أخصائي أمراض القلب والقسطرة القلبية الدكتور زكريا الدبعي لـ الطبية:
المدخنون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد وبمضاعفات أشد
يؤكد -أخصائي أمراض القلب والقسطرة القلبية- الدكتور زكريا ردمان الدبعي زيادة احتمالية إصابة المدخنين بفيروس كورونا المستجد بكوفيد 19 وتعرضهم لمضاعفات أشد من الاشخاص غير المدخنين.
ويستدل الدبعي بما أوردته منظمة الصحة العالمية بأن التدخين يضعف الوظيفة الرئوية، مما يزيد من صعوبة تصدّي الجسم لفيروسات كورونا المستجد.
وقال في حديثه لـ المجلة الطبية أن “الوفاة بفيروس كورنا المستجد كوفيد – 19 بين مرضى القلب شائع بكثرة” مفسرا ذلك بأن الأمراض القلبية الوعائية قد تحدث نتيجة الإصابة الرئوية الحادة أو تكون إحدى الأعراض المرضية الأساسي لفيروس كورونا.
المجلة الطبية _أدهم محمد/
*ما الفرق بين خطر فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 على الشخص المدخن وغير المدخن؟
ـ بحسب منظمات دولية ـ يبقى مدخنو (السجائر والشيشة بكل أنواعها) أكثر عرضة للإصابة بـفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، لأن التدخين له علاقة بملامسة الأصابع والشفاه وهنا ربما تكون السجائر ملوثة، مما يزيد من احتمال انتقال الفيروس من اليد إلى الفم عن طريق مشاركة أنبوب الشيشة مما يسهل انتقال الفيروس.
ويزيد التدخين بكل أنواعه وأشكاله من خطورة الإصابة بأمراض القلب وأمراض الرئة (زيادة في التهاب الغشاء المخاطي) وزيادة في نفوذية الخلايا الايثيلية وخلل في عمل الأهداف التي تقوم بتصفية المخاط.. وهذا يزيد من احتمالية الإصابة بكوفيد 19 وبمضاعفات أشد من الاشخاص غير المدخنين.
كما أن المدخنين لفترات طويلة قد يكونون مصابين بأمراض الرئة الانسدادية المزمنة وعند حدوث عدوى كوفيد – 19 يكون المرض أكثر ضراوة ومضاعفاته أكبر.
لكن لا توجد دراسات قيمت خطر الإصابة بعدوى فيروس كورنا المستجد كوفيد – 19 المرتبطة بالتدخين، لا من قبل الخبراء ولا منظمة الصحة العالمية حتى شهر مايو 2020
* هناك دراسات تفيد أن التدخين يحمي مدمنيه من الإصابة بفيروس كورنا المستجد كوفيد 19.. ما حقيقة ذلك؟
ـ لا توجد دراسات أكيدة ومثبتة في هذا الأمر.. فمثلما هناك دراسات تقول أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.. هناك دراسات أخرى تتحدث عن تأثير النيكوتين على الفيروس مما يجعل المدخنين أقل عرضة للإصابة, وكل الدراسات غير مثبتة وما تزال الأبحاث والدراسات السريرية مستمرة في فرنسا وغيرها.
وفي هذا الأمر تقول منظمة الصحة العالمية إن المعلومات المتوفرة حتى الآن غير كافية لدعم ادعاءات أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بالفيروس.
لكننا نحث باستمرار على الاقلاع عن التدخين لا سيما مع فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 كونه يهاجم الرئتين بشكل رئيسي.
كما أن التدخين يضعف الوظيفة الرئوية، مما يزيد من صعوبة تصدّي الجسم لفيروسات كورونا المستجد.
*يخشى مرضى القلب من الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.. إلى أي مدى يؤثر الفيروس عليهم؟
ـ الوفاة بفيروس كورنا المستجد كوفيد – 19 بين مرضى القلب شائع بكثرة فالأمراض القلبية الوعائية قد تحدث نتيجة الإصابة الرئوية الحادة أو تكون إحدى الاعراض المرضية الأساسية للمصابين بـ كوفيد 19.
