خبير أممي يحث العالم على تغيير طريقته في مواجهة تحديات الصحة العقلية
المجلة الطبية|
حث خبير في حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان صحفي الدول والمجتمع المدني ومنظمات الطب النفسي ومنظمة الصحة العالمية، على تغيير الطريقة التي “نفهم ونستجيب بها لتحديات الصحة العقلية”.
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الصحة البدنية والعقلية، داينيوس براس، أثناء تقديم تقرير جديد إلى مجلس حقوق الإنسان: “أرحب بالاعتراف الدولي بالصحة العقلية، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى فعل المزيد”.
وأوضح السيد براس أنه يجب أن يغير الوضع الراهن العالمي للصحة العقلية نهج “المجنون أو السيئ” الذي عفى عليه الزمن، والذي يسعى إلى كبح السلوكيات التي تعتبر “خطيرة” أو تقديم علاج يعتبر “ضروريا من الناحية الطبية” دون موافقة أصحاب المصلحة.
استخدام الأدوية في علاج الاضطرابات العقلية
وأشار المقرر الخاص الأممي إلى أن هيمنة النموذج الطبي الحيوي أدت إلى الإفراط في المعالجة الطبية والمأسسة. وحذر السيد براس أيضا، من الفوائد المبالغ فيها للأدوية العقلية، كما شدد على أن فعاليتها لا يمكن مقارنتها بالأدوية الأخرى الضرورية لبعض الحالات الجسدية، مثل المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية.
وفي هذا السياق قال السيد داينيوس براس في بيانه: “أقدر التقدم الذي تم إحرازه لفهم دور الأدوية العقلية، ولكنني أدرك أيضا أنه لا توجد علامات بيولوجية لحالات الصحة العقلية. ومن ثم، فإن الآليات المحددة التي يمكن من خلالها أن تكون الأدوية العقلية فعالة، غير معروفة ببساطة”.
وأوضح براس أن الوضع الراهن في مجال رعاية الصحة العقلية تجاهل السياق الاجتماعي أو السياسي أو الوجودي الذي يساهم في انتشار مشاعر الحزن والقلق والخوف وغيرها من مظاهر الاضطراب العقلي.
وأكد المقرر الخاص الأممي السيد براس أنه “لا يوجد حل ميكانيكي مبسط للاضطراب العقلي، وبالنسبة لغالبية حالات الصحة العقلية، تعتبر التدخلات النفسية والاجتماعية وغيرها الخيار الأساسي للعلاج”.
كما دعا إلى معالجة العقبات النظامية، مثل عدم تكافؤ القوى في رعاية الصحة العقلية، وهيمنة النموذج الطبي الحيوي والاستخدام المتحيز للمعرفة، من خلال تغييرات في القوانين والسياسات والممارسات.
القضاء نهائيا على مؤسسات الطب النفسي المنفصلة
وكرر خبير الأمم المتحدة دعوته إلى العمل على رعاية الصحة العقلية وإعادة توجيه الاستثمارات نحو الدعم القائم على الحقوق، والبدائل غير القسرية التي تتناول العوامل النفسية والاجتماعية للصحة، وتطوير وتعزيز الممارسات غير العنيفة التي يديرها الأقران والمجتمع المحلي وتسترشد بعلم الصدمات، وتراعي الفروق الثقافية.
وقال السيد براس: “إنني أدعو مرة أخرى إلى القضاء نهائياً على مؤسسات الطب النفسي المنفصلة التي تعكس الإرث التاريخي للإقصاء الاجتماعي وإضعاف القوة والوصم والتمييز”.
ولتحقيق ذلك، ينبغي أن توجه مبادئ وقيم اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة سياسات وخدمات الصحة العقلية، وينبغي التخلي عن القوانين والممارسات التمييزية.
وأشار المقرر الخاص الأممي السيد براس، إلى أن “فيروس كـورونا قد زاد من تفاقم فشل الوضع الراهن في رعاية الصحة العقلية، وأن هذ الجائحة توفر للمجتمع الدولي فرصة فريدة لإظهار الإرادة السياسية للابتعاد عن الأدوية العقلية وإضفاء الطابع المؤسسي على رعاية الصحة العقلية”.
Source : https://alttebiah.net/?p=9735