لا تزال اليمن من بين الدول التي تعاني من ندرة مختصي التغذية العلاجية الذين يساهمون في تقليل الاصابات والوفيات الناتجة عن نقص الغذاء.
وقالت الطبيبة نجاة شمسان- أخصائية نساء وولادة وأطفال، لـ “المجلة الطبية” أن التغذية العلاجية، تسهم في إعداد مهنيين متخصصين. يضعون نصب أعينهم التوعية والعمل على تقليل نسبة وفيات الأطفال المصابين بسوء التغذية. (فالمستشفيات ممتلئة بالحالات في الوقت الراهن).. وليساهموا في توعية وتشجيع المجتمع على العناية بتغذية الأمهات الحوامل والمرضعات.. بما يساعد في تعزيز دور الرضاعة الطبيعية ومكافحة التقزم وفقر الدم واضطرابات الغدة الدرقية والعشى الليلي “العمى الليلي” وجميع المضاعفات الناتجة عن نقص الغذاء.
التغذية فرع من الوبائيات
أما الباحث حافظ البدوي- طالب دراسات عليا بمركز الدراسات السكانية بجامعة صنعاء، والذي يعد رسالة ماجستير حول سوء التغذية في أوساط الاطفال النازحين.. فيؤكد على أن تأهيل متخصصين في مجال التغذية، سيكون مثمرا جدا لأن التغذية هي جزء من الطب وتعد فرعا من فروع الوبائيات.. كما أن أطباء علم التغذية يعالجون بوصفات غذائية ستكون مفيدة ونافعة واستخداماتها مأمونة.
أمراض ذو علاقة بالتغذية
أما المهندسان صدام حسين الاكوع وحسن محسن المكحلي، من خريجي قسم تكنولوجيا الأغذية بكلية الزراعة جامعة صنعاء.. فأشارا إلى أن التأهيل الاكاديمي لممارسين واخصائيين في التغذية معدين علمياً ومهنياً، يؤهلهم للقيام بمهام هذه الوظيفة في قطاعات مختلفة في المجتمع، يقومون بالتعاون مع العاملين في الحقل الصحي أو التعليمي بعلاج المرضى وتشخيص بعض الحالات وإعداد الوجبات الخاصة أو الأنظمة المختلفة حسب نوع وعمر ووزن المريض.. ويتابعون الخدمات الغذائية التي تقدم للمرضى خاصة الأغذية الخاصة. وينفذون التوعية للمجتمع لمكافحة الأمراض ذات العلاقة بالتغذية مثل: السمنة وداء السكري والذبحة الصدرية.
بدوره يرى غادر نهشل، أحد مشرفي التغذية بمكتب الصحة العامة والسكان، بمحافظة عمران؛ لـ “المجلة الطبية”.. أن تخريج كوادر مختصة في التغذية سيسهم في تحسين الوضع الصحي والتغذوي لدى كافة شرائح المجتمع. خاصة الأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال ما دون ستة أشهر الى خمس سنوات.
نقص التغذية
وتنتشر التهابات العظام والمفاصل والعمود الفقري في اليمن لأسباب كثيرة أهمها نقص التغذية ودخول كثير من السموم والمبيدات الضارة بالصحة والمحرم استخدامها دولياً في تسميد الأغذية.. واستخدام بعض المواد الكيماوية في تسريع نضج الخضروات والفواكه لإدخالها إلى السوق.. وفقا لتأكيد الدكتور محمد صليح استشاري جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري.
وأضاف صليح: كذلك عدم وجود المياه النقية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، بالإضافة الى إهمال بعض المرضى للمعالجات الطبيعية الأولية.. نظراً للظروف المالية الصعبة التي يعيشونها، إلى جانب شحة الأدوية.
ودعا صليح إلى توعية مريض العظام والمفاصل- كأي مريض- بالالتزام باستخدام الأدوية بشكل منتظم، والالتزام بالتعليمات والارشادات التي يوجهه الطبيب المعالج بها.. وأيضا الالتزام بالتغذية الجيدة والمتوازنة. والتي تحتاج إلى الدراسة والتخصص لندرة مختصي التغذية في الحقل الطبي في اليمن.