ما إن انتهى القرن العشرون بطفرة كبيرة في العلوم التقليدية كالطب والكيمياء والفيزياء وغيرها، بدأ القرن الحادي والعشرين بتطبيقات علمية جديدة، بدأ تأسيسها العلمي في القرن الماضي، ولكن كان ظهورها وتألقها واعدا في بدايات القرن ال 21. وتحمل العديد من المفاجآت والتطبيقات المدهشة للبشرية في المستقبل القريب العاجل والذي قد ظهرت نتائجها حقا.. أن من أهم هذه العلوم الحديثة هو علم التقنية الحيوية أو (البيوتكنولوجي الحيوية الأدوية،
التقنية الحيوية أو (البيوتكنولوجي الحيوية) يمكن تعريفها بأنها مجموعة تقنيات تعتمد على الأسس أو التطبيقات الحيوية أو البيولوجية، وقد أسهمت هذه التقنية وتطبيقاتها في تطور أبحاث واكتشافات الجينات والعوامل الوراثية وعلوم المناعة والكيمياء الحيوية وعلوم الخلايا والأنسجة وغيرها، مما أدى وسيؤدي إلى تقدم كبير في اكتشاف وعلاج الكثير.من الأمراض وفي تطوير جودة كثير من المنتجات
الدوائية الحيوية والمكلفة في الثمن.
التقنية الحيوية تعتبر المستقبل الواعد والمشرق للعالم ويؤمل أن تكون الطريق الأمثل لتطوير أدوية.وعلاجات فعالة لأمراض خطيرة جدا مثل الإيدز.والزهايمر والسكري وادوية السرطانات والتهاب.المفاصل وغيرها من الأمراض المزمنة التي لايزال.الطب عاجزا عن تطوير علاجات فعالة لها، حيث تم تقديم في العام 1982م أول دواء تم تركيبه وفق أسس التقنية الحيوية الا وهو دواء الأنسولين البشري
، ويوجد حالياً أكثر من مائة دواء تم تطويرها في السنوات الأخيرة بناءا على هذه التقنية، وهناك أكثر من 350 بحثاً سريرياً على المستويات العالمية مازالت قائمة لتطوير أو اختبار أدوية تعتمد في صناعتها على مبادئ التقنية الحيوية
– إن «العقاقير المصنعة بالتكنولوجيا الحيوية
واللقاحات ساعدت أكثر من 250 مليون شخص على.مستوى العالم في العلاج. وفي الرعاية الصحية توجد أربعة مجالات رئيسية تعتمد على التكنولوجيا الحيوية.وهي: الأدوية البيولوجية، اللقاحات، أدوات التشخيص،.والعلاج الجيني، وتعرف الأدوية البيولوجية بانها تطور.وتنتج في خلايا حية مصدرها بشري او حيواني او احياء دقيقة، والتي تكون عادة ذات جزيئات كبيرة.مثل البروتينات، على عكس الأدوية التقليدية التي تكون صغيرة الجزيئات ومصنوعة من عمليات
كيميائية تخليقا او استخلاصا طبيعيا. ومن الأدوية البيولوجية، هرمون النمو الأدمي، الأنسولين الأدميRecombinant الاريثروبويتن الانترفيرونات، عامل تحفير مستعمرة المحببات التناظري (فيلجراستيم Filgrastim ( G -CSF مضادات وحيدة النسيلة Monoclonal antibodies و مضاد نخر الورم – الفا
Anti-TNF-a therapy
التي ساهمت في علاج العديد من الأمراض المزمنة و المستعصية مثل نقص النمو السكري، الأنيمياء مرض نزف الدم، التهاب الكبد، سرطان الدم، العصاب MS، رفض الزروع Transplant rejection ، بعض أنواع السرطان، التهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid Arthritis ، التهاب المفاصل الصدفي Psoriatic Arthritis ، الصدفية Psoriasis ، مرض كرون Crohn’s disease ،و التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colite
ويعتقد أن تطبيقات التقنية الحيوية بما أحدثته وتحدثه من ثورة كبيرة في صناعة الدواء والعلاج وفي فهم التركيبات الوراثية والجينية للإنسان والحيوان مرشحة لأن تكون في القريب العاجل ضمن الجوانب الرئيسية التي تبين التطور والتقدم للدول، كما حدث في مجال ثورات الحاسب الآلي والالكترونيات والمعلوماتية. لأجل ذلك تتسابق الدول الكبرى حاليا على تبني موضوع التقنية الحيوية وجعله ضمن أولوياتها البحثية والتطويرية حتى أن العديد منها شكلت وزارات أو مجالس أو لجانا عليا لمتابعة وتطوير هذا الموضوع.
