تقرير: محمد حفيظ _ المجلة الطبية|
تقف العشرينية أفنان أحمد اليماني حاملة طفلها الصغير بين يديها بمقدمة الطابور المخصص للنساء في جناح التطعيم بمستشفى محمد هايل،أحد مراكز التطعيم ضد كورونا بمحافظة مارب شمال شرقي اليمن، بانتظار دورها في الحصول على اللقاح.
تنظر اليماني إلى تلفونها لتتأكد من المكان والموعد الذي حددته لها وزارة الصحة في عدن، عبر رسائل نصية تلقتها من موقع الوزارة على الانترنت بعد تسجيلها في المنصة الالكترونية التابعة للوزارة.
خلف أفنان، تقف عشر نساء أخريات حصلن على نفس الرسالة وينتظرن دورهن ، بالمقابل يقف العشرات من الرجال من مختلف الأعمار بانتظار حصولهم على اللقاح ضد كورونا في أول أيام تدشين اللقاح نوع “جونسن أند جونسون” منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي، من الدفعة الثانية التي وصلت إلى اليمن حتى الآن .
اللقاح جواز سفر صحي
قالت اليماني أنها قدمت من محافظة ذمار،40كم جنوب صنعاء، لأخذ اللقاح قبل سفرها إلى السعودية في زيارة أسرية ، مشيرة إلى أن الحماية الصحية من الفيروس أيضا كانت أحد الدوافع، بينما كانت الحماية من الفيروس هي الدافع الوحيد عند الثلاثيني حسين علي مجيديع الذي يرى أن الاحترازات والوقاية من الفيروس مسؤولية الجميع.
بحسب مجيديع أصبح اللقاح أمراً ضرورياً لحماية الأسرة والمجتمع ومهماً لكل فرد “وكذلك استعدادي لأي سفر للخارج بحيث أكون حاملا للشهادة الصحية التي باتت تساوي جواز السفر “حد قوله.
كغيرها من المحافظات التي تسلمت لقاحات كورونا، تسلم مكتب الصحة بمارب 21 ألف جرعة من لقاح “جونسن أند جونسن” مستهدفة 21 ألف شخص من الفئات المحددة من قبل وزارة الصحة في عدن، حيث فتحت مارب 26موقعاً لتطعيم المستهدفين باللقاح، يعمل فيها 24 فريقا طبيا متنقلا وثابتا، وفقا لبيانات مكتب الصحة في المحافظة.
تفيد التقارير اليومية للحملة بأن المراكز شهدت خلال اليومين الأولين من تدشين اللقاح اقبالا كبيرا ليصل عدد من تم تطعيمهم في مارب أكثر من ستة آلاف شخص، بالإضافة إلى أن نحو 17 ألف مواطن كانوا قد تلقوا الجرعة الأولى من لقاح استرازينيكا خلال الدفعة الأولى من اللقاح وينتظرون الحصول على الجرعة الثانية من نفس اللقاح .
في نفس المركز”مستشفى هايل” حصل الثلاثيني ربيع صالح جابر القادم من محافظة عمران شمال اليمن، على اللقاح لاستكمال أوراق سفره إلى المملكة العربية السعودية، وقد قال لـ”المجلة الطبية: “لأننا نلتقي في مناطق الغربة بالكثير من الجنسيات من مختلف الدول بعضهم قادمون من دول موبوءة بالفيروس، فهذه الجرعة ستحمينا من أن نكون عرضة للفيروس أو ناقلين له إلى مجتمعاتنا ”.
وعلى بعد 27كم جنوب مدينة مارب ، وجد جابر اسمه في كشوفات المستهدفين لأخذ اللقاح في مركز الجوبة الصحي، بعد أن سجل اسمه في المنصة الالكترونية “لا تتطلب إثبات أن يكون المسجل من الفئات المستهدفة” على موقع وزارة الصحة ليحصل على اللقاح بسهولة ويسر ،حد قوله.
قلق وتطمينات
في حين تشهد مراكز التطعيم إقبالا كبيرا من كلا الجنسين، ما يزال هناك مواطنون مترددين في أخذ اللقاح لعدة أسباب، فمثلا الثلاثيني فهد إسماعيل لديه مخاوف من الأعراض الجانبية التي قد تنجم عن أخذ اللقاح لأنه ينتظر حتى يرى ما سيصاب به أقرانه ممن حصلوا على اللقاح، وعليها سيقرر أخذ اللقاح من عدمه.
ورغم القلق عند البعض، إلا أن الدكتور محمد الزخيمي ، وهو طبيب عام يقوم بتطعيم المواطنين باللقاح في مركز “محمد هايل”، أفاد بأنه لم يحدث أن سأله أحد المواطنين عن الأعراض الجانبية للقاح ولم يلاحظ أي تخوفات من المقبلين على التطعيم.
وأكد الزخيمي، في حديثه لـ” المجلة الطبية”، أن” اللقاح آمن لكل الفئات العمرية المسموح لها عالميا، بالإضافة إلى أن خطة التطعيم داخل المركز تخضع لكل شخص للمراقبة لمدة نصف ساعة بعد أخذ اللقاح لمعرفة ما إذا كانت هناك مضاعفات قد تظهر على الشخص”.
وتابع” وهذا إجراء إضافي حفاظا على صحة وسلامة المواطن ، ولم يتم تسجيل أي مضاعفات لأي شخص تم تطعيمه حتى الآن ” .
وقال الزخيمي، إن” مستوى إقبال النساء على اللقاح متوسط مقارنة بمستوى إقبال الرجال الذي وصفه بأنه كبير”، مشيرا إلى أن “أغلب النساء القادمات إلى المركز من العازمات على السفر خارج البلد وكبار السن”.
