fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

دول الشرق الأوسط في أمس الحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي

mohammed alghobasi
فلك الطبية
15 مارس 2020آخر تحديث : الأحد 15 مارس 2020 - 6:43 مساءً
Ad Space
دول الشرق الأوسط في أمس الحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي
Ad Space

دول الشرق الأوسط في أمس الحاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي

المجلة الطبية /

تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في الشرق الأوسط العشرة آلاف. وباستثناء سوريا وليبيا واليمن ، تم تسجيل حالات إصابة مؤكدة في بلدان أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يتميز تطور الوباء في الشرق الأوسط بخصائص الانتشار السريع والواسع، وكثرة المصابين. وقد استغرق الأمر ثلاثة أسابيع فقط منذ الإبلاغ عن أول حالة إصابة محلية في إيران في 19 فبراير إلى تجاوز عدد المصابين عشرة آلاف حالة في المنطقة. بيد أن الوباء يشهد تطورا أكثر خطورة وتوسعا في إيران مقارنة ببقية دول المنطقة. حيث أنه تفشى في جميع المحافظات الـ31 في البلاد. وفي يوم الخميس الماضي وحده، تجاوز عدد الإصابات الجديدة ألف حالة، ومن بينهم نائبان للرئيس ووزراء وأعضاء في البرلمان، ما يؤدي إلى تعليق أعمال البرلمان.

ونظرا لشراسة هذا الوباء، قامت العديد من دول الشرق الأوسط تدريجيا بتحديث تدابير الوقاية والسيطرة على الوباء لتصبح أكثر صرامة من أجل قطع مصدر العدوى ومنع المزيد من الانتشار. وأعلنت إيران عن إطلاق خطة تعبئة وطنية والاستفادة من مساعدة الجيش في مكافحة الوباء؛ وأعلنت المملكة العربية السعودية تعليق العمرة مؤقتا لمواطنيها والمقيمين في المملكة، ووقف الرحلات الجوية والبرية مع الدول المجاورة؛ كما قامت الدول الأخرى بإلغاء الفعاليات العامة وتعليق الدراسة؛ وقررت الحكومة الكويتية إغلاق كافة قاعات السينما والمسارح وصالات الفنادق، بالإضافة إلى تمديد تعليق الدراسة في جميع المدارس والجامعات والكليات الحكومية والخاصة، وتعليق جميع رحلات الطيران بما فيها الطيران التجاري من وإلى دولة الكويت

وبحسب ما نشرت شبكة “cgtn” الإعلامية في مواجهة هذا الوباء، تواجه دول الشرق الأوسط صعوبات وتحديات أكبر من الدول والمناطق الأخرى. من ناحية، تملك دول الشرق الأوسط عموما نظما طبية ضعيفة، ويشكو سكانها نقصا في وعي المكافحة من الأوبئة، كما تشكو حكوماتها من نقص موارد الوقاية من الأوبئة. من ناحية أخرى، وباعتبارها “ساحة المعركة الرئيسية” للألعاب الجيوسياسية الدولية، فقد شهدت العديد من دول الشرق الأوسط حروبا متكررة واضطرابات سياسية متتالية وركودا اقتصاديا أرهق كواهل شعوبها، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي تفرضها بعض الدول الغربية وغيرها من العوامل المختلفة، وكلها جعلت مكافحة الوباء مهمة بالغة الصعوبة لهذه الدول.

Ad Space

لنأخذ إيران كمثال، فنظرا للعقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، فإن هذا البلد الذي كان يملك من أكثر النظم الطبية والصحية تقدما في المنطقة، صار اليوم يفتقر إلى الموارد والمعدات الطبية. وبحسب التقارير، أصيب أكثر من نصف الطواقم الطبية في منطقة قم الأكثر تضررا. وأعرب علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني مؤخرا، عن أسفه إزاء “العقوبات غير الإنسانية” الأمريكية في رسالة إلى الاتحاد البرلماني الدولي، مشيرا إلى أن العقوبات على المعدات الطبية والصيدلانية أعاقت جهود إيران الوطنية لمكافحة الوباء.

وفي دول أخرى مثل العراق ولبنان، اضطرت الحكومة إلى حل العام الماضي بسبب ركود التنمية الاقتصادية وسبل العيش المتعثرة. حيث أعلن لبنان مؤخرا عدم قدرته على سداد ديونه الدولية، وأدى الوضع الاقتصادي المتدهور إلى جعل الحكومة عاجزة على مكافحة الوباء.

ناهيك عن الدول التي مزقتها الحروب مثل ليبيا وسوريا، والدول مثل اليمن والسودان التي تعاني أصلا من مشاكل متراكمة بسبب الحرب والفقر، فلا يشكل عدد الإصابات المؤكدة على جدول الإحصائيات انعكاسا حقيقيا للوباء، بل يفسر فقط الصعوبات التي تواجهها الحكومة في منع الوباء والسيطرة عليه.

في محاربة الوباء في الشرق الأوسط، يجب أن تتحد بلدان المنطقة. حتى فلسطين وإسرائيل — العدوان دائما القتال منذ أكثر من نصف قرن — وضعا جانبا الصراعات والتفتا لمواجهة الوباء معا، حيث باتا يتبادلان المعلومات وانضما إلى القوات المحاربة للوباء. فيجب على الدول الغربية كسر القوالب النمطية، ورفع العقوبات والحصار غير العادلة المفروضة على دول معنية لمنع العوامل بشرية الصنع من زيادة تشديد الوباء. والأهم من ذلك، على المجتمع الدولي توفير الإمدادات الطبية والخبرات للبلدان التي مزقتها الحرب والفقر من أجل مساعدتها على زيادة وعيها وقدرتها على مكافحة الوباء واحتواء انتشاره.

بعد تفشي الوباء في الشرق الأوسط، أرسلت الحكومة الصينية فريقا طبيا لمساعدة إيران والعراق في مكافحة الوباء، وفي الوقت نفسه، قدمت إمدادات طبية لمصر ولبنان وسوريا ودول أخرى، وتبادلت الخبرات والتقنيات الصينية، سعيا لبناء خط دفاعي محكم ضد الأوبئة. لقد أظهرت الصين دورها كدولة كبيرة مسؤولة متخذة إجراءات عملية، ومارست مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وهو ما جعل دول وشعوب الشرق الأوسط تعرب عن بالغ ثنائها لها.

يعتبر فيروس كورونا الجديد العدو المشترك للبشرية، ويواجه العالم تهديدا غير مسبوق من الوباء. في هذه اللحظة الحرجة، على المجتمع الدولي أن يتحد ويتعاون لتقديم المساعدات إلى دول الشرق الأوسط في المعركة ضد الوباء.

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space