د عبد الحميد الصهيبي
شرايين الحياة!
من على الروابي والوديان وعن شرايينها نتحدث بحيوية الطبيعة التي حبانا الله بها وأزهرت مروجها بفعل الأمطار .
عن تلك الشرايين التي تنقل الارواح.. تنقل الغذاء والدواء بلا توقف.
خلال هذه الأيام أصيبت تلك الشرايين بعدد من الأمراض نتيجة بعض الممارسات الخاطئة فضلا عن التأثيرات العديدة لأضرار السيول والتي تسببت في عديد الأمراض.
وهي ممارسات مزقت تلك الشرايين وتسببت في توقف إمداداتها ونتيجة لذلك تقطعت سبل البعض في الوصول والحصول على الخدمات الصحية.
ومن هنا تتجلى أهمية التدخل لإنقاذ تلك الشرايين أملا في إنقاذ الأمهات والأطفال، الرجال والنساء ، الشيوخ والشباب.
خلال الشهر الماضي كنت في زيارة الأهل والأقارب في قريتي .. قرية براقش محافظة إب.
حاجة عالمية لمنظمة أممية جديدة
يمتد شريان الحياة مرورا بالسدة من فوق جسر المقالح وصولا إلى قريتي، ويواصل مسيرته الى عشرات القرى ضمن مديرية الشعر.
هؤلاء جميعا لا يملكون عديد الخيارات للحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية وخدمات النساء والولادة وإجراءات العمليات للحالات الطارئة في تلك القرى. مما يضطرهم للبحث عن تلك الخدمات في مستشفى علي عبدالمغني في مدينة السدة أو الإحالة للحالات الأكثر حرجا الى المستشفيات الأخرى في يريم وذمار وصولا الى صنعاء، ولا يمكن لأحد الوصول الى مركز المديرية السدة إلا عبر جسر المقالح.
هذا الشريان أصبح مؤخراً عرضة للانهيار والسقوط ومثله الكثير من الجسور والطرقات الممتدة الى كثير من مناطق وقرى اليمن.
الطريق مرتبط سلبا وإيجابا بالصحة والحصول عليها أو الحرمان منها، وبالتالي فإن صيانة الطرقات إنقاذ للحياة.
هناك أمور ذات أولوية تستدعي بذل الجهود من أجل إنقاذها وعلى الجهات الرسمية والمنظمات والقطاع الخاص العمل لإنقاذ الحياة.
هل تعرفون ماذا يجري في اليمن؟
شرايين الحياة التي نتحدث عنها كما أسلفنا قد لا تكون جاهزة وتمنح الناس الوصول بالخدمات المنقذة للحياة.
والأدهى والأمر أنها قد تتحول الى وسائل وأماكن تمثل مخاطر حقيقية على الحياة.
وإذا ما ترافقت مع أوضاعها حالات إهمال لصيانتها أو لصيانة مجاري السيول التي تمر أو تحيط بها.
وهو ما لوحظ خلال الأسابيع الماضية والتي تسببت بعواقب وخيمة ووفيات ربما تجاوزت ما خلفته إصابات فيروس كورونا خلال نفس الفترة.
عبر هذه المنصة الطبية نتمنى أن تصل الرسالة بأن شرايين الحياة قد تتحول الى شرايين للموت وما يؤثر في أن تكون بهذا المسمى أو ذاك هو حرصنا واهتمامنا.
فالطريق حق للجميع وفي ذات الوقت فسلامته وصيانته وايتاؤه حقه هو في المقام الاول واجبنا كأفراد.
وللجميع خالص الأمنيات بالصحة والعافية والسلامة في كل الأوقات وجنب الله الجميع مآسي وحوادث الطرقات.
*خبير وطني في مكافحة الإيدز والأمراض المعدية.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=10990