الطبية / خاص
قال منصور السوفعي – في منطقة السواد جنوب صنعاء انه شعر بالأم في المفاصل وصداع شديد قبل ان تظهر حبوب تحتوي على سائل مائي في قدميه و من ثم بقية أجزاء جسمه ما أجبره على زيارة الطبيب الذي نصحه بالإكثار من شرب الماء.
وقال منصور في حديثه لـ”المجلة الطبية ” ان الطبيب اندهش لهذا المرض وأخبره بأنه كان يعتقد بأن المرض قد انتهى من اليمن منذ عقود، ثم وصف له نوعين من المراهم بالإضافة الى فيتامينات ومضادات حيوية لمساندة الأجهزة المناعية.
وبحسب السوفعي الذي يعمل في معهد لتعليم اللغة الإنجليزية فقد طلب منه الطبيب اعتزال أسرته بشكل كلي وعدم الاحتكاك بأحد حتى لا يتسبب في نقل المرض إلى غيره باعتباره مرضا معديا ويمكن الوقاية منه.
منصور- ليس المصاب الوحيد في صنعاء بمرض الجدري المائي المعدي، حيث يقول ناصر المفلحي أن جميع أبنائه أصيبوا قبل شهر بحبوب مائية ظهرت فجأة في أجسادهم.
بشكل كامل وعندما نقلهم الى المستشفى اخبره الأطباء بأنهم مصابين بمرض الجدري المائي المعدي ، واخبره الأطباء بأنه تأخر في نقلهم الى المستشفى لذلك فقد وصفوا له عددا من الأدوية الخاصة بمداواة المرض بالإضافة الى عدد من المضادات الحيوية وطلبوا منه عدم الاحتكاك بهم والتعامل مع حاجياتهم بحذر حتى لا تنتقل العدوى إلى باقي أفراد الأسرة.
يقول السوفعي أن أبناءه الأربعة احتاجوا الى أكثر من أربعين يوما ليتم شفاؤهم بشكل كامل من المرض ويضيف أن الجدري ترك على أجزاء من أجسادهم بقعا سوداء, وأن الأطباء اخبروه انه بسبب التأخر في معالجة المرض, لكنهم أكدوا له انها ستختفي .
وهناك عدد من الأسر اليمنية لا تمتلك الإمكانيات لمعالجة أبنائها وهناك من يستدين المال بغرض العلاج في ظل ارتفاع أسعار الأدوية وندرة الدواء وتحاول استخدام الطرق التقليدية في علاج هذا المرض كاستخدام التمتور وتبخير الأجساد بمواد عطرية يحصلون عليها من محلات بيع البهارات.
يقول الطبيب زاهر القباطي –أن هذه الطرق غير مجدية خاصة في حالة تطور المرض وانتشاره في جسد المريض، وأضاف زاهر في تصريح لـ”الطبية” ان الطرق التقليدية في علاج الجدري المائي يمكن ان تساعد في تجفيف الحبوب والحد بنسبة بسيطة من انتشار المرض في جسد المريض لكنها ليست علاجا ولا يمكن ان تقضي على المرض.
العيادات الطبية في صنعاء استقبلت خلال الشهر الماضي العشرات من الحالات المصابة بمرض الجدري المائي, وبحسب القباطي فإن معظم المرضى الذين ترددوا على عيادته في شارع الجزائر من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والعاشرة ، ويرجع القباطي سبب انتشار المرض الى ضعف الوعي الصحي عند المجتمع ,وقلة الخبرة في التعامل مع المرض من قبل الأهالي, أما السبب الرئيسي للمرض فيأتي نتيجة انتشار النفايات في الشوارع والبرك الصغيرة التي تخلفها الامطار في الشوارع .
وطالب زاهر الجهات المختصة في وزارة الصحة ووسائل الإعلام, بتبني حملات توعوية تستهدف المجتمع اليمني بجميع فئاته بمخاطر انتشار النفايات والعبث ببقايا مياه الأمطار في الشوارع والأراضي الخالية منوها بأن معظم الامراض التي انتشرت مؤخرا في اليمن ناتجة عن تلوث المياه والشوارع ويمكن تجنب الإصابة بها عن طريق الحرص على النظافة وتجنب مصادرها او إزالة هذه المصادر من قبل الجهات الرسمية.
وكشفت البيانات الصادرة عن وزارة الصحة عن إصابة ما لا يقل عن 12 الف شخص بمرض الجدري المائي معظمهم من الأطفال خلال العام الماضي 2018 في ظل عدم امتلاك الوزارة للقاح الوقائي للفيروس.
دراسات طبية نشرت على الانترنت قالت أن الطفح الجلدي وظهور الحبوب المائية على جسم المصاب هو المرحلة الأخيرة من المرض الذي يسبقه إصابة المريض بحمى شديدة وفقدان الشهية والإرهاق المستمر لمدة قد تزيد عن 15 يوما قبل ظهور علامات الإصابة على الجلد.
وفي السياق نفسه قالت الدراسة ان الفيروس المسبب للجدري المائي او الجدري الكاذب يمكن ان ينتقل بين الأشخاص عن طريق التنفس إذ أن الفيروس يطير في الهواء من رذاذ العطس او السعال للشخص المريض والانتقال الى شخص سليم إذا ما شارك في تنفس هذا الهواء.
وبحسب الدراسة فإن عالم الأدوية لم يتوصل الى علاج محدد ونهائي لمرض الجدري ولكن يمكن الوقاية منه عبر اللقاحات كغيره من الأمراض الفيروسية، وعند السؤال ما اذا كانت هذه اللقاحات متوفرة في اليمن خاصة بعد ظهور عشرات الحالات ,أكد مصدر في وزارة الصحة عدم توفر اللقاح الخاص بالوقاية من مرض الجدري المائي في معظم المراكز الصحية, مرجعا السبب الى غياب هذا المرض لفترة طويلة بالإضافة إلى ما يواجهه اليمن من حرب وحصار خاصة على استيراد الأدوية .
ويختلف مرض الجدري المائي او الجدري الكاذب عن مرض الجدري القاتل, وتشير المعلومات التي حصلنا عليها من وزارة الصحة الى ان مرض الجدري القاتل اختفى من اليمن بشكل نهائي منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي ,وان المنتشر حاليا هو مرض الجدري الكاذب الذي يصيب الإنسان مرة واحدة في العمر يكتسب بعدها الجسم مناعة قوية ضد هذا الفيروس.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=855