كما أن وجود الأمراض القلبية في المصاب تزيد من إمكانية حدوث الوفاة بسبب كوفيد19 نتيجة للمضاعفات التي يحدثها الفيروس على القلب.
* هل جميع مرضى القلب معرضون لنفس مستوى الخطر من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19؟
ـ ليس كل مرضى القلب معرضين لنفس مستوى خطورة الفيروس وهذا يعتمد على عدة عوامل منها استقرار الحالة القلبية للمرضى وهؤلاء عادة تكون مضاعفات الفيروس عليهم أقل خطورة من غيرهم أصحاب الحالات غير المستقرة ، لكننا في كل الاحوال نوصي المصابين بالأمراض القلبية على وجه التحديد بأن يكونوا أكثر حرصا والتزاما بالحماية الشخصية والوقاية من الإصابة باتخاذ الإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والتعقيم والتباعد الاجتماعي وعدم ملامسة الوجه والعينين والابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات وغيرها من وسائل الوقاية المعلن عنها.
*ماهي مضاعفات الفيروس لمرضى القلب؟
ـ فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 قد يؤدي إلى مضاعفات قلبية شديدة لمرضى القلب و تظهر بارتفاع انزيمات القلب وضعف في العضلة القلبية والتي تزيد من حدوث الوفاة وهناك مضاعفات أخرى نلخصها كالتالي:
متلازمة الشرايين الاكليلية الحادة (الجلطة، والذبحة الصدرية).
التهاب العضلة القلبية الحاد والذي يؤدي إلى حدوث قصور وضعف حاد في العضلة القلبية.
حدوث اضطرابات في نظم القلب.
التخثرية الوريدية (الجلطة الرئوية) وهناك دراسات نشرت في المجلة الكندية للقلب أوضحت وجود قصور وضعف في الجانب الأيمن لعضلة القلب، وتوسع لعضلة البطين الأيمن، وارتفاع الضغط الرئوي لدى المصابين بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
* كيف يؤثر التدخين على صحة القلب والأوعية الدموية؟
ـ التدخين يزيد من تفعيل واضطراب الصفائح الدموية، ويزيد من الفيبرينوجين الدوراني، ويزيد معدل دقات القلب، ويرفع الضغط الشرياني، ويؤثر على البطانة الوعائية، كما أن زيادة عدد السجائر المدخنة باليوم ترفع من خطورة الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية، وبالتالي فإن التدخين يمثل خطورة كبيرة وسببا أساسيا لحدوث الذبحة الصدرية، والجلطة الدماغية والأمراض الوعائية المحيطية.
وهناك دراسات وضحت بأن خطورة الموت نتيجة الإصابة بأمراض القلب بسبب التدخين أربعة أضعاف عند المدخنين من غير المدخنين.
ملاحظة رابط تأكيد الإحصائية من الدكتور:
https://scholar.google.com/scholar?q=Manual+of+cardiovascular+medicine+fifth+edition+2019&hl=ar&as_sdt=0&as_vis=1&oi=scholart
* كم نسبة المدخنين من مرضى القلب الذين يزورونك؟
ـ نسبة المدخنين والمصابين بأمراض القلب الذين يزوروننا لتلقي العلاج والفحص يقارب 60 % من إجمالي يصل في الشهر الواحد إلى300 مريض وهذه إحصائيات فردية ولا نستطع أن نقيم منها عدد المدخنين في اليمن.
* كيف يمكن للمدخنين حماية أنفسهم من المخاطر المرتبطة بالتدخين وتعاطي التبغ عديم الدخان واستنشاق بخار التبغ؟
ـ أفضل ما يمكن أن يفعله المدخن لحماية نفسه هو إيقاف التدخين، حيث أن خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية تقل بعد إيقاف التدخين، وهناك نقص 50 % في الإصابات والحوادث القلبية الوعائية ضمن السنتين إلى الأربع الأولى من إيقاف التدخين.
