المجلة الطبية

6 نصائح لجعل العمل من المنزل تجربة أكثر سعادة

-

لجعل العمل من المنزل تجربة أكثر سعادة

المجلة الطبية|
وجد الملايين من الناس أنفسهم بحاجة إلى مكاتب في منازلهم للمرة الأولى في حياتهم العملية. استخدم البعض الكراسي الموجودة في مطابخ بيوتهم أو جلسوا على الأرائك مع حواسيبهم لأشهر طويلة.

ولكن، وحتى في حالة التوصل إلى لقاح فعال لمرض كوفيد-19، قد لا يعود العديد من الناس للعمل في مكاتبهم الأصلية كل الوقت. والمؤشرات إلى التأثيرات السلبية للوباء على الصحة العقلية للبريطانيين ليست مشجعة على الإطلاق.

فقد ارتفعت مستويات الإصابة بالكآبة، بينما أظهر استطلاع أجراه مؤخرا المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين أن الكثيرين من الذين شاركوا فيه قالوا إن ممارسة أعمالهم من منازلهم جعلتهم أكثر شعورا بالإرهاق والتعب.

إليك ما تستطيع فعله لجعل العمل من المنازل أكثر راحة وسعادة.. بحسب موقع “بي بي سي“:

لجعل العمل من المنزل تجربة أكثر سعادة

اسمح للضوء بالدخول

يقول أخصائي الأمراض النفسية والعقلية د. تي بي أس بالامورالي إن “الناس مختلفون إلى حد بعيد فيما يتعلق بشخصياتهم، ولكن المبادئ الأساسية واضحة جدا. فضياء الشمس، إضافة إلى الهواء المنعش وقدرة التواصل مع الطبيعة، كلها عوامل نافعة لصحة الإنسان الذهنية والعقلية”.

فضوء الشمس يحفز المخ على إفراز هرمون السيروتونين، الذي يساعد الإنسان في أن يشعر بالهدوء والسكينة ويجعله أكثر قدرة على التركيز، كما يلطّف المزاج ويقلل من الشعور بالقلق.

ويقول المعماري بين تشانون، مدير الشؤون الصحية في دار أسايل للهندسة المعمارية، إن “منافع ضوء الشمس هائلة”.

ويضيف أن “ضياء الشمس هو الحجر الأساس لتأثيره الكبير على الطريقة التي نستشعر بها الفضاءات ودوره في تنظيم نومنا. والتعامل مع وباء كوفيد-19 كان مرهقا للجميع، ولذا فلضوء الشمس أهمية استثنائية في الوقت الراهن”.

إقرأ أيضاً..خبراء.. العمل من المنزل قد يترك أضرار صحية ونفسية طويلة الأمد

ولكن الجانب الإيجابي للموضوع، حسب ما يقول تشانون، هو أن “بإمكان الناس السيطرة على الضوء أكثر مما قد يعتقدون”.

وينصح تشانون بنقل طاولات العمل إلى أماكن قريبة من الشبابيك إذا كان ذلك ممكنا. ويقول إنه يجب التأكد من فتح الستائر بشكل كامل وأن الشبابيك نظيفة من الداخل والخارج. فتجمع الغبار على زجاج الشبابيك يعرقل إلى حد كبير قدرتها في أيصال الضوء.

منع الضوضاء

تقول د. ريبيكا ديوي، وهي أخصائية في الكيفية التي يتعامل بها الدماغ مع الأصوات من جامعة نوتينغهام في بريطانيا، إن الأجزاء المختلفة من الدماغ تحاول باستمرار التعرف على الأصوات المختلفة والتغييرات التي تطرأ عليها.

وتقول “من شأن الأصوات الزائدة والضوضاء أن تشتت الذهن وتعرقل سلاسة العمل، والأصوات الحادة تعدّ مشكلة أكبر من الأصوات الخافتة”. وبينما يقوم الدماغ بالبحث عن أي تغييرات في الأصوات، “قد يشعر الإنسان بالحيرة وتشتت الذهن عند توقف الأصوات”.

ويفسر عالم الأعصاب الأستاذ أدريان ريس من جامعة نيوكاسل البريطانية ذلك بالقول “تؤثر الأصوات في رد المواجهة أو الهروب عند الإنسان”.

فالأصوات المزعجة تحفز جزءا في الدماغ يقال له “اللوزة” لإصدار إيعازات تشير إلى وجود خطر ما. ويستلم جزء آخر من الدماغ، وهو “الوطاء أو الهايبوثالاموس” هذه الإيعازات الذي يوعز بدوره للغدتين الكظريتين بإفراز الأدرنالين في الدورة الدموية مما يؤدي إلى رفع ضغط الدم.

إزالة الفوضى

توصلت دراسات إلى أن الفوضى والبعثرة وتكدس الحاجيات الزائدة تؤدي إلى ارتفاع في هرمون كورتيزول المعني بالضغط والإجهاد. السبب في ذلك أن الفوضى تبعث بإيعازات متناقضة إلى الدماغ، الذي عليه حينها بذل المزيد من الجهد لترشيح الإشارات غير المفيدة.

