لم تأت الحملة التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين وتحميلها مسؤولية تفشي وباء فيروس كورونا سوى ردة فعل على اتهامات سابقة وجهتها الخارجية الصينية للجيش الأمريكي بنشر فيروس كورونا في الصين عبر مجموعة من الضباط الذين شاركوا احدى الفعاليات في مدينة ووهان أواخر 2019م.
ولا يخفى على الكثيرين بأن الهجوم الأمريكي على الصين مؤخرا ليس سوى محاولات لإخفاء الحقيقة التي أعلنتها الصين والتي أظهرت حقيقة وقبح النظام الأمريكي الذي يستخدم أقذر وأبشع الأسلحة المحرمة لتحقيق مصالحه ومآربه.
الفيروس التاجي الذي نشرته أمريكا في ووهان الصينية وتفشى منها إلى كافة دول العالم وأصاب الملايين وأودى بحياة مئات الآلاف من البشر حول العالم _ يستهدف بالدرجة الأساسية مناعة الإنسان ويستوطن الرئتين ليخنقه بشكل سريع وكأن الضحية تعرض لهجوم سريع من أحد افراد عصابة ولأنه يخاف من أن تلفت جريمته أنظار أي من المارة يقوم بكتم نفس الضحية وصوته، هذا ما يقوم به فيروس كورونا باختصار.
وبعد أشهر قليلة من معاناة الملاين حول العالم من صعوبة التنفس وسقوط مئات الآلاف، عبر مواطن أمريكي عن أنين ضحايا الفيروس الأمريكي في كل بقاع العالم عندما وضع أحد رجال شرطة ولاية مينابوليس ركبته على عنقه _ بمناشدته التي لم يلتقطها الشرطي “لا استطيع التنفس I Canot breath “، استمر بالضغط على جورج فلويد حتى فارق الحياة، غير أن البشرية جمعاء سمعته وأنت معه.
استطاع الشرطي الأصفر كتم أنفاس فلويد غير أنه لم يستطع أن يكتم صرخته التي تحولت في غضون ساعات إلى ثورة صاخبة في أكثر من 150 مدينة أمريكية.
الملايين حول العالم اليوم يصرخون بصوت فلويد ” لا أستطيع أن أتنفس” متضامنين مع ما يتعرض له الأمريكيين ذوي الأصول الافريقية أولا، وكإشعار بأن الجميع بات الآن يعرف وحشية وإجرام النظام الأمريكي وإدارة البيت الأبيض للأزمات الداخلية والخارجية.
إذاً ليس فلويد وحده من صادرت الشرطة الأمريكية نفسه وصوته وحريته وحياته، فهناك أكثر من 6 مليون مصاب حول العالم يصارعون فيروس كورونا الذي نشره الجيش الأمريكي في ووهان الصينية وإيران وإيطاليا والبرازيل وبقية دول العالم، وهم يعيشون الآن نفس اللحظات والمعاناة التنفسية التي عاشها فلويد.
