خاص: المجلة الطبية/
أكد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، أن “معدلات وفيات الأمهات والأطفال الحديثي الولادة مرتفعةٌ ارتفاعًا غير مقبول”.
جاء ذلك بمناسبة الاحتفال للمرة الثالثة باليوم العالمي لسلامة المرضى الذي صادف يوم أمس الجمعة 17 سبتمبر/أيلول.
وقال المنظري “حتى قبل جائحة كوفيد-19، كانت نحو 810 سيدات في العالم يَمُتْنَ كل يومٍ لأسبابٍ يمكن الوقاية منها وتتعلق بالحمل والولادة، وكذلك 7000 مولود يفارقون الحياة كل يوم”.
وتابع ” وفي كل عام يولد نحو مليوني وليد ميت، وأكثر من 40% من حالات الإملاص تحدث أثناء المخاض. ومن الممكن تجنُّب معظم هذه الوفيات وحالات الإملاص من خلال تقديم الرعاية الآمنة والجيدة على يد مهنيِّي الرعاية الصحية المهرة الذين يعملون في بيئات داعمة، لكن من المؤسف أن الجائحة قد قلَّصت كثيرًا فرص حصول النساء الحوامل والمواليد على الرعاية الأساسية”.
وتهدف حملة اليوم العالمي إلى زيادة الفهم لتحسين سلامة المرضى من أهمية، وتقوية الدور الذي يضطلع به عموم الناس في ضمان مأمونية الرعاية الصحية، وتعزيز الإجراءات الرامية إلى الوقاية من الضرر الذي يمكن تجنبه في مجال الرعاية الصحية والحدِّ منه.
ورفعت حملة هذا العام شعار “حان وقت العمل من أجل ولادة في كنف الأمان والاحترام”، الذي يدعو الجهات صاحبة المصلحة إلى تسريع وتيرة الإجراءات اللازمة لضمان أن تكون الولادة آمنة في جو يسوده الاحترام.
ويدور موضوع حملة هذا العام حول الرعاية الآمنة للأم والوليد، الذي يُسلِّط الضوء على العبء الثقيل من المخاطر والأضرار التي يتعرض لها النساء والمواليد عند تلقِّي رعاية غير آمنة أثناء الولادة.
ورغم التقدم الكبير الذي أُحرِز خلال العقود القليلة الماضية في خفض وفيات الأمهات والأطفال الحديثي الولادة، فإن غايات الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 لا تزال بعيدة المنال.
وأسهمت أمور مثل جائحة كوفيد_19 في زيادة الأمور سوءاً، وأدت إلى اضطرابات في تقديم الخدمات الصحية الأساسية في وقتٍ تُحوَّل فيه الموارد لعلاج مرضى كوفيد-19 ورعايتهم، وانقطاع سلاسل الإمداد، وعدم قدرة المرأة على الحصول على الرعاية، والنقص في أعداد المهنيين الصحيين المهرة.
وسجل إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ثاني أعلى المعدلات العالمية في وفيات الأمهات (164 وفاة لكل 100000 ولادة حية) بعد الإقليم الأفريقي (525 وفاة لكل 100000 ولادة حية)، بحسب بيان المنظمة الذي اطلعت عليه “المجلة الطبية”.
وأوضحت المنظمة الأممية أن الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات هي النزيف، والإنتان، وارتفاع ضغط الدم، وجميع أسباب الوفاة هذه يمكن الوقاية منها. ويُسجِّل إقليم شرق المتوسط أيضًا ثاني أعلى المعدلات العالمية في وفيات الأطفال الحديثي الولادة (25 وفاة لكل 1000 ولادة حيَّة) بعد الإقليم الأفريقي (27 وفاة لكل 1000 ولادة حيَّة).
وأشارت إلى أن جودة الرعاية التي تحصل عليها الأمهات الحوامل تتأثر بأمور منها المساواة بين الجنسين والعنف، ولهذا، فإن ما تتعرض له المرأة أثناء الولادة يُمثِّل تجربةً؛ إما تُمكِّن المرأة، وإما تُلحِق بها الضرر والصدمة العاطفية.
وكانت جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعون أقرت “اليوم العالمي لسلامة المرضى” عام 2019، مشيرة إلى أنه يستمد جذوره الراسخة من مبدأ أساسي من مبادئ الطب وهو مبدأ “لا ضرر أولاً”.
اليمن: وفاة امرأة وستة مواليد كل ساعتين
ويعتبر اليمن واحد من أكثر البلدان تسجيلاً لحالة الوفيات بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة، حيث تموت امرأة وستة مواليد كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، وفق تقارير أممية.
وذكرت التقارير إن معدل وفيات الأمهات ارتفع بشكل حاد منذ بداية الحرب في اليمن من خمس وفيات للأمهات في اليوم عام 2013 إلى 12 وفاة بين الأمهات يوميا عام 2018.
وأشارت إلى موت امرأة من بين كل 260 أثناء الحمل أو الولادة، حيث تحدث ثلاث ولادات فقط من بين كل عشر في المرافق الصحية، كما يموت طفل واحد من بين 37 مولوداً في الشهر الأول من الحياة، وبالإضافة إلى ذلك أنجبت واحدة من بين كل 15 فتاة مراهقة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما.
وأكدت حاجة 1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة إلى علاج لسوء التغذية الحاد والوخيم، مشددة على أن “الحصول على خدمات صحية جيدة قبل الولادة وبعدها هو مفتاح بقاء حديثي الولادة والأمهات”.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=16888