د. أحمد السنباني
العازفون بالحبر
ثمة مواقف لا تمر دون أن تترك أثرا في الوجدان.. ترسو وتظل ما بين مد وجزر.. تقفز إلى واجهة الذكريات كل ما صادفت مواقف مشابهة.
دائما ما يكون وراء هذه الأحداث التي قد تحمل في طياتها الفرح أو الحزن، شعور صادق في
تأديتها.. على سبيل المثال عند استماعك لمعزوفة موسيقى أو عازف أوتار أو قراءتك لنص شعري أو قصة صحفية أو حديث مباشر من شخص ما.. تجد نفسك قد اندمجت مع ذلك واختلطت مشاعرك مع ما تسمعه أو تقرأه، وتعيش التفاصيل بكل تقلباتها العاطفية، وهذا يحدث لسببين على الأقل
بالنسبة لي.. الأول أن ما تراه كان حقيقيا نابعا من القلب، والسبب الآخر أنك تجد نفسك فيما تراه أو تقرأه أو تستمع له.
قد يهمك..تعرف على الوزن الصحي للحقيبة المدرسية
اجتاحتني رغبة في كتابة هذه السطور وإرسالها لإدارة المجلة وأنا أتصفح العدد (35) الورقي من المجلة الطبية لشهر نوفمبر الماضي.. فاستوقفني تقرير حمل عنوان “حقائب مدرسية.. تثقل كاهل الطلاب” غصت في تفاصيله. وقراءة تحذيرات الأطباء والمختصين من خطر الحقائب زائدة الوزن على البنية الجسدية والصحية لأطفالنا الصغار.
تأكيدات الدراسات التي أوردتها تفاصيل التقرير تنبه إلى ضرورة ألا يزيد وزن الحقيبة عن 10 إلى 20 % من وزن الطفل الحامل لها.
إقرأ أيضاً..الحقائب المدرسية الثقيلة تسبب للأطفال انحراف في العمود الفقري
وجدت في التقرير زاوية جديدة وجذابة، وكالعادة في تناول المجلة لمثل هذه القضايا ذهبت لمناقشتها مع كافة أطراف التخصص.
الحقيبة المدرسية الثقيلة أصبحت راسخة في ذهني، وكل ما أرى أبنائي أو الطلاب أثناء ذهابهم أو عودتهم من المدرسة.. أتذكر محتوى ذلك التقرير، لكن لماذا لم تغادرني هذه القضية كغيرها من المواد الصحفية وسط زحام الحياة والقضايا اليومية!؟
ليأتي الجواب.. إنه الإيمان الحقيقي والصادق من قبل المجلة في إعداد هذا التقرير وحديث المختصين الذي احتوى على معلومات ونتائج دراسات بذل فيها الكثير من الجهد.
تحدثت عنها مع أحد الأصدقاء الأعزاء أثناء تواجدي في الريف وأنا أرى أبناء القرية كيف يحملون حقائبهم المدرسية ويمضون لبضع كيلومترات مع بزوغ شمس كل صباح.
أمر آخر تعاود لذهني وهو أول لقاء جمعني بالصديق وائل شرحة مدير عام المجلة الطبية.. عندما كنت أترقب الشغف والإيمان في حديثه النابع من أعماقه عن مشروع وكادر المجلة الطبية وما يقدمه للمجتمع في ظل غياب الوعي الصحي.
أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
أتذكر حديثه عند وصول نسخ المجلة الطبية إليَّ نهاية كل شهر.. وأتنقل بين زواياها وصفحاتها وأجد صدقه وإيمانه هو وفريقه بما يقومون به في كل سطر وصورة وشكل فني في إصداراتهم.
وأجد الحقيقة فيما يقال “ما كان من القلب يصل إلى القلب”. وهو الأمر الذي أريد إيصاله للقراء من خلال هذه الأحرف.. إيمان الشخص بما يقوم به وبما ينجزه هو ما يبقى في ذاكرة الآخرين ووجدانهم.. لذا يجب أن نقوم بكل أعمالنا في الحياة بمختلف جوانبها بدافع الإيمان بها والرغبة في انجازها ومعايشة كل تفاصيلها، لننجح فيها وفي ترسيخها لدى الآخرين.
*عضو مؤسس في الاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية – نائب مدير عام شركة الدولية للصناعات الدوائية (فارما كير).
لقد أنهيت قراءة” العازفون بالحبر”.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=13559