المجلة الطبية

خافضات الالتهاب والحرارة ومصابو كورونا؟

-
أ.د مختار الغرافي

هل أخذ  خافضات الالتهاب والحرارة (الفولتارين والأيبوبروفين) وغيرها من خافضات الالتهابات والحرارة غير الستروئيدية تجعل المريض المصاب بكورونا اكثر سوءاً؟

وما هي الدراسات العلمية ولماذا التخوف من أخذها وما هو البديل المناسب والآمن للناس أثناء جائحة كورونا؟

هل التحذيرات من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مبررة؟

إقبال الناس هذه الايام على الصيدليات لشراء أدوية خافضات الحرارة  NSAID المشهورة بـ (الفولتارين وديكلوفاست وفولتين والبيبروفين والبونستان والبروفنيد ) كمسكن عام كما كان يستخدم سابقا بشكل كبير يدفعنا للتساؤل : هل هذه الأدوية تستخدم مع مرضى كورونا وهل استخدامها يكافح كورونا أم يزيدها سوءاً؟

 تحذير فرنسي من ايبوبروفين وكورونا  ؛  تلقته وكالة الأدوية الأوروبية في 14 مارس ، بعد بلاغ من  الحكومة الفرنسية عن “أحداث سلبية خطيرة” لاستخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لدى الأشخاص المصابين بـكورونا، بعد فترة وجيزة ، وغرد وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران بأن “تناول الأدوية المضادة للالتهابات (ايبوبروفين ) يمكن أن يزيد  المرض سوءاً.

وقال “إذا كنت تعاني من الحمى ، تناول الباراسيتامول”

 تصريحات الوزير أجابت عن تساؤلات كثيرة حول العالم.

وبناء على الدراسات وجدنا أن الدول الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية   كلها تنصح بوصف (البارسيتامول) والمسمى في اليمن (البارامول) لمرضى كورونا كما أنها لا تنصح بصرف أدوية غير استروئيدية “NSAIDS” أمثال (ابيبروفين وفولتارين) وغيرهم. بالرغم من أنه لا يوجد دليل لمنع استخدامها ضد كورونا ومن حيث المبدأ بالذات أثناء الالتهابات الفيروسية التي تتسبب بالتهابات في الصدر كما هو مع كورونا فالبارسيتامول هو الأفضل والأكثر أمانا.

في إسبانيا.. ذكرت وزارة الصحة أنه لا توجد دراسات لمنع تلك الأدوية، غير أنها قد تخفي أعراض المرض، مما قد يؤخر التشخيص ويجعل تشخيص المرضى ليظهر في مراحل أكثر سوءاً.

لماذا التحذيرات من استخدامها؟

من المعروف أولا أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية المعروف في اليمن بـ “فولتارين وايببروفين” ، لها آثار ضارة محتملة على المعدة والكليتين بشكل أساسي كون الفيروس قد يودي إلى تفاقم الكلى التي تعتبر أكثر عرضة لخطر الإصابة بـ COVID-19 وكما هو معروف علميا   تاثير NSAIDS على وظائف الكلى في حال وجود عجز في وضائف الكلى وآلية عمله  معروفه على البروستجلاندين.

ثانيا : بعد نصيحة من وزير الصحة الفرنسي، وعقب نشر دراسة في مجلة “لانسيت” الطبية الأسبوعية، افترضت أن الفيروس، يتعزز ويزداد عند تناول الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين، وأن ذلك من شأنه تسهيل الإصابة بالتهابات مصاحبة للعدوى والزيادة من حدتها. وكان التفسير أو الآلية لذلك أن المضادات للالتهابات مثل الايبوبروفين تزيد من عدد المستقبلات ACE المسؤلة عن دخول المستقبل بما يسمي Up regulation يؤدي إلي زيادة المرض سوءاً وسرعة في التعقيد

 -بالنسبة للمرضى الأكبر سنًا والذين يعانون من الأمراض المصاحبة أو ضعف المناعة. يوصى عادة باستخدام عقار (البارسيتامول) أو المسمى لدينا “البارمول” كبديل لعلاج الحمى على أي حال.

والذين يستخدمون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية( مثل الفولتارين والأبوبروفين  وبقيه العائلة) حاليًا لأسباب طبية أخرى (على سبيل المثال ، التهاب المفاصل) فالفرنسيين فقط يشددون علي تغيير الأدوية الى بارسيتامول إذا أصيبوا بكورونا.

الخلاصة

يجب أن نلتزم بالتوصيات بصرف الباراسيتامول للأمراض الفيروسية والمنتشرة هذه الأيام ونمتنع عن صرف (الفولتارين) وشقائقه حتى لا ندخل المريض المصاب في مشاكل صحية أخرى هو في غنى عنها.

*أستاذ الكيمياء العضوية والدوائية والتصميم الدوائي المساعد -كلية الصيدلة -جامعة صنعاء

و رئيس قسم الصيدلة السريرية في الجامعة الإماراتية       

المراجع         Medscape Medical News © 2020 WebMD, LLC     Are Warnings Against NSAIDs in COVID-19 Warranted? – Medscape – Mar 17, 2020

Exit mobile version