كذلك المعالجة السلوكية للمدخنين ومعرفتهم بمخاطر التدخين وأهمية ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي المتوازن والمعالجة الدوائية ببدائل النيكوتين.
* ماهي الأضرار الصحية والاجتماعية والنفسية التي تلحق بالمدخنين؟
ـ الأضرار الصحية للتدخين كما أسلفنا عامل خطورة أساسي للإصابة بأمراض القلب وأمراض الأوعية كـ (الذبحة الصدرية، والجلطات الدماغية)، وعامل خطورة في حدوث أمراض الرئة وسرطان الرئة.. وتزداد نسبة الإصابة بأمراض العقم.
بينما الأضرار الاجتماعية والنفسية للمدخنين تبدأ من تغير رائحة الفم والملابس فالدخان يترك رائحة كريهة في هذه الأماكن وبالتالي يتسبب في نفور أفراد الأسرة والمحيطين بالمدخن وهذا يؤثر على استقرار الاسرة، بالإضافة إلى استنزاف قدرات المدخن المادية كما أنه يقلل من القدرة البدنية على التحمل ويعيق تحسن الأداء البدني للمدخنين مقارنة بغيرهم من غير المدخنين.
* ماذا عن التدخين السلبي وأضراره؟
ـ ببساطة يعتبر التدخين السلبي قيام أشخاص غير مدخنين باستنشاق انبعاثات الدخان من السيجارة أو الشيشة للشخص المدخن ليترك تأثيرا وأضرارا مشابهة للشخص المدخن (أمراض القلب والأوعية الدموية وتهييج في الطرق التنفسية) ويزيد من فرص إصابة الأطفال بالربو والأمراض التنفسية الأخرى ويمثل التدخين السلبي خطرا على الحوامل والأجنة.
* حدثنا عن علاقة التدخين بسرطان الرئة؟
ـ كما هو معروف فإن التدخين هو العامل الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، وسرطان الرئة هو من الأكثر شيوعا في العالم إذ أن التدخين مسئول عن 80 إلى 85 % من الإصابة بسرطان الرئة. ويعد التدخين من أكثر الأشياء التي تتسبب بالإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة والمميتة.
* الصور المنفرة والعبارات التحذيرية الموجودة في علب السجائر.. ما مدى تأثيرها على سلوكيات المدخنين؟
ـوضع الصور والعبارات التحذيرية مهم جداً ولها تأثيرها في مساعدة المدخنين وتعديل سلوكياتهم لتقودهم إلى الإقلاع عن التدخين وهي تعد خطوة جيدة لنقل صورة معبرة عن مدى تأثير التبغ على صحة المدخن ومن حوله، وغالبا تأتي تلك الصور والعبارات التحذيرية بنتائج إيجابية على المدخن تبدأ بالتخفيف الممنهج للتدخين وصولا إلى الإقلاع النهائي.
ومن وجهة نظري فإن الطريقة المثلى هي الإقلاع عن التدخين، وتجنب خطورة ما يسببه من مشاكل صحية ونفسية واجتماعية.
س – ما هي رسالتك للمدخنين في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين؟
_ يعد اليوم العالمي للامتناع عن التدخين فرصة ثمينة وسانحة لرفع الوعي المجتمعي وبث الرسائل الصحية والتوعية بأضرار التدخين سواء على المدخنين المباشرين أو المدخن السلبي، وبالتالي أدعو المدخنين إلى الامتناع عن هذه العادة السيئة وحماية أنفسهم وأسرهم والمجتمع بشكل عام من عواقب التدخين سواء الصحية أو الاجتماعية أو النفسية أو الاقتصادية ومن أجل أن ينعم الجميع بصحة جيدة.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=8762
