعلق بطب الأطفال، ما يستدعي من الجميع الاستفادة من هذا التوجه في تأهيل أنفسهم بالقدرات والخبرات العلمية التي تمكنهم من تقديم أفضل الخدمات الطبية للطفولة، لما لطب الأطفال من خصوصية تستدعي مراعاتها.
وأعرب الدكتور المتوكل عن أمله في أن تصب مخرجات المؤتمر في تعزيز التوجه نحو البحث العلمي.
فيما استعرض رئيس المنظمة اليمنية لرعاية الطفل والأم الدكتور لطف الزبيري، محاور وأهداف المؤتمر وتركيزها على طب الأطفال باعتبارها من الأولويات الطبية التي تفتقر إليها المستشفيات والمراكز الطبية.
ولفت إلى أن تنظيم مثل هذه المؤتمرات لها دور في بلورة الآراء والأفكار حول وضع الأبحاث العلمية من خلال إغنائها بالوثائق والأدبيات المقدمة للمؤتمر من قبل المختصين في طب الأطفال وغيرها من التخصصات الطبية.
بدوره أشار الدكتور عبدالناصر الرباعي في كلمة عن منظمة الصحة العالمية إلى الأهمية التي يكتسبها المؤتمر خاصة في ظل الظروف التي يمر بها اليمن والحالة الإغاثية الاستثنائية والتي تتطلب تدخلات فاعلة في سبيل الاستجابة للتحديات التي تواجه القطاع الصحي وصحة وسلامة أطفال اليمن.
وبيّن وجود ما يزيد عن مليونين و800 ألف من النازحين في مختلف المحافظات، نسبة كبيرة منهم من الأطفال، ما يضع أمام المؤتمر مسؤولية أخلاقية وإنسانية للخروج برؤى وأطروحات قد تكون هي اللبنة الأساس في مشوار الحفاظ على أرواح أطفال اليمن.
وقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات التي تخدم العمل الطبي في مجال الصحة و طب الأطفال.