المجلة الطبية

الديكساميثازون وأمراض كورونا

-
أ.د. مختار الغرافي

إقبال الناس على استخدام دواء الديكساميثازون بعد سماع أخبار من الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي عن قدرته في علاج كل المصابين بفيروس كورونا، وصرف بعض الصيادلة الدواء بغير وصفة طبية وبغير فهم علمي جيد وهذا تصرف خاطئ.

 هنا سنقوم بشرح فوائد ومخاطر استخدام دواء تحدث عنه البريطانيون وقدموه على أنه الستيرويد الرخيص والمستخدم على نطاق واسع ويسمى ديكساميثازون أول عقار يظهر قدرة على إنقاذ الأرواح بين مرضى COVID-19 ووصفه العلماء أنه “اختراق كبير” في جائحة فيروس كورونا.

 أعلن البريطانيون يوم الثلاثاء الماضي من الشهر الجاري نتائج تجارب إعطاء مادة ديكساميثازون لمرضى فيروس كورونا COVID-19 ممن يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي أو يستخدمون الأكسجين، وقالوا بأن الدواء ينقذ أرواح المصابين فقط الذين يحتاجون الاكسجين وهنا الحاجة الماسة لديكساميثازون وهنا يصرف الدواء لهؤلاء الامراض

 حسنا … التوضيح هنا هو أنهم لم يتحدثوا عن فائدته للمصابين القادرين على التنفس أو الاشخاص غير المصابين، وهذا يعني ألا فائدة تذكر لهؤلاء، وهنا سوف نعطي القارئ فكرة عن مناعة الانسان، لقد خلق ربنا للإنسان مادة استيرويد طبيعية والديكساميثازون هو استيرويد ولكن ليس طبيعيا وإنما مصنوع في الشركات، الآن دعونا نعرف ما هو عمل الاسترويد الطبيعي؟

  لقد خلق الله سبحانه مادة استرويد التي تسمى SAIDs كورتيزون وهي تعد مادة مناعية للإنسان، وما الذي يقوم به هذا الهرمون؟

وثبت علميا بأن هذا الهرمون يفرز بكميات كبيرة في الصباح الباكر ويستمر في ذلك وهو الأمر الذي يمنح الانسان مناعة وحماية طبيعية من أي قلق أو أي التهاب في جسمه وأي غزو يقوم بتوقيفه.

 أيضا من وظائفه تنظيم الأيض والبناء بشكل متكامل لتستطيع أن تقاوم مشاكل ومصاعب الحياة، إنه مناعة طبيعية ربانية مجانية تحميك وترفع مناعتك وبالذات هذه الأيام، وباختصار يعد مدرعة بكل المقاييس.. لكن متى نحتاج إلى مدرعات خارجية مثل الديكساميثازون؟ الإجابة هي عندما يحدث نقص في الـ “استرويد” الطبيعي.

 وعلينا أن نعرف أنه في حال تم إدخال مدرعات حماية خارجية فإنها تعيق المنتج المحلي الداخلي وتعمل على إضعاف الهرمونات الطبيعية وتسبب خللا كبيرا في مناعة الجسم السليم، إذ تتسبب في خلل هرموني يتعب الإنسان.

لذا فإن الأطباء يقومون بصرف الأدوية مثل ديكساميثازون ومشتقاته للمريض عند الضرورة القصوى فقط، وذلك عندما يلاحظون بأن الهرمون الطبيعي أصبح غير منتظم ومتزن.

وتعتبر هذه هرمونات خارجية لتنظيم الخلل الموجود، أما في حالة صرف ديكساميثازون للناس غير المصابين فإنه يقوم بتقليل المناعة الطبيعية ويحدث خللا فيها وله أعراض جانبية سيئة متعبة للناس غير المصابين.

المهم هنا هو معرفة خطر هذا الدواء على مناعة الناس الاصحاء بإعطائهم الديكساميثازون، فحتى البريطانيون بملاحظاتهم على الأمراض تحدثوا عن فعالية الديسكاميثازون فقط مع الناس المحتاجين للأكسجين لأن هؤلاء المرضى أصبحوا يعانون من خلل كبير في الكورتيزون الطبيعي فتم صرف الديكساميثازون لهم وقد ساهم في تحسن الحالات.

 علينا معرفة أن للبحث العلمي آليات وتجارب ونحتاج فترة طويلة للحكم على أي دراسة او ملاحظات، ولا يجب أن نسمع أخبارا من القنوات ونقوم بتعميم الدواء لكل الناس فهذا خطر وفيه ذنب.

والديكساميثازون ليس دواء فيتامين يمكنك استخدامه متى ما تشاء، فالأطباء هم أعلم بالحالة السريرية للمريض وباحتياجه، لذا نؤكد هنا على هذه النقطة حتى لا نكون سببا في ضرب خطوط الدفاع الأساسية في جسم الإنسان.

* استاذ الكيمياء العضوية والدوائية والتصميم الدوائي_ كلية الصيدلة جامعة صنعاء

رئيس قسم الصيدلة السريرية_ الجامعة الامارتية

Exit mobile version