المجلة الطبية

قبل أن يصل بك السل إلى اللحظة الحرجة

-

قبل أن يصل بك السل إلى اللحظة الحرجة

الطبيةخاص|

دخل عبدالسلام مكي، 17عاما، إلى وحدة مكافحة السل في مديرية الزهرة بمحافطة الحديدة غرب اليمن مستندا على اثنين من أقاربه بعد أن أصبحت قدماه لا تقويان على حمله.

كانت أعراض عدوى السل قد نالت من المريض إلى درجة لم يستطع الوقوف على قدميه، وفقا لمنسق البرنامج الوطني لمكافحة السل في الحديدة الدكتور محمد عبدالله سيف، الذي لاحظ من التشخيص المبدئي إصابة مكي بمرض السل.

قد يهمك .. الدكتور زايد عاطف يقدم دليلاً إرشادياً لمرضى السكري في رمضان

الأعراض كانت واضحة على ملامح مكي، إذ بدا جسده هزيلا ويعاني من سعال شديد بالإضافة إلى إصابته بالحمى والتعرق الليلي.. حسبما يصف المنسق للمجلة الطبية.

على مدى شهرين ظل مكي يعاني من هذه الأعراض التي بدات خفيفة إلى حد ما ثم تفاقمت مع مرور الوقت في ظل عدم حصوله على التدخل العلاجي المناسب، حد قول سيف.

ارتفاع مستوى المعاناة دفع بأقارب مكي لحمله إلى وحدة مكافحة السل في المديرية بعد أن أخبرهم أحد أقاربهم باحتمالية إصابة ابنهم بمرض السل وفقا للأعراض التي يعاني منها.

وفور وصول مكي إلى الوحدة قام الاخصائيون بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة مثل فحص البلغم والأشعة الصدرية لتأتي النتائج إيجابية كما توقعها الجميع هناك، لقد كانت إصابته بالعدوى شديدة.

وبعد أن حصل الطبيب المعالج على جميع المعلومات المتعلقة بالإصابة ومستواها وضع له الخطة العلاجية المناسبة، يقول الدكتور يوسفلقد قدمت الوحدة  كافة الخدمات العلاجية لمكي مجانا“.

وشدد الدكتور يوسف على ضرورة التزام المريض بالخطة العلاجية لمدة ستة أشهر حتى يضمن الشفاء التام من المرض، إذ لا تنحصر الخدمات التي تقدمها مراكز ووحدات مكافحة السل على التشخيص والفحوصات وتقديم الأدوية مجانا فقط، بل تحرص على تقديم خدمات أخرى كالتوعية بالمرض ومواجهته لتعزيز وعي المريض حول العدوى.

فالشاب مكي لم يكن يدرك ماهية الإصابة التي يعاني منها ولا كيفية التعامل معها بشكل سليم، لذا فقد حرص الطبيب المعالج على تقديم الكثير من النصائح والمعلومات للمريض لتعزيز وعيه حول وكيفية التعامل مع العدوى لبنجو منها وحتى لا يتسبب في نقل العدوى إلى الأشخاص المحيطين به.

ويقول الدكتور يوسفالسل من الأمراض القابلة للشفاء بشرط أن يلتزم المريض بالجرعة العلاجية من حيث الفترة الزمنية ومواعيد الأدوية بالإضافة إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية.

مكي واحد من مئات الأشخاص الذين يتعرضون للإصابة بالسل في محافظة الحديدة المزدحمة بالسكان والتي تعد من المحافظات الأعلى من حيث تسجيل عدد الإصابات بالعدوى، فبحسب الإحصائيات الصادرة عن البرنامج الوطني لمكافحة السل من ضمن ما يقارب 70 % من إجمالي الحالات المكتشفة في العام 2021 تم اكتشافها في المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية بلغت نسبة الإصابات في الحديدة 12%، وبلغت نسبة نجاح المعالجات في عموم المحافظات 88%.

إقرأ أيضاً .. استثمار لإنقاذ الأرواح

أما من الناحية العمرية فقد سجلت الإصابة بالسل بشكل ملفت والأكثر انتشارا في الفئة العمرية بين 15-44 عاما وهي الفئة العمرية المنتجة والشابة في اليمن، علاوةً على ذلك فإن السل ينتشر في الذكور أكثر من الإناث بحسب بيانات البرنامج للعام الماضي.

ولا يزال السل في اليمن يمثل إحدى المشكلات الصحية والاجتماعية حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن 14 ألف شخص يصابون بالسل سنويا وبمعدل حدوث 49 حالة سل جديدة لكل 100 ألف  من السكان. كما قدرت منظمة الصحة العالمية ان معدل الوفيات من مرض السل في اليمن يقدر بـ 7 وفيات لكل 100 ألف من السكان وتُصنَّف اليمن بأنَّها من الدول ذات معدّل الإصابة المتوسط بهذا المرض.

ويقدم البرنامج خدمات التشخيص والعلاج والتوعية للمجتمع على ثلاثة مستوياتمركزي، وسطي وعلى مستوى المديرياتبشكل مجاني ، وبإمكان الجميع الوصول الى الوحدات والمراكز بسهولة للحصول على الخدمات كما حدث للشاب مكي الذي تخلص من العدوى وشفي تماما بعد ستة أشهر من الالتزام بالخطة الدوائية التي أوصى بها الطبيب.

أنجزت هذه المادة ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة السل   2022، بالشراكة  مع البرنامج الوطني لمكافحة السل والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بصنعاء ومنظمة الهجرة الدولية ومنصة (عوافي).

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version