يبين مدير الرعاية الصحية الأولية بمكتب صحة مارب، ناصر السعيدي، أن المحافظة أعدت 26 موقعا في مراكز مديرية كل من حريب, والجوبة, والمدينة, والوادي, لاستقبال المستهدفين من المحافظات السبع التي حددت وزارة الصحة محافظة مارب مكانا لحصولهم على اللقاح، وهي “أمانة العاصمة, صنعاء, الجوف, صعدة ,عمران ,حجة ,المحويت”.
كذلك، توفير 24 فريقا طبيا، من ضمنها فرق التطعيم المتنقلة والتي تقدم الخدمة لنزلاء السجون ومراكز الاحتجاز والأطباء ودكاترة الجامعات وكذا المعلمين في المدارس ومكتب التربية .
وأوضح السعيدي لـ”المجلة الطبية”، أن “كمية اللقاح التي تسلمتها مارب قد لا تكفي لكل تلك الفئات المستهدفة، لكنها مطمئنة إلى ما تمتلكه وزارة الصحة من مخزون احتياطي”، مؤكداً “إذا ما نفدت الكمية الموجودة سيتم تزويد المحافظة من المخزون الاحتياطي لدى الوزارة”.
وأشار إلى أن كبار السن وذوي الأمراض المزمنة والمغتربين هم الأكثر إقبال على اللقاح، موضحا أن مارب ستتسلم كل يوم دفعا من الأسماء من قبل الوزارة حتى يتم التنظيم الجيد لعمليات التطعيم بشكل يقلل مخاطر الإصابة بالفيروس أثناء الزحام أمام فرق التطعيم، لافتاً إلى أن كل مرفق صحي يتسلم 100 اسم فقط كل يوم و يحق له تطعيم هذا العدد فقط.
وقال إن مكتب الصحة بمارب يعمل من أجل إقناع المواطنين وحشدهم للإقبال على اللقاح من خلال توعية المجتمع عبر الوسائل المتاحة وبتعاون الجهات والمنظمات الشريكة بأهمية اللقاح تجنبا للإصابة بكورونا مستقبلا، بالتزامن مع التوعية بأهمية الالتزام بطرق الوقاية من الإصابة، خاصة في ظل زيادة أعداد الإصابات خلال الشهرين الأخيرين، داعيا المواطنين وخاصة الفئات المستهدفة إلى التسجيل في المنصة الإلكترونية لأخذ اللقاح.
هل التخزين بحسب المواصفات؟
نقلت وزارة الصحة في عدن، الكميات المخصصة لمحافظتي مارب وشبوة من لقاح كورونا بشاحنة تبريد واحدة، فيما استقبلت مارب حصتها في ثلاجة تبريد مركزية، وقد قام مكتب الصحة بالمحافظة بنقل اللقاح المخصص إلى المراكز المحددة في مركبات مزودة بثلاجات تبريد تحافظ على بقاء اللقاح بمفعوله الآمن والفعال وفق المواصفات المطلوبة للقاح .
وتشترط مواصفات نقل وتخزين اللقاح أن يكون محفوظا في درجات تبريد من 2 إلى 8% بينما في الحافظات المتنقلة يكون هناك ترمومتر يبين كم درجة الحرارة.
ولدى صحة مارب، ثلاجات تبريد لكل اللقاحات بما فيها لقاح فيروس كورونا، ولدى المراكز الصحية في المحافظة ثلاجات أخرى لحفظ اللقاح بدراجات تبريد مناسبة له، بالإضافة إلى توزيع حافظات تبريد مناسبة صحيا, بحسب السعيدي.
وكانت وزارة الصحة سهلت من عملية وطرق حصول المواطنين على اللقاح عندما أنشأت منصة الكترونية ملزمة لكل من يرغب بالحصول على جرعة اللقاح ضد كورونا التسجيل المسبق في المنصة على موقع الوزارة وتعبئة استمارة خاصة ببيانات المستهدف ثم الانتظار حتى يحين الدور وتصل رسالة sms على تلفون المتقدم للحصول على اللقاح لتحدد مكان وزمان التطعيم.
وبعد سبعة أشهر من تسلم اليمن الدفعة الأولى(360 ألف جرعة) من لقاح استرازينيكا للوقاية من كورونا في مارس من العام الجاري تسلمت في سبتمبر الماضي دفعة ثانية ( 150 ألف جرعة) من لقاح جونسن اند جونسن الذي يتم أخذه جرعة واحدة ، بينما لقاح استرازينيكا يؤخذ بنظام جرعتين، ومن أخذ اللقاح استرازينيكا لا يمكنه أن يأخذ اللقاح جونسن اند جونسن.
وحددت وزارة الصحة في عدن المستهدفين من اللقاح جونسن أند جونسن كل من العاملين في القطاع الصحي الذين لم يتطعموا سابقا , كبار السن، القطاع التعليمي المدرسي والجامعي , نزلاء السجون والإصلاحيات , النازحين واللاجئين، موظفي الكهرباء، الدفاع المدني، صندوق النظافة، المرور، العاملين في تلبية الاحتياجات الغذائية وينطبق هذا على كل المحافظات بحسب الموقع الرسمي لوزارة الصحة في عدن .
وستساهم 510 آلاف جرعة التي تسلمتها اليمن حتى الآن في تحقيق المناعة المجتمعية إذا ما استمرت اللقاحات واستمر الإقبال عليها من قبل المواطنين بالإضافة إلى 360 ألف جرعة من نوع لقاح استرازينيكا قادمة لنفس الفئة التي حصلت على الجرعة الأولى من نفس اللقاح خلال الشهر القادم بحسب ما ذكره وزير الصحة في عدن، الدكتور قاسم بحيبح، على حسابه في تويتر مطلع سبتمبر الماضي .
Source : https://alttebiah.net/?p=17211