يشبه كورونا بطرق انتقال العدوى .. والحجر طريقة لتقليل الإصابات
انتشار مرض الجدري المائي في محافظة مارب ومخيم الجفينة للنازحين
خاص _ المجلة الطبية _ محمد حفيظ
ينتشر مرض جلدي في أوساط النازحين بمخيم الجفينة ويصيب الاطفال بشكل واسع في ظل عدم توفر اللقاح المطلوب لعلاج المرض وتساهل الجهات الرسمية في المحافظة لسرعة انتشارالعدوى وخطرها على المواطنين.
وأكدت – الطبيبة المناوبة في المرفق الصحي الوحيد بمخيم الجفينة في محافظة مارب للنازحين والتابع لمنظمة الهجرة الدولية- سمر قابل أن مرضا جلديا يسمى الجدري المائي ينتشر بشكل واسع في أوساط النازحين منذ أربعة أشهر ويتزايد عدد المصابين كل يوم خاصة من الأطفال.
وقالت سمر وهي الطبيبة الوحيدة في المركز “أن الوباء ظهر في عدد من الأطفال القاطنين في مربع واحد” مؤكدة ان العدوى تنتشر عبر الاختلاط داخل المخيم والتقارب بين الأطفال.
وفي هذا السياق تفيد سمر بسرعة انتشار العدوى خاصة بين الاطفال في المخيم والمحافظة بشكل عام في ظل عجز الوحدة الطبية عن تقديم أي نوع من الخدمة في الجوانب العلاجية للمصابين باستثناء ادوية مسكنة للألم وتوعيتهم بطرق تجنب الإصابة.
وأشارت قابل إلى أن هناك مخاوف كبيرة لديهم من انتشار المرض في أوساط النازحين بشكل اوسع.
حكة وتقرحات
تشتكي فاطمه أحمد أبكر (١٣ عاما) من حكة شديدة والتهاب أثناء التعرق وتقرحات وحبوب في الجلد بسبب اصابتها بالجدري المائي الذي لا يسمح لها بالنوم بشكل طبيعي.
تقول فاطمة التي تمتلك تسعة اخوة جميعهم مصابون بالمرض “اتمنى أن أجد علاجا لهذا المرض واعود لحياتي الطبيعية”
وبحسب والدها أحمد ابكر بعد ظهور المرض على أول أطفاله قام بعزله وتماثل للشفاء بعد ١٥ يوما لكن فجأة ظهر المرض على جميع أطفاله الآخرين مع والدتهم.
يقول أبكر الذي يسكن بالقرب من الوحدة الطبية في الجفينة التابعة لمنظمة الهجرة الدولية ان الوحدة الطبية تستقبل يوميا من ثلاث إلى أربع حالات مصابة بمرض الجدري المائي من النازحين في المخيم، ليحصلوا على ارشادات ومرهم مسكن للأم، مؤكدا ان هناك أكثر من 30 مصابا من مختلف الأعمار في القطاع الذي يسكنه من مخيم الجفينة.
وفي سياق متصل يقول إبراهيم المحيا -احد سكان المخيم- بإن أربعة من أطفاله مصابون بمرض الجدري المائي ، مشيرا إلى أن الاصابة ظهرت في البداية على طفل واحد في الحي وسرعان ما انتشرت لتصل إلى زوجته الحامل بطفله الجديد.
. *الجدري ينتشر في مارب
أكد – الدكتور ربيع أبو أصبع الأخصائي في أمراض الجلد في مستشفى كرى بمحافظة مارب – أن مرض الجدري المائي منتشر في محافظة مارب بشكل وأن عيادته تستقبل حالتين إلى ثلاث حالات يوميا ،مشيرا إلى أن المرضى يحدثونه عن اعداد كبيرة من المصابين في قراهم وأحيائهم .
وعرف الدكتور ابو اصبع الجدري المائي بانه مرض فيروسي ينتقل عبر الرذاذ ولذا يعتبر شديد العدوى يتسبب في ظهور بثور على الجلد مليئه بالماء و بالإضافة إلى حمى شديدة.
وقال ان هناك اعراضا للإصابة قبل ظهور الطفح الجلدي بيومين مثل الحمى والصداع وآلام في الحلق و المفاصل وكذا فقدان شهيه وإعياء، مؤكدا أن الفئات الأكثر إصابة بالمرض هم الأطفال وبشكل أقل البالغين،بينما يعد البالغون ممن يعانون نقصا في المناعة والحوامل و الأطفال حديثو السن وناقصو الوزن هم عرضة للمضاعفات.
لقاح غير متوفر
قال الدكتور ربيع “ان اللقاح للجدري المائي غير متوفر في محافظة مارب،” لذا ينصح الطبيب الاخصائي في أمراض الجلد لتجنب العدوى بتقليم الأظافر عند الأطفال أولا لتجنب خدش الجلد اثناء الحكة، بالإضافة الى أخذ المسكنات “باراسيتامول” و ملطف الحكة “كلامين لوشن” وكذلك مضاد “الهستامين” للحكة في الأشخاص الذين مناعتهم جيدة .
بينما البالغون يعطى لهم مضاد “الفيروسات اسيكلوفير” او الاطفال دون العام الذين مناعتهم ضعيفه لمنع المضاعفات وتخفيف الأعراض.
وطالب الدكتور أبو اصبع المنظمات الطبية العالمية والصليب الاحمر توفير لقاح الجدري المائي للتخفيف من معاناة الأطفال والنساء في اليمن بشكل عام،
يقر مدير مكتب الصحة في محافظة مارب عبدالعزيز الشدادي بانتشار مرض الجدري المائي في المخيم ولكنه يصف عدد الحالات بانها “قليلة” و يستدرك “كانت قد انتشرت قبل شهر في مخيم الجفينة وعدد من المديريات وخفت تباعا” .
وقال الشدادي “فيروس الجدري المائي مرض عادي يصاب به جميع الناس ثم يتعافون وليس مخيفا” موضحا أن العلاج الذي يتم توزيعه حاليا في الجفينة عبارة عن مرهم للتخفيف من الالتهابات الناتجة عنه وذلك ما يستطيع توفيره مكتب الصحة للنازحين مجانا .
- نشر في النسجة الورقية من المجلة الطبية _شهر مايو
المصدر : https://alttebiah.net/?p=8399