عدم معرفة الناس بماهية مرض هشاشة العظام والخلط بين هذا المرض والإصابة باحتكاك المفاصل من أهم الصعوبات التي تواجه أطباء واستشاريي العظام في اليمن، بالإضافة إلى عدم توفر عدد من أهم الأجهزة التشخيصية الخاصة بطب العظام.
وينبه استشاري أول جراحة العظام والكسور، الدكتور سعيد بامشموس إلى ضرورة رفع الوعي بأهمية حماية العظام والتعامل مع الأمراض التي تتعرض لها ، حتى يتم تلافي المشاكل الصحية في بدايتها .
وكشف الدكتور بامشموس -في لقاء مع “المجلة الطبية”، عن حالة مرضية غريبة أصابت ثلاث نساء وطفلا من أسرة واحدة وعلى مدى ثلاثة أجيال متعاقبة.
– ما هي الصعوبات التي تواجه استشاري العظام في علاج مرضى هشاشة العظام، وكيف يتجاوزها؟
أكثر الصعوبات التي نواجهها، هي عدم معرفة الناس ووعيهم بهذا المرض، فعندما يتحدث الطبيب عن هشاشة العظام يعتقد الناس أنه يتحدث عن الاحتكاك ، بينما هشاشة العظام مرض مختلف عن احتكاك المفاصل ، لكنهم يربطون بين الهشاشة والاحتكاك، وهذه من المفاهيم الخاطئة التي يواجهها طبيب العظام في تعريف هشاشة العظام، لكننا نسعى إلى تجاوزها من خلال التثقيف وإقامة مؤتمرات محلية ودولية للتعريف بهذا المرض، فكلما عرفنا عن المرض وأسبابه وأعراضه كلما استطعنا تجنبه.
ماذا عن مستوى توفر الكوادر والأجهزة الطبية المتخصصة في اليمن؟
نعم .. ما يزال طب العظام في اليمن يعاني من نقص كبير في الأجهزة التشخيصية، وخاصة جهاز قياس هشاشة (كثافة) العظام لأنه مكلف جداً، وأول من أدخل هذا الجهاز إلى اليمن هو مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، علماً بأن ثاني جهاز جاء إلى البلاد بعد عشر سنوات من جلب الجهاز الأول، بمعنى أن الناس وشركات الأدوية والمستشفيات، لم يستوعبوا قيمة وأهمية هذا الجهاز إلا بعد مرور 10 سنوات، مع ملاحظتي أن مستشفى العلوم كسب كثيراً من هذا الجهاز لذلك أدركوا قيمته.
– هل هناك حالات عالجتها وكانت من الصعبة أو النادرة؟
بالفعل .. توجد حالات نادرة، لكن هي ليست نادرة بالمعنى الحرفي، وإنما لعدم المعرفة بهذا المرض وما يمثله من خطر على صحة الإنسان ، بالإضافة إلى شح الإمكانات وقلة الأجهزة التي تساعد على كشف هذا المرض، مما يجعل العلاج صعبا، فكلما عرفت عن المرض ولديك أجهزة تشخصه، يستفيد المريض، ويكون بالإمكان معالجته.
وتكمن صعوبة علاج مرض هشاشة العظام في طول مدة علاجه، لأنها قد تستمر إلى عامين أو ستة أعوام كي تحقق المطلوب منها حيث يظل المريض يستخدم نفس العلاج إلى أن تتحسن كثافة العظام لديه.
قُص علينا عن حالة وجدتها وتفاجأت بها أو استغربت منها ؟
من القصص العجيبة التي أثارت استغرابي، كانت لأربعة أشخاص (ثلاث نساء وطفل) يمثلون أربعة أجيال، الجدة الكبيرة، والجدة الوسطى، ثم الأم وطفلها، جميعهم يعانون من نقص في فيتامين د.. فمثلا كان الطفل يعاني من لين عظام، فيما تعاني الأم والجدة الوسطى من ضعف في العظام، أما بالنسبة للجدة الكبرى فمصابة بهشاشة عظام، أربع إصابات من مختلف الفئات العمرية، وسبب مرضها هو نقص فيتامين د.
تم إنتاج العديد من الأدوية الخاصة بعلاج هشاشة العظام، كما تم انجاز الكثير من الأبحاث المتعلقة بعلاج هشاشة العظام الذي أصبح يمثل مشكلة كبيرة لدول الغرب، لأن نسبة الفئات العمرية من كبار السن هناك عالية، لذا بالإمكان القول أن جهودا جبارة تبذل في مجال الدراسات والبحث العلمي، من أجل التوصل لعلاج ناجع لهذا المرض.