للتدليل على هذا التسابق نجد أن الولايات المتحدة قد أنفقت خلال عام 1999م ما يقارب 10 بليار دولار كدعم لأبحاث التقنية الحيوية والتي أسهمت في توظيف أكثر من 135 ألف شخص، ومثلها تفعل دول أخرى مثل كندا واليابان واستراليا ودول أوروبا، وكما أن تقنية المعلومات والالكترونيات تمكنت من البروز فيها دول ليست غنية أو متقدمة وفق مفاهيم تصنيف دول العالم، كالهند مثلا وماليزيا، فإن التقنية الحيوية
وهي الموجة الجديدة التي ستجتاح العالم قريبا هي الأخرى لاتزال مجالا خصبا وقابلا لأن تتبناه دول ومؤسسات متواضعة اقتصاديا وعسكريا، طالما وجدت لديها الكوادر المؤهلة والتقنيات الأساسية، ولذلك أتمنى أن تلتفت بلادنا الحبيبة اليمن في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها في الوقت الحالي كما ادعو اخواني الصيادلة الى التأهيل ومواصلة الدراسات العليا في هذا المجال بشكل أكثر جدية، ليكون لنا شأن متقدم في عالم متقدم تقنيا وعلميا. صحيح اننا دولة فقيرة وقد لا يكون لدينا الامكانيات الأولية حاليا لما تتعرض له من عدوان غاشم يعيق الاستثمار في هذا الموضوع وأهمها الامكانات المادية لكن ستنتهي هذا العدوان الغاشم البربري وسننتصر بإذن الله تعالى وسيحل علينا الأمن والأمان. وستتوحد الجهود وتوجد العزيمة وتتوجه الحكومة الموقرة لتبني دعم الباحثين وتأهيل المهتمين في هذا المجال
والشروع في الدخول في هذا العالم المتطور من الأبحاث والدراسات والصناعات التقنية عندها سوف نصل ونتغلب على كافة الصعوبات والمعوقات وبدورها ستكون رافدا اقتصاديا كبيرا جدا للبلد.
لكن ” أننا على ثقة كبيرة بهذه القيادة السياسية الشابة ممثلة بالقائد المجاهد العلم السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية العظيمة المتطلع لنهضة وتطور البلد وستكون ضمن الرؤية الوطنية الحديثة البناء الدولة اليمنية الحديثة المقدمة مؤخرا لمجلس النواب من قبل الأستاذ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى لرئيس مجلس النواب.
كما أمل بفتح قسم البيوتكنلوجيا الحيوية واعتماده ضمن منهج وزارة التعليم العالي لكني ومع الأسف الشديد الى وقتنا الحاضر لا يوجد حتى مادة تدريسية تدرس ضمن مناهج كليات الصيدلة في جميع جامعات اليمن الحكومية والخاصة فكيف لنا أن نلحق بالعالم الا بتبني ودعم مثل هذه الاستراتيجيات وحيث انه توجد لدينا كوادر مؤهلة وقادرة للمضي قدما في هذا التطور والحدث العلمي الهام وسوف تجدونها مفرقة في جميع انحاء العالم.
كمتخصصين سوف نرى بأن الحلم يتحقق في ظل حاجتنا لتنوع مواردنا الاقتصادية وكما أن الدواء من أغنى الموارد الاقتصادية العالمية لأغلب البلدان ان الدعوة لتبني البدء في البحث والدراسات والصناعات في مجال التقنية الحيوية ليس مجرد ترف علمي بل له أبعاده الاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها، ولكي تكون الاستفادة منها أمثل وأسلم
المجتمعنا ومستقبلنا، تجعلنا نضع المسؤولية على عاتق الجهات البحثية والعلمية وعلى رأسها وزارة التعليم العالي وكذلك جامعة صنعاء كلية الصيدلة والهيئة العليا للأدوية ووزارة الصحة العامة، بمطالبتها بالبدء في عمل التشريعات والتنظيمات اللازمة في هذا الشأن والإشراف على ومتابعة جهود بحثية وأكاديمية في مجال البحوث والدراسات والتقنيات والصناعات المتعلقة بالتقنيات الحيوية عموما والوراثية بشكل خاص. .
نفعنا الله لما فيه خير لوطننا وامتنا..
* دكتوراه بيوتكنلوجيا الحيوية الأدوية
جامعة محمد الخامس – كلية الطب والصيدلة بالرباط