الصحة العالمية تكشف إجحافات صحية صارخة في إقليم شرق المتوسط
المجلة الطبية_ خاص|
أكد تقرير جديد أعدته اللجنة المعنية بالمُحدِّدات الاجتماعية للصحة في إقليم شرق المتوسط وجود إجحافات صحية صارخة في الإقليم استمرت فترةً طويلةً.. وأن جائحة كوفيد-19 جاءت لتزيد العبء الثقيل الذي ينوء به الإقليم من انعدام المساواة.
وعرض التقرير الذي صدر بدعمٍ من التحالف من أجل بحوث السياسات والنُّظُم الصحية، ومعهد الإنصاف في مجال الصحة بجامعة لندن.. والمعنون بـ «إعادة البناء على نحو أكثر عدلًا: تحقيق الإنصاف الصحي في إقليم شرق المتوسط».. أفكارًا جديدة عن حالة الإجحافات الصحية في الإقليم، وحثُّ البلدان على اتخاذ إجراءات لمعالجة المحددات الاجتماعية للصحة بهدف تغيير اتجاه الإجحاف المستفحِل الذي فاقمته أكثر جائحةُ كوفيد-19، والنزاعات المستمرة. والتحركات الجماعية للسكان، والتحديات البيئية، وأوجه عدم المساواة بين الجنسين.
قد يهمك..الصحة العالمية تكشف عن عدد حالات شلل الأطفال في اليمن
وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «ما من سببٍ بيولوجي يدعو إلى الاختلافات الصارخة في فرص الحياة المتاحة للناس في إقليمنا. وأوجه عدم المساواة في مجال الصحة جلية منذ بداية الحياة؛ إذ تتراوح وفيات الأطفال دون سن الخامسة بين 7 وفيات و128 وفاة لكل 1000 ولادة حية.. ويتفاوت متوسط العمر المتوقع للرجال بين 54 و79 سنة، وللنساء بين 57 و80 سنة. وتسود الإجحافات في السلطة والمال والموارد. وهذه هي ما نُطلِق عليها المحددات الاجتماعية للصحة، وعلينا أن نعالجها لتحسين صحة الناس».
وأضاف الدكتور المنظري: «ويشير هذا التقرير إلى أن الآثار المترتبة على كوفيد-19 ستزيد التفاوتات الصحية.. ما لم تُتخَذ تدابير فورية أساسها الإنصاف للتخفيف من هذه الآثار وتكييفها».
وناقش التقرير الذي حصلت المجلة الطبية على نسخة منه كيف أن الإصابة بكوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه.. ترتبط بالمهنة والوضع الاجتماعي والاقتصادي والحالات الصحية الموجودة من قبل، وهي عوامل ترتبط غالبًا بانخفاض الحالة الاجتماعية والاقتصادية. وعلى الرغم من أن إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط يسجِّل عددًا منخفضًا نسبيًّا من الوفيات الناجمة عن كوفيد-19، مقارنةً بأقاليم المنظمة الأخرى، فمن المتوقع أن يكون لسياسات الاحتواء أثر طويل المدى على الصحة، خاصةً في صفوف الفئات الأفقر والأكثر تعرضًا للمخاطر.
وبحسب التقرير يؤثر النزاع وانعدام الأمن على أكثر من نصف البلدان في إقليم شرق المتوسط، وهما السبب في معظم الوفيات التي وقعت في العالم من جراء النزاعات، وترتبط الإجحافات الصحية ارتباطًا مباشرًا بغياب العدالة الاجتماعية.. وما لم تُتخَذ تدابير تضمن توزيعًا أكثر إنصافًا للثروة، ورغبة أكبر من الحكومات في زيادة الإنفاق على الصحة ومعالجة المحددات الاجتماعية للصحة، فسوف تزيد حتمًا الإجحافات الصحية في الإقليم.
إقرأ أيضاً..هل تتسبب لقاحات كورونا بالعقم؟.. الصحة العالمية تحسم الجدل
كما تُمثِّل البطالة وظروف العمل السيئة تحديات خطيرة للصحة. فالعاملون في الاقتصاد غير الرسمي، الذي لا تشرف عليه الحكومات.. محرومون من حقوق العمل ووسائل الحماية، وتؤدي ظروف العمل السيئة إلى عواقب كارثية على الصحة على المدى البعيد.
ووفقًا لمؤشر عدم المساواة بين الجنسين (2018) الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، سجَّل إقليم شرق المتوسط – من بين جميع أقاليم المنظمة – ثالث أعلى المستويات في أوجه عدم المساواة بين الجنسين.. التي تؤثر هي أيضًا تأثيرًا جسيمًا على الحصائل المرتبطة بالصحة والتعليم والعمل والدخل.
وتابع الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية قائلًا: «واعترافًا بالإجحافات في الصحة ومحدداتها الاجتماعية.. فإن إعادة البناء على نحو أكثر عدلًا ستعني أن تكون النظم الصحية والاجتماعية أكثر إنصافًا حتى تتحقق رؤيتنا الإقليمية (الصحة للجميع وبالجميع). وتشمل الخطواتُ المستقبلية ضمانَ التغطية الشاملة بالخدمات الصحية الأساسية، وإرساءَ آليات للحماية المالية لحماية الناس من العواقب الوخيمة لاعتلال الصحة.
ولفت الدكتور المنظري بأن التقرير الذي أعده نخبةٌ من الخبراء العالميين والإقليميين بقيادة البروفيسور السير مايكل مارموت.. رئيس اللجنة المعنية بالمحددات الاجتماعية للصحة والصوت العالمي البارز في الدفاع عن الإنصاف في مجال الصحة، قد قُدِّم إلى الجهات صاحبة المصلحة اليوم الإثنين في القاهرة.
أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=15131