الشعيبي لـ”الطبية”: أواجه السرطان وحيداً وبمعنويات عالية
الطبية – خاص|
تفاعلاً مع الحملة التوعوية التي أطلقتها “المجلة الطبية” في السابع من مارس الجاري، وما زالت مستمرة، تحت شعار ” لست وحدك.. الجميع معك” -بهدف تعزيز وعي المجتمع اليمني بأهمية تقديم الدعم النفسي للمرضى والمساهمة في رفع الروح المعنوية وبالتالي مقاومة المرض والاستجابة للأدوية- تلقت المجلة رسالة من مريض بالسرطان يحكي فيها قصة معاناته مع هذا المرض طيلة 8 سنوات.
بدأت معاناة أحمد الشعيبي مع مرض السرطان قبل 8 سنوات، دون أن يعلم السبب الحقيقي لمرضه، وظل يعاني مدة عامين قبل أن يعرف طبيعة مرضة بالضبط، فقرر التعايش معه والبقاء حياً وبمعنويات عالية رغم خذلان محيطه الاجتماعي له.
قد يهمك .. الشاي الأخضر وصحة الفم.. فوائد كثيرة وبعض المحاذير
يقول الشعيبي في رسالته ” كل أسرتي وأصدقائي كانوا متعاطفين معي، وبينهم من لديه قناعة بأن السرطان لا نجاة منه، فيتألم عليَّ ولا يظهر ذلك أمامي.. لكني صراحة أنا الداعم لنفسي”.
يواصل الشعيبي سرد قصته مع مرض السرطان “عندما تعبت من كمية العلاجات التي تناولتها طيلة عامين، دون أن يكشف لي الأطباء ما هو مرضي بالضبط، وبعد رحلة طويلة داخل مستشفيات كثيرة بحثاً عن سبب مرضه، أظهرت التحاليل إصابتي بالسرطان، وقد تعاملت مع الأمر برضا وابتسامة عريضة فيما كان ابن عمي الذي يرافقني يعيش في قلق شديد قبل إجرائي التحاليل، أما بعد ظهور نتيجة التحاليل فلم يحتمل مرافقي الخبر وأغمي عليه”.
يؤكد الشعيبي” منذ اكتشافي لمرضي وأنا أتعامل معه بمعنويات عالية ودون خوف رغم أنه أخذ الكثير من صحتي، أخذ صوتي وسمعي وأتلف عيني وتسبب لي بالشلل في الجهة اليسرى من جسدي، وصعوبة في البلع فكلما أبلع قطة صغيرة من الطعام تذهب رأساً للقصبة الهوائية فتسبب لي الشرغة (الاختناق) لدرجة أصل فيها حد الموت”.
يخضع الشعيبي للعلاج الكيماوي، لكنه يشتكي من تسبب العلاج بنقص مناعته مما سهل غزو أي مرض لجسده دون مقاومة، قائلاً “لا تغادر يدي فراشة المغذيات، ولا أتوقف عن تناول المضادات الحيوية وكذلك معاناتي من التهابات في الرئتين وكحة شديدة مصاحبة لها حمى والتهاب بالمفاصل”.
لم ينل السرطان من إرادة الشعيبي القوية، ورغم حجم الأضرار الكبيرة التي ألحقها بصحته، لكن يظهر من رسالة الرجل أنه متألم نفسياً “ثمان سنوات وأنا أقاوم المرض حتى تعودت عليه، وتعود أهلي على مرضي وأصبحوا يتجاهلون أناتي، وخفّت الزيارات التي كانت تملأ بيتي وغرفتي داخل المستشفى، حتى المساعدات أصبحت شبه منعدمة، ولم تظل كما كانت بداية مرضي”.
إقرأ أيضاً .. 10 أعراض لهبوط السكر الشديد
ويتابع “لكن إيماني بالله، هو الذي يسندني ويجعلني واقفاً وثابتاً ومحتسباً فصار الكثير يتعجب لحالي وتصرفاتي رغم كل هذا”.
يحتاج المصاب بالسرطان إلى مساندة أسرية ومجتمعية مصاحبة للخطة العلاجية ، باعتبارها أهم عوامل وأسباب مقاومته للمرض والوصول إلى مرحلة الشفاء التام.
وينبه الباحث في وراثة أمراض السرطان، الدكتور فواز الشاهري إلى أهمية العمل على دعم الجانب النفسي للمصاب باعتباره ضرورة في نجاح العلاج، مشيرا إلى أن العلاج لا يقتصر على تقديم الخدمات الصحية المتطوِّرة من أدوية ورعاية فقط.
وبيّن في حديث لـ “المجلة الطبية، بأن شعور المرضى بتضامن أسرهم ومجتمعهم المحيط بهم يزيد قدرتهم على تحدِّي مرض السرطان والاستجابة للأدوية وبالتالي الشفاء منه، مضيفاً “وهذا الجانب تحديداً يُعَدُّ أحد الأدوار المهمة التي يمكن أن تقوم بها منظمات المجتمع المدني”.
وتعد الإصابة بالسرطان كباقي الأمراض التي يمكن علاجها والشفاء منها بشكل تام، بحسب الدكتور الشاهري، الذي نبه إلى خطورة تأثير بعض الاعتقادات الخاطئة حول المرض على المصابين مثل اعتقاد البعض بأن الإصابة هي المحطة الأخيرة في حياة المريض.
أنجزت هذه المادة في إطار حملة “#لست_وحدك_الجميع_معك “ لتي أطلقتها “المجلة الطبية“ للتوعوية بأهمية ودور الأسرة والمجتمع في تقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان، وبالشراكة مع صندوق مكافحة السرطان وشركة يمن موبايل ومستشفى يوني ماكس الدولي ومنصة عوافي.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=19001