وتقول د. ألينور راتكليف، عالمة النفس المتخصصة بالتأثيرات البيئية في جامعة ساري البريطانية، “المشكلة الرئيسية التي تتعلق بالفوضى هي زيادة التحفيزات التي تؤدي إليها”.

قد يهمك..تمارين لمواجهة المتاعب الصحية أثناء العمل المكتبي

وتضيف أنه من الطبيعي جدا أن ترتفع مستويات الكورتيزول في بعض الأحيان، ولكن الارتفاع المستمر في هذا الهرمون مرتبط بالقلق والكآبة والصداع والأرق؟

وتقول د. راتكليف، “عليك التأمل في احتياجاتك.” وبينما قد لا يشكل قدرا معقولا من الفوضى أي مشاكل في منزل مريح قد يتغير هذا الوضع إذا تحول المنزل إلى مكان عمل.

انهض

إذا كنت من الكثيرين الذين توقفوا عن التوجه إلى مكاتبهم أو أماكن عملهم، فإنك توقفت عن المشي إلى محطة الحافلات أو محطة القطار، وتوقفت أيضا عن تسلق السلالم لحضور الاجتماعات وما إلى ذلك.

فإذا كان المشي الوحيد الذي تمارسه في الوقت الراهن هو من غرفة نومك إلى غرفة عملك أو الطاولة الموجودة في المطبخ، تكون قد فقدت النشاط البدني الذي يعزز لياقتك الذهنية والبدنية.

وتوصلت عدة دراسات إلى أن التمارين الرياضية هي علاج طبيعي للقلق، وتقلل من الضغوط التي يشعر بها الإنسان وترفع مستوى الطاقة البدنية والذهنية وتعزز الشعور بالصحة من خلال زيادة إفراز الإندورفين.

تقول د. راتكليف إن “قلة التمرين والنشاط لها تأثير كبير. فإذا كان الناس محرومون من التمرين، عليهم التفكير في كيفية ترتيب أيامهم وعليهم بذل جهود حقيقية من أجل معالجة الوضع الذي هم فيه”.

أحد الخيارات المتاحة هو استخدام مكتب للواقفين (أي مكتب لا يوجد له كرسي)، واستعماله بالشكل المطلوب. قف على قدميك لجزء من اليوم واجلس في الجزء الآخر، وبإمكانك أيضا أخذ أقساط من الراحة تستغلها في المشي خارج المنزل.

استعن بالنباتات

هناك الكثير من الحجج التي تقول إن للتواصل مع الطبيعة فوائد ذهنية جمة، من خفض ضغط الدم إلى تقليل مستويات القلق والإرهاق والتفكير الزائد بشتى الأمور، كما ينفع في تحسين الانتباه والذاكرة ونوعية النوم.

ولذا فإن لإدخال النباتات وغيرها من الطبيعيات إلى مكان العمل في المنزل تأثير كبير على نوعية العيش فيه.

وشرحت الدكتورة راتكليف ما يطلق عليه “نظرية ترميم الإنتباه”.. بقولها :“النظر إلى الأجسام الطبيعية قد يعطي دماغك فسحة – أو سلسلة من الفسحات الصغيرة – تريحك من التركيز المستمر. فالنظر إلى النباتات وغيرها يأخذ انتباهك ولكن ليس بطريقة زائدة أو كثيرة التحفيز. وهذا أمر مفيد”.

وتضيف، “علاوة على ذلك، فنحن كثيرا ما نربط بين الطبيعة والراحة والاستجمام، وهو أمر يحسّن بدوره مزاجنا”.

التواصل الاجتماعي

يقول د. بالامورالي إن على أولئك الذين لا يشعرون بالسعادة وهم يعملون من منازلهم التفكير بجد حول الأمور التي يفتقدون إليها بعدم التوجه إلى مكاتبهم وأماكن عملهم، وأن يحاولوا تعويض ما فقدوه.

وبالنسبة للكثير من الناس، يتصدر موضوع فقدان التواصل الاجتماعي قائمة الأمور التي يفتقدونها ويشتاقون إليها.

ويقول إن الكثيرين منّا يحصلون على 80 إلى 90 في المئة من تواصلهم الاجتماعي في أماكن العمل.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

وإذا كان ذلك عن طريق الدردشة مع زملاء العمل في المكتب أو في المطعم أو في المصعد أو على السلالم، فإن هذا النوع من التواصل مفيد ونافع لعدد كبير من الناس.

ولكنه مضى للقول “عندما فرضت إجراءات الإغلاق، تبخر كل ذلك فجأة. الأمر يعتمد على نوع شخصيتك، ولكن العامل المشترك هو أن الكثيرين من الناس يحتاجون إلى مزيد من التواصل الاجتماعي بطرق أخرى”.

“ولذا، حاول الخروج من المنزل في وقت الغداء وفي الأماسي، تواصل مع الأصدقاء والأقارب والجيران وكل الناس الذين تشعر بالرغبة في البقاء على اتصال بهم”.

Exit mobile version